نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


ضعف التغذية والنمو الاقتصادي في الهند عنصران على طرفي النقيض




نيودلهي - من التجول في أنحاء مقاطعة مضايا براديش، بوسط الهند، والبالغ تعداد سكانها سبعين مليون نسمة، لا يمكن تصور مطلقا أن هذا المكان يعد جزءا من بلد ينتمي إلى النادي النووي، ويعد من أحد أبرز الاقتصاديات الصاعدة وصاحب أحد أسرع معدلات النمو في العالم.


ضعف التغذية في الهند
ضعف التغذية في الهند
بعض قرى مضايا براديش لا يوجد بها مياه شرب، وأنهارها وخزانات مياهها جفت بالفعل، مما يضر الأمهات للسير طوال عدة ساعات لشراء بضعة كيلوجرامات من الأرز المدعوم، فضلا عن أن الكثير من الأطفال في هذه المقاطعة أطوالهم أقل من أقرانهم في نفس المرحلة العمرية في أماكن أخرى من البلد الاسيوي بسبب سوء التغذية.

تظهر نتائج استطلاع أجرته وزارة الصحة الهندية مدى سوء الظروف التي يعاني منها الأطفال والنساء في البلاد. بحسب الإحصاء القومي الرابع الذي أجري بين عامي 2015 و2016 تم استطلاع رأي 600 ألف شخص بجميع أنحاء الهند. ويجرى هذا الاستطلاع على فترات تتراوح بين خمسة إلى عشرة أعوام منذ عام 1993.

الخبر الجيد أنه مقارنة بالدراسة التي أجريت بين عامي 2005 و 2006، تحسنت النتائج في جميع الأوجه، بالرغم من ذلك لا يزال 5% من الأطفال يتعرضون للوفاة قبل بلوغ الخامسة من عمرهم في الوقت الراهن، علما بأن النسبة قبل عشر سنوات كانت 4ر7%. كما تحسنت أيضا معدلات التطعيم في جميع أنحاء البلاد، وارتفعت نسبة النساء اللاتي يجدن القراءة والكتابة، واصبحت أربع من بين كل خمس نساء حوامل يضعن مواليدهن في المستشفى، كما ارتفعت نسبة النساء اللاتي لديهن حسابات بنكية.

بالرغم من ذلك أعرب الناشط الحقوقي البارز بيراج باتنياك، المدير الإقليمي لمنطقة آسيا بمنظمة العفو الدولية عن عدم رضاه عن هذه النتائج، مؤكدا أنه "من الواضح أن هناك تقدما ملحوظا مقارنة بالدراسة السابقة، إلا أن معدلات سوء التغذية لا تزال غير مقبولة في بلد يحقق نموا اقتصاديا من أعلى المعدلات في العالم".

وتبرز الدراسة مدى تدهور نمو الأطفال دون سن الخامسة بسبب سوء التغذية. وتشير الأرقام الرسمية أن 4ر38% من أطفال الهند أقل من خمس سنوات (50 مليون نسمة) يعانون من الكساح بسبب سوء التغذية، إلا أن بيانات صندوق الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (يونيسيف) تؤكد أن العدد يفوق ذلك مقتربا من 62 مليون طفلا.

ولا يرجع هذا إلى ندرة الغذاء فقط، بل إلى أسلوب الغذاء غير المتوازن، فضلا عن معدل الإصابة بالأمراض التي تتسبب في نمو الأطفال في هذه المرحلة العمرية بصورة أبطأ.

تقول البروفسورة سابين جابريتش، الخبيرة بمعهد الصحة العامة التابع لجامعة هايدلبرج الألمانية إنه "لا يشترط تعرض الطفل للجوع لكي يصاب بسوء التغذية. فعلى سبيل المثال اعتماد غذاء طفل على نوع واحد من الطعام مثل الأرز فقط، بدون أن تشمل وجبته فيتامينات أو بروتينيات له نفس التأثير الخطير على معدل النمو". كما تحذر من مخاطر تعرض الأطفال للميكروبات والجراثيم التي تحول دون امتصاص الأمعاء للمواد الغذائية بالصورة المثلى على صحة الأطفال".

وتقول نيفديتا فارشنيا المديرة الإقليمية لجمعية "فيلتهونجرهيلفي" الألمانية غير الحكومية بالهند: "الأرقام توضح أن الحوال تحسنت في الهند في السنوات الأخيرة. كما تظهر بوضوح أنه لا يزال هناك مشوار طويل يجب المضي قدما فيه".

يقول باتنياك بنبرة منتقدة أن الخطر أمام هذا المسار، يمكن أن يكون الحكومة ذاتها التي تتبع سياسات تشجع على إقرار العديد من التشريعات لتشجيع الاستثمار الأجنبي لتحفيز النمو الاقتصادي. ومن بين هذه التشريعات، إحلال نظام توزيع الغذاء على الأطفال مباشرة إلى النظام النقدي، على أن يحول المقابل إلى الوالدين. كما تتجه الحكومة لتقليص الدعم المخصص لمنظومة "الظهار" التي يتم بموجبها تسجيل المواطنين ببصمتي العين واليد.

وفي هذا السياق يحذر الناشط الحقوقي البارز ي بقوله "لقد قمنا بثورة خلال الفترة بين 2010 و 2014 في مجال مكافحة الجوع، ونواجه الآن خطر ضياع الانجاز الذي حققناه".

شتفان ماور
الاربعاء 19 أبريل 2017