نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


عصر التنوير السوري برعاية (سيرياتيل)






ظهرت الشاعرة السورية رشا عمران مؤخراً ضيفة على برنامج المشهد الذي تبثه قناة بي بي سي الناطقة بالعربية وتقدمه الإعلامية اللبنانية جيزيل خوري.
ودار الحوار حول المهرجان الذي أسسه والدها الشاعر السوري [أيضاً] الراحل محمد عمران في قريته وإدارتها لهذا المهرجان بعد رحيل والدها، وكذلك تطرق الحوار لعلاقتها بالثورة السورية والمعارضة والمخاطر التي تعرضت لها جراء موقفها الذي انحازت فيه للثورة السورية.


 
 
قبل هذا اللقاء لم تكن الشاعرة رشا عمران تحسب على المثقفين والناشطين السوريين القادمين من خلفية علوية الذين تاجروا بصفتهم هذه بعد انضمامهم للثورة السورية، التي أفادوا من انتسابهم لها أكثر من الذين بقوا في أحضان النظام.
ولطالما سخرت من هؤلاء المتاجرين [وهذا لتقييد الإطلاق وحصر التعداد، لأن الماء السوري عكر؛ ويمكن لي أن أذكرهم فرداً فردة تجنباً للتعميم]؛ حتى أني شكرتهم [المتاجرين] ساخراً ذات مرة واعداً إياهم [دون صفةٍ] أن نضع “تعاطفهم” مع ثورة الشعب السوري حين ينتصر على الطغاة في متحف يخص الشعوب الصديقة التي وقفت وتضامنت مع السوريين في ثورتهم؛ وذلك قبل أن تتحول لمحنة ومأساة على يد النظام والأنظمة الصديقة للنظام
 
إذاً، يمكنني القول دون مواربة أني حضرت مقابلة الزميلة الشاعرة رشا عمران فعلاً! وأجبرت نفسي على إتمامها! حيث أرسلها لي فاعل خير، كان قد حضرها قبلي وقرر متطوعاً إعلامي بآخر “الحوارات” [بالمعنى المصري للمفردة] التي طرفها سوري؛ وكنت أمام خيارين:
الأول:
أن أنشر ما علقت به لمرسل اللقاء واستفيض حول تاريخ المهرجان الذي أسسه الشاعر السوري محمد عمران، والذي ورثته ابنته الشاعرة السورية [أيضا مرة أخرى] رشا عمران بعد وفاته دون أي حاجة لتعديلٍ دستوري، ودوره في تشكيل تاريخ سوريا المعاصر، التي كان اجتماع أكثر من ثلاثة أشخاص في أي بقعةٍ منها بحاجةٍ لإذنٍ من فروع المخابرات قاطبةً، فما بالك باجتماع أربعة ألاف شخص في الهواء الطلق لحضور أمسية “حوارية” للمعارض اللبناني البارز أدونيس!
وكذلك حول دور الزميلة الشاعرة رشا في صناعة وهندسة وتفجير الثورة السورية! التي ستجد خمسة ملايين سوري على الأقل لديهم وثائق من بان كي مون تثبت تفجيرهم للثورة وقيادتها حتى وصلت بر الأمان وحققت الحلم الديموقراطي المنشود [أي أن الزميلة الشاعرة رشا ليست وحيدة في هذا الإدعاء].
الثاني:
أن أستعير الحكمة الخالدة التي لقنّي إياها صغيراً المرحوم خلف الفياض حينما كنت أتطوع لأعمل كصبي لديه وهو يصنع القهوة المرة في بيتنا “يا ابن اخوي اذا واحد كذب كذبة نحبسه؟! فأجيب معتمدا على فراستي في معرفة التوجيه المبطن نحو الإجابة الصحيحة: لا. لكنه يكرر بجدية: لا بلكي نحبسه! فأرد وقد عرفت أنه أحب هذه اللا: لا ما نحبسه.. كل الناس تكذب”! فاخترت الخيار الثاني!
لكن كتابة الصحفي راشد عيسى مقالاً في جريدة القدس العربي يذكر فيه بعض الحقائق التي صمتُ عنها؛ جعل الموضوع “مشوقاً” خصوصا بعد أن قام سوريون [كتاب وصحفيون وإعلاميون وهلم جرا] بحفلة تضامن مع الزميلة الشاعرة رشا عمران بوصفها ضحية [لجليل خوف الله] راشد عيسى الذي يكتب معقباً على برامج تلفزيونية كثيراً. مما جعلني أخرج عن الخيار الثاني وأنضم نسبياً للخيار الأول دون المرور بالطريق الثالث.
ماكتبه راشد عيسى كمعلومات صحيح جدا، بل وينقصه الكثير وأظنه يعرفه، لكني سأضيف أيضا أن المهرجان [حسب معلومات شفهية من أصدقائها الذين كانوا على مائدة مهرجان الوالد] إضافة للرعاية الرسمية له، فقد مولته سيرياتيل التي كانت ترعى الديموقراطية قبل الثورة لدورة واحدة من دوراته على الأقل؛ وهذا تفصيل هامشي كي لا يطالبنا أحد بإبراز الفواتي
وإضافة لكل ماذكر ومالم يذكر عن المهرجان الخالد؛ فقد أدارت الزميلة الشاعرة رشا عمران مهرجان أبوها لحسابها الشخصي [وهذا حقها] لتضع اسمها على قائمة الدعوات للمهرجانات العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة! وهذا كان طبيعيا وعاديا وياسيدي مقبولاً! لكن أن يتم تحويله بعد أن استنفد مهمته ومات إلى مشروع وطني قومي نهضوي تنويري ديموقراطي ثوري فهذه يلزمها أن يكون النظام قد أبادنا جميعا أو مسح ذاكرتنا.
وطالما فُتحت سيرة عصر الأنوار الذي كان يجري فيه هذا المهرجان التنويري الثوري، لابد من ذكر مهرجان تنويري آخر في حصين البحر في ذكرى رحيل زميلي المسرحي سعدالله ونوس يدعى له مثقفون تنويريون من مشارق الأرض ومغاربها منحازون لآلام الشعوب، وقفوا [بالصدفة] جميعا في صف النظام التنويري أو صمتوا؛ ومهرجان ثقافي فكري تنويري آخر تحت يافطة جمعية العاديات المرخصة في حلب لكن المهرجان يجري [صدفة] في جبلة تحت إشراف المعارض اللبناني البارز أدونيس!  وتؤازر هذه المهرجانات داري نشر بارزتين؛ وذلك لنشر التمخضات والإرهاصات الفكرية لعصر التنوير السوري في ظل سيرياتيل؛ أولهما لإبن الروائي “المرحوم” حيدر حيدر وهي الدار الوحيدة التي كان يتاح لها أن تنشر ماتريد دون موافقات أمنية؛ والأخرى للروائي اليساري الذي انقطعت اخباره منذ قيام الثورة نبيل سليمان
أما حديث الزميلة الشاعرة رشا عمران بصفتها أم الثورة التي هي ابنتها وتربت وترعرعت في حضنها فهو من “الهرتلة” التي يخجل أي قليل عقل عن التفوه به.
ومع ذلك فإن قصة نزوحها المؤلمة إلى فرنسا بتأشيرة عاجلة؛ بعد رجاء ضباط المخابرات الحار لها، يجب أن تقدم بسببها إلى محكمة ثورية عادلة ما أن تنتصر الثورة المرحومة! لأن هؤلاء الضباط يعرفون وهي تعرف كذلك أنه بمجرد خروجها ستموت الثورة.. ومع ذلك خرجت.
هناك مقولة تنسب لجحا وحميره العشرة كنا اتخذناها في موقع جدار الثقافي شعاراً لفترة طويلة [الذي كان محجوبا في سوريا يوم كانت رشا وسيرياتيل ومهرجانات عصر الأنوار يؤسسون سوريا الديموقراطية الحديثة
ليس مطلوبا من المثقف العربي أن يكون نزيها؛ لكن عليه فقط أن يكف عن ادعاء النزاهة.
---------
الغراب

خلف علي الخلف
السبت 1 أكتوبر 2016