نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


على الرغم من جهود الحكومة، لا يزال الدولار الأمريكي هو "سيد الموقف" في كمبوديا




بنوم بنه - مارتا كاستيلان - من أول الغرائب التي يلاحظها زائرو كمبوديا هو وجود العملة الأمريكية "الدولار" في كل مكان، سواء كان ذلك في المقاهي أو محلات السوبر ماركت أو المطاعم، حيث يتم عرض معظم الأسعار في العاصمة الكمبودية بنوم بنه بالدولار الأمريكي.

ويبدو أن الدولار قد حل محل العملة المحلية "الريال"، الذي يستخدم الآن فقط للمعاملات البسيطة، مثل شراء المواد الغذائية في الأسواق المحلية. وبالنسبة لكل شيء آخر، بما في ذلك واردات كمبوديا المتعددة، يتم التعامل بالدولار.


  

وتحاول كمبوديا الابتعاد عن اقتصاد يعتمد على الدولار الأمريكى وتعزيز استخدام الريال لسنوات، ولكن الخبراء يقولون إن التحول الكامل مازال بعيدا.
ووفقا للبنك الأهلي الكمبودى (البنك المركزي الكمبودي)، الذى تم تكليفه بتعزيز استخدام العملة المحلية، فإن 84 بالمئة من اقتصاد كمبوديا يتم استخدام الدولار فيه.
وقالت نيف تشانثانا نائبة محافظ البنك الأهلي الكمبودي إنه بينما تساهم دولرة الاقتصاد (تعامل الدولة بعملة دولة أخرى أكثر استقراراً) فى تحقيق نمو اقتصادى مستقر، فان التجارة بالدولار الأمريكى تجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة بسبب القضاء على المخاطر المرتبطة بأسعار الصرف.

وقالت تشانثانا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر البريد الإلكترونى "مع نمو كمبوديا كدولة ذات دخل متوسط منخفض ، فإن التركيز بدرجة كبيرة على الدولرة يجعل كمبوديا عرضة للصدمات الخارجية ويمكن أن يهدد المكاسب الاقتصادية التى تحققت بصعوبة".

كما أن هذا يعوق صادرات كمبوديا مثل الملابس والأحذية، حيث يجعلها أقل تنافسية مقارنة مع تايلاند أو ميانمار المجاورتين.

وأضافت تشانثانا "عندما تزيد قيمة الدولار الأمريكى، فإنه يضع صادرات كمبوديا فى وضع سلبي غير مؤات مقارنة بالدول المصدرة الاخرى".
ووفقا لتقرير للبنك الدولي لعام 2015 عن الدولرة، فقدت كمبوديا ما يتراوح بين مليار و 2 مليار دولار في سنغافورة ، وهي الأرباح التي تجنيها الحكومة عندما تطرح تكلفة إنتاج وتوزيع عملة من قيمتها الاسمية.
ولكن التخلي عن الدولار يبدو أيضا مسألة فخر وطني. وقالت تشانثانا إن الكمبوديين يجب أن يشعروا بالالتزام باستخدام عملتهم الخاصة لأنها "تظهر الوحدة الوطنية والهوية".
ولم تستخدم كمبوديا دائما الدولار. فبعد استقلالها عن فرنسا في عام 1953، أنشأت السلطات أول مصرف مركزي، وأصبح الريال العملة الوطنية.
وانتهى ذلك بشكل مفاجئ في عام 1975، مع وصول الخمير الحمر، الذين ألغوا حقوق الملكية وحظروا التعامل بالنقود .

وفي عام 1980، بعد سقوط الخمير الحمر، عاد الريال. وقد تعطلت هذه المحاولة لفرض السيادة النقدية مرة أخرى مع وصول سلطة الأمم المتحدة الانتقالية في كمبوديا، وهي بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام التي كلفت بتنظيم انتخابات عام 1993.
وذكرت تشانثانا أن مبلغ الـ 2 مليار دولار الذى انفقته سلطة الأمم المتحدة الانتقالية فى كمبوديا، بجانب محدودية القدرة المصرفية وطباعة العملة، قد حسما مصير الريال المؤسف.
وقالت تشانثانا عبر البريد الإلكتروني : "لم تكن هناك خيارات سوى قبول المعاملات بالدولار الأمريكي في النظام".
وردا على سؤال حول كيفية محاولة البنك الأهلي تعزيز استخدام الريال، أوضحت تشانثانا أن الاستراتيجية هى تشجيع استخدامه بدلا من "اجبار السوق على التوقف عن استخدام الدولار الامريكى".
من جانبه، قال نجيث تشو، كبير المستشارين فى استشارات الاسواق الناشئة، إن الريال لن ينتصر إلا إذا قامت السلطات بحملة جيدة لتوعية وتثقيف الشعب.
وقال لـ (د.ب.أ) "نحن بحاجة إلى الكثير من التعليم العام".
وأوضح تشو أن كمبوديا تحتاج الى جهاز مؤسسى فعال قادر على تطبيق اللوائح القائمة بالفعل.
وقال إن هذا لا يبدو أنه الحال حتى الآن.
وفي تموز/يوليو 2017، أصدرت السلطات الكمبودية مرسوما يجبر الشركات على عرض أسعارها بالريال. ولكن وفقا لتقارير وسائل الاعلام المحلية، تم تجاهل هذا الأمر إلى حد كبير.
وبصرف النظر عن التحديات، لا يزال تشو متفائلا.
وأضاف "اذا لم تكن هناك مؤسسات مناسبة أو آليات للتنفيذ أو تثقيف عام فان الأمر قد يستغرق 10 سنوات".
وليس كل الخبراء بهذا التفاؤل. فقد وصف إير صوفال، مؤلف كتاب "الاعتماد على المعونة في كمبوديا: كيف تقوض المساعدات الخارجية الديمقراطية"، التحول إلى اقتصاد يعتمد على الريال بأنه "مهمة ضخمة".

واعتبر ان الافتقار الى ثقة الجمهور في العملة المحلية هو العقبة الرئيسية.
وقال لـ(د.ب.أ) إن "الناس يثقون في الريال بقدر ثقتهم في قادتهم، وهذا يعني، أن ثقتهم ليست بدرجة كبيرة".
وأضاف "كل شخص لديه إحساس بالمرارة من آخر تجارب الهندسة الاجتماعية عندما حظر الخمير الحمر التعامل بالنقود ... الجميع يعرف أن الريال سوف يصبح بلا قيمة قبل أن يصبح الدولار بلا قيمة".

مارتا كاستيلان
السبت 18 نونبر 2017