نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


" فيلم سان أندرياس".. دمار شامل ودوين جونسون المنقذ العظيم






لوس أنجليس - ليليانا مارتينيث سكاربيلليني - تعد أفلام (الأبوكاليبس) أو الكوارث التي تنذر بدمار ونهاية الحياة في الكون، مادة خصبة لا تنتهي في أفلام هوليوود حيث تشكل دائما عامل جذب بالنسبة لخيال الجمهور بخصوص أشياء مرعبة يفترضون أنها لا بد وأن تحدث في يوم من الأيام، وهذه هي الركيزة الأساسية لفيلم (سان أندرياس) الذي يأتي عنوانه من صدع سان أندرياس بكاليفورنيا.


 
موضوع الفيلم بسيط: زلزال يحمل تبعات ضخمة لم يسبق وأن شهدها الساحل الشرقي للولايات المتحدة بشكل يجعل النصف الآخر من البلاد يشعر به وفي وسط كارثة بمثل هذا الحجم تأتي قصة راي، الذي يؤدي دوره المصارع والممثل دوين جونسون "ذي روك"، ذلك الرجل الصلد الذي يعمل بقسم الإطفاء بلوس أنجليس وهو متخصص في عمليات الإنقاذ الجوي والمروحيات.

ويسعى راي بخلاف انقاذ أكبر عدد ممكن من الأشخاص للعثور على زوجته السابقة (كارلا جوجينو) لذا ينتقل إلى سان أندرياس للعثور على ابنته التي تجسد دورها النجمة الجميلة ألكسندرا داداريو.

هذا هو خيط الأحداث الرئيسي في الفيلم الذي يخرجه براد بيتون والذي يرتكز في عمله بشكل كبير للغاية على المؤثرات البصرية خاصة وأن الزلزال ليس تقليديا وشيء يصعب احتواءه فالشرخ الضخم الذي حدث في الصدع يمتد إلى وسط لوس أنجليس بكل ناطحات السحاب الموجود بها بل ويطيح بهوليوود ومحيطها. وقد تكررت مشاهد هذه المآسي في العديد من الأفلام منها الجاد مثل "يوم الاستقلال" بطولة ويل سميث أو هزلية مثل "هجوم المريخ" بطولة جاك نيكلسون، وغيرها كثير.

وإذا لم يكن كل هذا الأمر كافيا فإن هنالك تسونامي لاحق بخليج سان فرنسيسكو سيأتي بموجة عملاقة على وشك ابتلاع جسر جولدين جيت وباقي المدينة.. شيء مثل هذا تطلب بالتأكيد ميزانية بالملايين ، حيث بلغت ميزانية الفيلم 100 مليون يورو حسب ما أعلنته شركة "وارنر براذرز" في 2011 وتزامن عرضه للأسف مع كارثة زلزال نيبال.

وكانت نيبال تعرضت مؤخرا لزلزال بقوة 8ر7 درجات على مقياس ريختر أدى لمصرع أكثر من سبعة آلاف شخص، وهو الأمر الذي دفع الشركة المنتجة لتخفيف الحملة الدعائية للعمل أخذا في الاعتبار الطابع الكارثي للفيلم وتأثيره على الكثير من أسر الضحايا أو المتعاطفين معهم من دول أخرى.

وجاء هذا الأمر عن طريق إطلاق عرض دعائي ثالث، غير أول اثنين، يرتكز على الجانب الإنساني في القصة بشكل أكبر من صور الدمار الشامل للمدن الأمريكية.

ومن ضمن الأمور المثيرة للسخرية أن الفيلم الذي يتناول زلزال دمر الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية صورت أغلب لقطاته في أستراليا، ولكن هذا لم يمنع بالتأكيد من التصوير في لوس أنجليس وسان فرانسيسكو وبيكرز فيلد.

وبخصوص مشاهد الحركة فإن دوين جونسون "ذا روك" أعرب عن سعادته الجمة بها، حيث يقول إنه لم يشعر من قبل بهذا الكم من الأدرينالين بل ووصل الأمر به لتصوير لقطات خطيرة أثناء عيد ميلاده حيث قال عن هذا الأمر "لقد كانت هدية جيدة". ويعد هذا الفيلم استمرارا للمسيرة الايجابية للمصارع صاحب الكاريزما العالية والذي يتواجد في أفضل لحظات مشواره الفني بعمر الـ43 عاما حيث يعتبر من الأوزان الثقيلة في أفلام الحركة، وواحد من أعلى الممثلين أجرا. جدير بالذكر أن ذي روك تألق أيضا في أفلام أكشن مثل السريع والغاضب، وأفلام كوميدية أيضا. وكانت أخر أفلام جونسون الجزء السابع من سلسلة " السريع والغاضب" التي حققت أرقاما قياسية في شباك التذاكر في الصين ولم تنته بالمناسبة حيث من المقرر وجود جزء ثامن للفيلم سيشارك "ذي روك" فيه.

وكان من ضمن أعمال دوين الأخيرة " إمباير" والذي شارك بطولته مع ليام هيمسوورث وايما روبرتس، في دور " هرقل" الذي حقق أرباحا بقيمة 243 ملايين دولار على الصعيد العالمي ولكنه لم يلق إشادات كبيرة.

وتضمن كاريزما وشخصية وشعبية وبنيان دوين جونسون له حياة طويلة في هوليوود حيث يظهر بمرور الوقت أفضل في أفلام الحركة.. "سان أندرياس" وفي النهاية يقدم طبق شهي للأذواق التي تحب المعاناة وتخيل الدمار الشامل ورؤية نهاية العالم. يذكر أن آخر الأفلام التي حققت نجاحا جماهيريا وتناول الكوارث ونهاية العالم كان فيلم "2012 " حول أسطورة تنبؤات حضارة المايا بخصوص هذا الأمر، وبكل تأكيد ستكون المقارنة حاضرة بين العملين في ظل وجود عناصر كثيرة مشتركة مثل المؤثرات البصرية والجانب الدرامي والإنساني وعنصر العائلة ومفهوم الفناء والتضحية.

ليليانا مارتينيث سكاربيلليني
الجمعة 29 ماي 2015