نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


فيلم"معركة بين الجنسين"..التنس كمجال للتحدى بين الرجل والمرأة




لوس أنجليس -
ليليانا مارتينث سكاربيلليني
- تحتوي كتب التاريخ على مئات الفصول التي تضم نوادر وقصص مثيرة ما زالت تنتظر تقديمها على شاشة السينما. وظلت هوليوود لعقود تتغذى على هذه القصص، وتعود اليوم لتصب تركيزها على إحدى تلك النوادر التي تتعلق بالتحيز الذكوري ضد المرأة، في مجال الرياضة، تحديدا عالم التنس في الولايات المتحدة، حيث تقدم هذه المرة "معركة بين الجنسين"، بطولة إيما ستون وستيف كارل، والمقرر طرحه الشهر الجاري في دور العرض الأمريكية.


 
تدور قصة الفيلم حول واقعة حقيقية تتعلق بعرض أطلقه لاعب التنس الراحل بوب ريجز (1918-1995) متحديا لاعبات التنس النسائيات، حينما أكد أن مستوى أداء المرأة على أرض الملعب أقل بكثير من مستوى الرجال، وأنه على استعداد لتحقيق الفوز على بطلة اللعبة، بالرغم من اعتزاله وبلوغه الخامسة والخمسين من عمره. وهكذا تحدد في عام 1973 إقامة مباراة التحدي والتي أطلقت عليها الصحافة، "معركة بين الجنسين"، بين ريجز، ويمثل دوره على الشاشة النجم الكوميدي ستيف كارل، ومن الجانب النسائي بيلي جين كينج /74 عاما/ وهي لاعبة تنس أمريكية محترفة سابقة. وقد فازت باثني عشر لقبًا فرديًا من البطولات الكبرى لكرة المضرب، وستة عشر لقبًا زوجيا من البطولات الكبرى لكرة المضرب للسيدات، وإحدى عشر لقبا زوجيًا مختلطًا من البطولات الكبرى. وتلعب دورها على الشاشة النجمة إيما ستون التي وافقت بكل سرور على الدور إحياء لروح التحدي الذي أجري قبل 44 عاما.

جاءت المحصلة عملا هجينا يجمع بين الكوميديا والدراما مع مشهد ختامي تحسم فيه بطولة التحدي الرياضي بين الجنسين، يتوقع خلاله المشاهد أن تسود روح منطق والمساواة، وفي هذه الحالة يعني هزيمة العنجهية الذكورية وانتصار كينج التي تمكنت من الصمود وتقديم أداء على مستوى الحدث.

وفقا للأحداث الحقيقية تفوقت كينج بجدارة وبمنتهى السهولة في المباراة 4-6، 3-6، 3-6، لتثبت جدارة اللاعبات النسائيات على أرض الملعب، وبهذا تكون قد حلت المعضلة جزئيا، وبصورة مؤقتة. ومع ذلك فلا يزال الجدل نفسة مستمرا إلى الآن، خصوصا بعد التصريحات التي أطلقها مؤخرا جون ماكنرو حول الفروق الجوهرية التي لا تزال موجودة بين أداء الذكور وأداء النساء في كرة المضرب. على سبيل المقارنة تحدث عن بطلة العالم القوية والمسيطرة على عرش اللعبة في الوقت الراهن، سيرينا ويليامز، وصنفها حسب تقديره رقم 700 على العالم، "إذا دخلت في تحدي أمام أحد اللاعبين الرجال". لم يرق التعليق ويليامز، وطلبت منه التكرم بأن يتركها في حالها.

اعتذر ماكنرو وأعرب عن أسفه لما قاله. لم يكن هذا موقف ريجز، الذي كان مدمنا للقمار، ووجد أنه يمكنه الاستفادة من تصريحاته الذكورية والعودة إلى الأضواء مجددا بعد اعتزاله عالم التنس. قبلت بيلي جين كينج التحدي، بالرغم من الهزيمة الساحقة التي تلقتها من قبل على يديه مارجريت كورت حينما كانت في الثلاثين من عمرها.

يشار إلى أن مارجريت سميث كورت، هي لاعبة كرة مضرب أسترالية محترفة، وهي ملكة كرة المضرب على الإطلاق برصيد 92 لقبا في الفردي و48 لقبا في الزوجي، كما حصلت أيضاً بالجد المتواصل والتمرين المستمر على 24 لقب بطولة كبرى من أصل 29 نهائي.

بلغت قيمة جائزة لقاء التحدي بين كينج وريجز 100 ألف دولار، وكان من المفترض أن تكفي لكي يسدد ريجز ديون القمار المتراكمة عليه للمافيا، على الرغم من تأكيد المقربين منه أن البطل السابق الذي حصد ثلاثة ألقاب بطولات كبرى خلال مشواره الرياضي، أنه لم تكن له أية علاقة على الإطلاق بالمافيا وأنشطتها غير الشرعية. يتضمن الحوار في الفيلم الكثير من التلميحات الاجتماعية، الطبقية والاقتصادية، علاوة على الفكاهية، وهذا مناسب كثيرا لجو الأفلام التي شارك بها نجم الكوميديا المتميز ستيف كارل، في ثاني تعاون فني بينه وبين المخرج جوناثان دايتون وزوجته فاليري فاريس، بعد فيلم "ملكة جمال أطفال صن شاين"، والذي يعد واحدا من أفضل الأعمال الكوميدية في السنوات الأخيرة .

قبل العمل بالسينما، كان الزوجان المنحدران من كاليفورنيا يعملان في تصميم الإعلانات، والأشرطة المصورة، ثم أخرجا بعض الأفلام الوثائقية. بدأ نجاحهما يتأكد وعرض عليهما تقديم أعمال مثل "فتيان أشقياء 2" بطولة ويل سميث ومارتن لورنس و"فرقة الدفاع"، ولكنهما رفضا. إلى أن قررا العمل في "ملكة جمال الأطفال صن شاين" عام 2001، وبعد النجاح المدوي الذي حققه، قدما الكوميدي الرومانسية "روبي سباركس" عام 2012، وسيناريو يحمل توقيع سيمون بيوفوي.

يضم فريق عمل "معركة بين الجنسين" أيضا مجموعة متميزة من النجوم أمثال بيل بولمان وإليزابيث شو، وأندريا ريزبروج وسارة سيلفرمان وآلان كومنج، مما أثار إعجاب جمهور مهرجان تورنتو حيث عرض الفيلم للمرة الأولى قبل طرحه في دور العرض الأمريكية.

ليليانا مارتينث سكاربيلليني
الخميس 14 سبتمبر 2017