نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


قمة إيفرست نقطة جذب سياحي تخفق لها قلوب عشاق المغامرات




كتماندو - براتيبها تولادهار و دورين فيدلر - لم تطأ قدم بشر هذه القمة الصخرية العملاقة المغطاة بالجليد، قبل تاريخ التاسع والعشرين من أيار/ مايو من عام 1963 أي قبل اثنين ستين عاما تقريبا، وتحديدا منذ مغامرة النيوزلندي ادموند هيلاري والمواطن النيبالي تنزينج نورجاي، اللذان صنعا التاريخ حينما نجحا في الصعود إلى "سقف العالم"، لتتحول منذ ذلك الحين قمة جبل إيفرست إلى نقطة جذب سياحي عالمي تخفق لها قلوب الآلاف من عشاق رياضة تسلق الجبال.


قمة إيفرست نقطة جذب سياحي تخفق لها قلوب عشاق المغامرات
إلا أن الأغلبية لا يحتاجون إلى صعود المنحدرات الوعرة، أو شد الحبال، أو نصب خيام أو حتى حمل أنابيب أوكسجين احتياطية.
 
"لم يعد من الضروري أن تكون متسلق جبال لكي تصل إلى قمة جبل إيفرست"، هكذا يؤكد لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب. أ) متسلق الجبال الإيطالي المحترف رينهولد ميسنر، أول مغامر ينجح في الوصول إلى سقف العالم عام 1978 بدون استخدام أنابيب أوكسجين.
 ويوضح "إذا كان بمقدورك أن تدفع الثمن، فإن هناك من سيقوم بتمهيد الجبل له لكي يتمكن من الصعود"، مؤكدا أن هذه ليست ممارسة رياضة تسلق الجبال، بل "ممارسة السياحة الجبلية التي لا يقدر عليها إلا الصفوة".
 
 في ضوء هذه التصريحات، أفادت مصادر رسمية نيبالية بأن 512 شخصا نجحوا في الصعود إلى قمة إيفرست، خلال موسم تسلق الجبال، الذي يبدأ في أوائل نيسان /أبريل وينتهي أواخر آيار /.مايو ولأول مرة كان من بين السائحين سيدات من المملكة العربية السعودية وباكستان، وياباني في الثمانين من عمره، وشقيقتان توأم من الهند ومواطن كندي من أصلي نيبالي مبتور اليدين.  
 
ولكن بالرغم من العدد الكبير هذا العام، إلا أنه لا يقارن بالعام الماضي الذي لقب بعام "ازدحام سقف العالم"، حينما حاول 200 متسلق صعود قمة إيفرست في نفس الوقت مستغلين الأوضاع الجديدة والتسهيلات غير المسبوقة لتحقيق هذا الهدف.
 
وبجانب السياحة المترفة، أصبح التسلق في كل مرة أسهل من ذي قبل، نظرا، نظرا لظهور معدات حديثة ومتطورة، فضلا عن ارتفاع مستويات تأهيل السكان الأصليين من نيبال في مجالات الإرشاد وتقديم الدعم الفني للمتسلقين، بحيث أصبح الجبل مهيئا طوال العام ومزودا بالحبال والسلالم وغيرها من المستلزمات.
 
وبرغم صعوبة المهمة ومخاطرها، لا يستطيع أحد أن ينكر أهمية العائد الكبير بالنسبة للعاملين في هذا المجال، حيث يحصل الفرد المؤهل على مبلغ يتراوح بين 3.000 و 5.000 دولار للرحلة الواحدة.
في هذا السياق يؤكد ميسنر أن السكان المحليين يتحملون الجانب الأكثر مشقة وخطورة في الرحلة.  
 
وبمناسبة الذكرى الستين لتتويج سقف العالم، وقعت مشكلة كبيرة بين السكان الأصليين في نيبال ومجموعة من المتسلقين، الذين لم يتمهلوا حتى يقوم المرشدون بشد الحبال وتجهيز السلالم، مما عرض حياتهم وحياة النيباليين للخطر. 
 
من جانبه يوضح النيبالي تاشي يانجبو، الرئيس السابق للجمعية النيبالية لتسلق الجبال أنه بالإضافة إلى شركات السياحة التي تنظم وتنسق عمليات الصعود بالنسبة لكثير من هواة التسلق، يفضل بعض المغامرين خوض التجربة بدون الاستعانة بهذه الوكالات. ويتكلف ترخيص القيام بالرحلة الذي تمنحه الحكومة النيبالية مبلغ 10.000 دولار، تتضمن منح المتسلق الحق في استخدام التجهيزات المزود بها مسار التسلق مجانا.
 
ويرى ميسنر أن "لا توجد مواجهة بين السكان الأصليين والأوروبيين، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في الصراع بين وكالات السفر ورحلاتهم التجارية والمغامرين".
 
 يعتبر السكان الأصليون في نيبال أن "الشومولونجما" أو قمة إيفرست أحد قمم مجموعة جبال الهملايا، منطقة مقدسة، حيث يقول يانجبو إن "نعتبره الآلهة الأم للأرض، ونطلب منها الصفح والغفران، لاضطرارنا لتسلقه لنكسب قوتنا الذي يبقينا على قيد الحياة، كما نطلب منها أن تحمينا من المخاطر وعوادي الدهر"، مشيرا إلى أن هناك مناطق تسمى "منطقة الموت" حيث يقوم السكان الأصليون برفع أحمال تصل إلى 35 كيلوجراما من متاع الرحلة، بالإضافة إلى أعمال الإرشاد، وهي خطورة مضاعفة قد تعرض من يقومون بها للإصابة البالغة أو الموت أحيانا.
 
 
يقول المرشد النيبالي تيمبا شيري إنه "في الماضي كان تسلق الجبال يمثل تحديا كبيرا ومغامرة محفوفة بالمخاطر أما الآن فإن الأمور تغيرت تماما". جدير بالذكر أن شيري فقد عددا من أصابعه عام 2001 بسبب التجمد الناتج عن البرودة الشديدة، أثناء محاولته صعود قمة إيفرست، حيث أصبح أصغر شخص ينجح في الوصول إلى سقف العالم وهو دون السادسة عشرة من عمره.
 
 
ويوضح شيري "الآن لم يعد هناك تسلق، أصبح هناك من يدفع لكي يصعدوا به لأعلى".
 
 
وبمناسبة الاحتفالات المصاحبة للذكرى الستين للوصول إلى قمة العالم، أكد وزير السياحة رام كومار شرستثا أن الحكومة النيبالية تعهدت بتبني سياسات أكثر صرامة فيما يتعلق بمنح تراخيص الامتياز للوكالات المنظمة وكذلك بالنسبة لمسئولي الإرشاد وخدمات مد الحبال والسلالم وإجراءات الرقابة عليها، لتفادي التكدس.
 
 
كما يتوقع أن تشمل الإجراءات مراجعة أعمار المتسلقين وحالتهم الصحية، قبل منح التصريح اللازم للقيام بالغامرة.
 
كمايبحث مجموعة من متسلقي الجبال إمكانيةوضع سلم في منطقة"هيلاريستيب" أو"Hillary Step" وهيصخرة ملساء شديدة الانحدار قطرها12 متراوتقع على ارتفاع7760 مترا،والتي تمثل آخر وأخطر تحدي يواجهه المتسلقونفي طريقهم نحو القمة.
 
من جانبه يرى ميسنر أن المسألة ليست إذا كانت المبادرة – التي تحظى بدعم  الحكومة النيبالية – جيدة أم لا، لأن تسلق الجبال تحدي يتعلق بالتصميم والإرادة والحماس وليس أي شيئ آخر".

براتيبها تولادهار و دورين فيدلر
الخميس 9 يوليوز 2015