نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


كتاب: طريق مولنبيك-الرقة، بلجيكا قاعدة داعش الخلفية




بروكسل – “طريق مولنبيك الرقة – بلجيكا قاعدة داعش الخلفية”، كتاب جديد و باكورة أعمال الصحفي نور الدين الفريضي، والذي صدر حديثاً باللغة العربية عن دار مدارك للنشر.


وما بين الرقة ومولنبيك خيوط مشابكة، فالأولى مدينة سورية صغيرة أصبحت “عاصمة” مزعومة لما يُعرف بتنظيم الدولة (داعش)، أما الثانية، فبلدية من أكبر بلديات العاصمة البلجيكية بروكسل، وقد تبين حسب مراقبين، أنها و”منذ عقود أهم مصانع الإرهاب والتطرف في أوروبا “،وإن لم تكن الوحيدة.

ويأخذ الكاتب قراءه في رحلة تبدأ في مولنبيك وتنتهي فيها، في محاولة لمعرفة كيف تغير وجه هذه الضاحية على مدة العقود الأخيرة وما هي العوامل التي أدت تإلى مركز “خلايا إرهابية” في داخلها، وكيف أصبحت “صلة الوصل” بين عدة بيئات جهادية في أوروبا، ارتبطت كلها بعلاقة هيكلية مع الرقة.

من خلال صفحات الكتاب، يدون الفريض تجربته الغنية ليس فقط كإعلامي غطى احداث تفجيرات بروكسل في 22 آذار/مارس 2016، وما تلاها، بل “كباحث حاول معرفة خلفيات الأحداث وتحليل بعض أسبابها وربما الاقتراب من تحديد الجهات المسؤولة عما آلت إليه الأمور اليوم”.

ويستفيد الكاتب من تاريخه المهني الطويل، حيث عمل ولا زال لصالح عدة وسائل اعلام عربية مرموقة، ليلقي مزيداً من الضوء على ظاهرة “المقاتلين الأجانب”، والتي عرفت موجات سابقة على مدى القرن العشرين، حتى ولم تكن تحظ في ذلك الوقت، بهذا الكم من الاهتمام الإعلامي.

ما تم التركيز عليه في الكتاب، سواء عبر المادة الإعلامية والتحقيق والتحليل، وبعض السرد القصصي المستقى مباشرة من الواقع، هو عنصر الشباب المهاجر الذي أفلت في رعاية الأسرة والمجتمع ليتحول من “مجرم صغير إلى إرهابي خطير”.

أما ما يميز العمل، فهوه الجرعة الإنسانية ما بين صفحاته، فعندما يسرد الفريضي بعض جوانب يوم هجمات بروكسل أو ما سمي بـ”الثلاثاء الأسود”، فهو يثير في ذهن كل قارئ، ذكرى مؤلمة وطعم مر.

وعندما تحدث إلى أحد العائدين من سورية، أو إلى أمهات بعض الجهاديين الذين قتلوا في أماكن الصراعات، فهو يدفع القارئ إلى التفكير وطرح سؤال لا تزال السلطات البلجيكية والأوروبية ترفض حتى التلميح إليه ومفاده: “هل يمكن اعتبار هؤلاء من الضحايا أيضاً؟”.

وحول الكتاب، يؤكد نور الدين الفريضي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، أن التساؤلات الكثيرة التي أثارتها الاعتداءات وامتداد خيوط الشبكة الإرهابية والأسباب التي جعلت أناساً لا يمتون للشرق الأوسط بصلة يسافرون للتدرب في أماكن الصراع ويعودون محملين بالرغبة والتصميم على إيذاء مجتمع احتضن أهلهم ومنحهم فرصة العمل والمساواة مع المواطنين الأصليين دفعته إلى الشروع بهذا العمل.

واستطرد قائلاً: “إذا فهم القارئ مسببات الأزمة ومن هؤلاء، والتداعيات التي تركتها الاعتداءات الإرهابية على المجتمعات الغربية، أكون قد وُفقت في النص”.

كما حدثنا الفريضي عن الصعوبات التي واجهها أثناء تردده على ضاحية مولنبيك، والجهد الذي بذله لإقامة علاقة ثقة مع أهلها من مسنين وشباب ومثقفين ومتقاعدين ومسؤولين محليين من سكان أصليين أو مهاجرين.

ولا يخفي الكاتب قناعته بأن مشكلة مولبنيك وهي ليست نموذجاً فريداً في أوروبا لم تنته بعد، ” رغم أن السلطات قامت بما يلزم، وفككت الشبكة الإرهابية واعتقلت كل من له صلة بالهجمات، إلا مولنبيك وغيرها من الضواحي الشعبية الأوروبية لاتزال تعج بكثير من الشباب الذين دخلوا عالم الإنحراف وباتوا جاهزين للتحول من مجرمين صغار إلى إرهابيين خطيرين”.

وربما تختلف الآراء في تقييم الكتاب، ولكنه يبقى شهادة لمرحلة هامة تعيشها أوروبا، لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات.

آكي
الاحد 16 يوليوز 2017