نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


جزيرة تايلاندية خاصة استثمرت كارثة التسونامي في الترويج السياحي




كوه ماك (تايلاند) - بيتر يانسن - ثمة أسطورة عائلية تقول إنه قبل أن ينتقل لوانج برومباكدي كبير العائلة إلى جزيرة كوه ماك التايلاندية منذ قرن بعث بأستاذه في التنجيم عن طريق تفسير علامات على الأرض وهو فن يعرف في الصين بإسم " فانج شوي " لكي يحدد أكثر جزيرة تكون ميمونة الطالع في أرخبيل ترات التايلاندي.


جزيرة تايلاندية خاصة استثمرت كارثة التسونامي في الترويج السياحي
وتقول آن أونشاشا تافيديكول إنه بعد أن أبحر أستاذ فن التنجيم الصيني إلى جميع الجزر بأرخبيل ترات عاد ليطلب من جدها الأكبر أن يجعل جزيرة كوه ماك مقره الجديد، ووقتها قال المعلم إن كوه ماك هي التنين الوحيد في تايلاند.
 
وتعد كوه ماك ثالث أكبر جزيرة في ولاية ترات التي تقع على الساحل الشرقي لتايلاند، وتشبه هذه الجزيرة حقا التنين عندما ينظر إليها من أعلى من خلال موقع " جوجل إيرث " الإليكتروني.
 
 وحيث أن شكل جزيرة كوه ماك يبدو من أعلى مثل صليب كبير فيمكن تخيل الطرف الغربي منها كرأس تنين له أذنين كما يمكن تصور الطرفين الشمالي والجنوبي كجناحين للتنين، وتخيل نهاية الجزيرة من الناحية الشرقية كذيله الذي يغطس في مياه البحر ثم يظهر مرة أخرى عند جزيرة كوه كراداد، ويعد التنين مخلوقا قويا وميمونا لدى جماعة المعتقدين بفن التنجيم الصيني.
 
 وتضيف آن إن معلم فن التنجيم أخبر أيضا جدها الأكبر بالمكان الذي يجب أن يبني فيه بيته في جزيرة كوه ماك حتى يصيب الرخاء جميع ذريته، وتنتمي آن للجيل الرابع من أبناء بليان تافيتيكول والذي يعرف بشكل أفضل باسم لوانج برومباكدي وهو اللقب الملكي الذي أنعم به عليه الملك تشولالونجكورن.
وكان بيليان تاجرا صينيا وترقى ليتولى منصب نائب حاكم مقاطعة كوه كونج عندما كانت تابعة لتايلاند قبل ضمها إلى كمبوديا.
 ومنذ مئة عام كانت ولايات كوه كونج وتشانتابوري وترات مراكز لتجمعات كبيرة من المهاجرين الصينيين الذين جاءوا من ولاية فوجيان التي تقع جنوبي الصين ثم قاموا بالإستيطان على الساحل الشرقي من تايلاند من أجل التبادل التجاري مع بانكوك.
 
واستقر بيلان في جزيرة كوه ماك عام 1910 حيث انتقل من كوه كونج بعد أن ضمها المستعمرون الفرنسيون إلى كمبوديا عام 1904 مع ولايتي باتامبانج وسيام ريب اللتين كانتا في السابق جزءا من تايلاند.
 
وتمتلك خمس عائلات اليوم معظم أنحاء جزيرة كوه ماك وهذه العائلات من نسل أولاد بيلان الأحد عشر والذين حققوا الثراء مستفيدين من القطاعات الاقتصادية الرئيسية في الجزيرة وهي مزارع جوز الهند والمطاط والسياحة.
 
 وقد تخلى لوانج برومباكدي عن بيزنس الفحم النباتي الناجح في كوه كينج وقام بشراء معظم أراضي كوه ماك بمبلغ 24 ألف دولار إلى جانب أجزاء من جزر أخرى بأرخبيل ترات مثل كوود وماي سي ليك وماي سي ياي ورايانج ناي ورايانج نوك.
 
وتعد هذه الجزر جزءا من أرخبيل ترات الذي يضم 52 جزيرة أكبرها كوه تشانج التي أصبحت الآن مقصدا بارزا للسياحة الجماعية.
 
ويقال أن السياحة في جزيرة كوه ماك التي تقع على مسافة 35 كيلومترا من الساحل التايلندي بين جزيرتي كوه تشانج وكوه كوود استفادت من إعصار تسونامي الذي اجتاح ساحل تايلاند المطل على بحر أندمان في 26 كانون أول/ديسمبر عام 2004، وقد أسفر الإعصار عن مصرع أكثر من 2500 سائح كانوا يقضون عطلاتهم في منتجعات تايلاند الشهيرة مثل فوكيت وكرابي فانجنجا.
 
ويقول سوريبهول تافيتيكول المدير العام لفندق منتجع كوه ماك الذي تأسس عام 1987 إن الأنشطة السياحية انطلقت على الجزيرة في أعقاب التسونامي الذي أصاب السياح بالذعر وأبعدهم عن ساحل أندمان لبضعة أعوام، وخلال الأعوام القليلة الماضية زاد عدد السياح الذين يزورون الجزيرة بنسبة تتراوح بين خمسة إلى عشرة في المئة سنويا.
وقد تسلم سوريبهول الذي ينتمي للجيل الخامس من عائلة تافيتيكول أمور الإدارة اليومية لفندق منتجع كوه ماك من والده جاكراباد الذي كان يدير الفندق لعشرين عاما.
ويشير سوريبهول إلى أن نحو 70 في المئة من المنتجعات المقامة على الجزيرة ويبلغ عددها 37 يمتلكها أعضاء في عائلة تافيتيكول أو أقاربهم.
 
 ومعظم المنتجعات عبارة عن منشآت تضم ما بين 20 إلى 50 غرفة تتراوح سعر الغرفة منها ما بين 500 إلى ثلاثة آلاف باهت ( ما يوازي 17 إلى 100 دولار ) في الليلة.
 
ولم تقم حتى الآن أية سلسلة من الفنادق العالمية بالإستثمار في جزيرة كوه ماك، وفي هذا الصدد يقول جاكراباد إنه لا يريد أي فندق كبير من ذوي النجوم الخمس في الجزيرة، ويضيف" إننا نريد أن تظل كوه ماك تنعم بالسلام والهدوء ".
 
واستطاع أصحاب الفنادق حتى الآن أن يمنعوا العبارات من السماح للسياح بأن يجلبوا معهم سياراتهم إلى الجزيرة التي يمكن الوصول إليها فقط عن طريق الزوارق السريعة وخدمة يومية لنقل الركاب بالمركب.
 
ويمثل عدم وجود حانات وغيرها من أماكن الترفيه الليلية والتي تعد شائعة في معظم منتجعات تايلاند الشاطئية رصيدا إضافيا للجزيرة.
 
 ومعلم الجذب السياحي الرئيسي في كوه ماك بالإضافة إلى مناظر الغروب الجميلة والهدوء والسكينة هو الشعب المرجانية المحتفظة بحالتها الأصلية حول جزيرة رانج وهي متنزه بحري يسمح بممارسة رياضة الغوص بأنواعه أثناء النهار.
 
ثم هناك التاريخ الفريد للجزيرة التي تعد أكبر جزيرة مملوكة للقطاع الخاص في تايلاند تقول آن : " إن ما يجعل كوه ماك مختلفة عن غيرها من الجزر ليس شواطئها أو بحرها، ولكن ما يجعل الجزيرة ذات طابع خاص هو سكانها الذين عاشوا عليها لعدة أجيال ".

بيتر يانسن
الجمعة 27 مارس 2015