نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


كيف تمت تصفية (فيلق التجنيد) في (داعش) عنصرا تلو الآخر؟











في صيف 2015، تعقبت الطائرات الأمريكية بدون طيار جنيد حسين، الهاكر المؤثر والمجنّد لتنظيم الدولة، قبل أن تتمكن من قتله في الرقة، وتبع ذلك تصفية عدة عناصر في “الفيلق” ضمن عملية سرية مكثفة.

ورصد تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الخميس، كيف تعقب مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) الأمريكي عناصر “الفيلق” وصفاهم عنصرا تلو الآخر


وكان حسين، البريطاني ذو الـ21 عاما، الذي اغتالته أمريكا في الرقة، يترأس مجموعة من خبراء الحاسوب الذين يتحدثون الإنجليزية، وعملوا على تعزيز دعاية التنظيم، وحث الأتباع على الإنترنت على شن هجمات في الغرب.
واستطاعت القوات الأمريكية وحلفاؤها قتل أهم عناصر “الفيلق”، ضمن حملة سرية “أسكتت صوتا قويا، وأدت لحملة مكافحة إرهاب في الولايات المتحدة في عام 2015، لمكافحة المتأثرين بهذه الدعاية”، بحسب تقرير الصحيفة الأمريكية.
ويعترف الجيش الأمريكي والمخابرات وقوات تعزيز القانون، بأن تنظيم الدولة يملك ذراعا قوية على وسائل التواصل الاجتماعي، يستطيع من خلالها تحفيز هجمات مثل التي حصلت في سان بيرناردينو بولاية كاليفورنيا، وأورلاندو بولاية فلوريدا، ولا تزال تشتبه بوجود خلاية مؤيدة في أوروبا.
وتشير هذه الأجهزة إلى الجهود المنسقة ضد “الفيلق”، كدليل على نجاح الولايات المتحدة في تقليل قدرة تنظيم الدولة على إدارة أو تفعيل أو تحفيز هجمات في الغرب.
“تهديد متزايد”
وكان التهديد الذي يمثله “الفيلق” ينظر له في أمريكا على أنه مشكلة لقوات تعزيز القانون، لكن مع تصاعده في العام الماضي، وتصعيد الـ”FBI” لمراقبة المشتبه بهم حول البلاد؛ فقد ضغط مكتب التحقيقات على الجيش للتركيز على “الفيلق”، بحسب مسؤولين أمريكيين سابقين.
ومع شن القوات الأمريكية والبريطانية سلسلة هجمات بطائرات بدون طيار على أعضاء في التنظيم؛ فقد تعقب الـ”FBI” آلاف متابعي الفيلق على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين كانوا مستعدين لشن هجمات، واعتقل ما يقارب المئة شخص، كانوا على ارتباط بالتنظيم.
وبعض المعتقلين كانوا على تواصل مباشر مع “الفيلق”، بينما كان الآخرون “تحت رصدنا، بعد تواصلهم مع حسين، ورياض خان (البريطاني كذلك، وزعيم الخلية الآخر)”، بحسب أندرو ماككابي، نائب رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي.
عدة مهمات
وكان حسين يقوم بعدة مهمات، أحدها الاختراق، وكان مرتبطا بنشر المعلومات الشخصية لأكثر من 1300 جندي وموظف أمريكي، حيث نشرت مجموعته في آذار/ مارس 2015 هذه البيانات والعناوين مع تعليمات: “اقتلوهم في أرضهم، واقطعوا رؤوسهم في منازلهم، واطعنوهم حتى الموت وهم يعتقدون أنهم يسيرون بأمان”.
إلا أن المهمة الرئيسة لحسين كانت دوره كمجند على الإنترنت، فبحسب سجلات المحكمة، تواصل حسين مع أربعة أشخاص في أربع ولايات، وحثهم على شن هجمات أو المساعدة في نشر أفكار التنظيم، فقد كان وراء مخطط قطع رأس “باميلا غيلر”، صاحبة إحدى المدونات المحافظة، عبر تواصله بداية عام 2015 مع أسامة عبد الله رحيم، وإعطائه البيانات لقتلها.
وقرر رحيم التخلي عن المخطط، وقرر قتل ضابط شرطة لكنه كان تحت مراقبة  الـ”FBI”، وقتل في حزيران/ يونيو 2015، بعدما واجه فريق المداهمة بسكين، كما أنه اعتقل اثنان من المشاركين في المخطط.

خلية مشغولة
وكان رفاق حسين مشغولين كذلك، فقد كان هناك بريطاني آخر، اسمه رافييل هوستي، متواصل مع محمد حمزة خان، وحاول السفر إلى سوريا مع شقيقيه قبل أن يتم اعتقالهم من “FBI”.
وفي مخطط آخر اعترضته الـ”FBI”، طلب حسين من طالب في أوهايو، اسمه منير عبد القادر، أن يخطف عنصرا في الجيش ويطلب منه أن يقتله في تسجيل مصور، ثم طلب منه أن يهاجم مخفر شرطة، إلا أنه أخبره عن خشيته من تنفيذ الهجوم الانتحاري من مسافة الاستهداف.
ورد عليه حسين: “المرة القادمة ستطل النار على الكفار بوجههم وبطنهم”.
واعتقل عبد القادر، الذي ولد في أريتريا، واعتبر إرهابيا لدعمه الإرهاب وتخطيطه لقتل عناصر في الجيش والشرطة، وحكم 20 عاما في السجن.
والعام الماضي، اعتقل الـ”FBI” جستين نولان سوليفان، واتهمه بمحاولة تأمين دعم مادي لتنظيم الدولة، بينما قال المدعون العامون إنه خطط لاستهداف موقع عام بإطلاق رصاص عشوائي، بينما قالت السلطات إن سوليفان وحسين ناقشوا صناعة فيديو دعائي للهجوم.
وعندما أبدى أهل سوليفان مخاوفهم عندما اشترى ابنهم كاتما للصوت، فقد تواصل سوليفان مع شخص ما حول قتلهم، بدا كأنه كان مع موظف سري من الـ”FBI”، قبل أن يتهم سوليفان، الذي وصف حسين بأنه “جزء من فريق تنظيم الدولة الإلكتروني”، بقتل جاره ذي الـ74 عاما بإطلاق النار على رأسه.
“كابوس”
ووصف مسؤول، تعزيز قانون ربيع وصيف عام 2015، بأنهما كانا “كابوسا” للـ”FBI”، حيث استنزفت النشاطات الإرهابية المكتب، “تحت ضغط عظيم”، بحسب ما قال مديره جيمس كومي، مضيفا أن المكتب “كان يحاول البقاء على توافق مع التهديد، ما أجبره على نقل ضباط جنائيين إلى فرق المراقبة”.
أثناء ذلك، وبغارة تلو الأخرى، استطاعت القوات الأمريكية والبريطانية تدمير “الفيلق”، حيث قتل هوستي في أيار/ مايو، وبعدها بقليل قتل رياض خان، في غارة لطائرة بدون طيار.
واستهدف نيل براكاش في غارة في الوقت نفسه، إلا أنه لم يقتل بحسب مسؤول أمريكي، لكنه اعتقل بعد ذلك بأسابيع في دولة في الشرق الأوسط، بحسب “نيويورك تايمز”.
وقتل حسين في آب/ أغسطس 2015، إلا أن زوجته سالي جونز، التي كانت موسيقية روك من إنجلترا، ورافقته إلى الرقة، ما زالت حية. وقتل شاون بارسون، الذي كان في دائرة حسين المقربة.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم متفاجئون من أن تنظيم الدولة فشل في الاستعاضة عن حسين وأعضاء آخرين في “الفيلق” بمخترقين ذوي قدرة موازية، لكن الـ”FBI” ما زال يتعامل مع الإرث الذي تركه لهم.
وقال ماككابي، المسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالية، إننا “ما زلنا نتعامل مع تداعيات هذا التطور وتجنيد تلك الشبكة حتى اليوم”.

نيويورك تايمز - ترجمة عبيدة عامر - عربي 21
الاثنين 28 نونبر 2016