نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


كيف سينتهي الصراع على ميناء الحديدة في اليمن؟





صنعاء - أمل اليريسي - كثر الجدل مؤخرا، حول مدى جدية التحالف العربي الذي تقوده السعودية والقوات الموالية له في اليمن، على تحرير ميناء الحديدة، غربي البلاد، الواقع تحت سيطرة الحوثيين وحلفائهم منذ نهاية عام 2014.


 
وتزايدت حدة النقاشات في اليمن، ما بين مؤيد ومعارض لتدخل التحالف العربي وحلفائه من أجل استعادة الميناء الحيوي من الحوثيين، وسط تحذيرات من مغبة ذلك على الواقع الإنساني في البلد الذي بات يعيش معظم سكانه تحت خط الفقر، وبحاجة ماسة لمساعدات تدخل معظمها على طريق هذا الميناء المهم.

وقبل أيام سلم هشام شرف، وزير الخارجية في ما تسمى (الحكومة) المشكلة من الحوثيين وحلفائهم بصنعاء، رسالة احتجاج إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، حول نوايا التحالف العربي وحلفائه باجتياح ميناء الحديدة من أجل السيطرة عليه.

وتضمنت الرسالة رفض إعلان التحالف محافظة الحديدة منطقة عسكرية، بما في ذلك مينائها البحري، الذي يُعد- بحسب شرف- الشريان الرئيس لدخول المواد الغذائية والعلاجية لما يقارب 80 % من اليمنيين، مشيرا إلى أن الميناء يعتبر منفذا لدخول المساعدات الإنسانية للمنظمات الدولية الإنسانية العاملة.

وجاءت تصريحات شرف في الوقت الذي أعلن فيه الجيش اليمني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، أن الاستعدادات العسكرية قد تمت من أجل تحرير مدينة الحديدة ومينائها، وأنه يُنتظر فقط ساعة الصفر، متهما الحوثيين وحلفائهم باستخدام الميناء في استقبال الأسلحة المهربة لهم.

وفي نهاية أذار /مارس الماضي، طلب التحالف العربي من الأمم المتحدة الإشراف على ميناء الحديدة، متهما الحوثيين بأنهم جعلوا الميناء خطرا على المواطن اليمني؛ غير أن الأمم المتحدة رفضت طلب التحالف، مؤكدة في حديث على لسان فرحان حق الناطق باسم المنظمة الدولية، بأن على الطرفين المتحاربين في اليمن مسؤولية حماية المدنيين والمنشآت التحتية، وأن هذه الواجبات لا يمكن نقلها إلى آخرين( في إشارة إلى طلب نقل الإشراف على الميناء من الحوثيين إلى الأمم المتحدة).

ويأتي الحديث عن مدى جدية التحالف في السيطرة على ميناء الحديدة بعد حوالي شهرين من سيطرته والقوات الحكومية اليمنية على مدينة المخا ومينائها الاستراتيجي على الساحل الغربي لليمن، ضمن عملية عسكرية أطلقها في السابع من كانون ثان / يناير الماضي تحت اسم " الرمح الذهبي" الهادفة لتحرير السواحل الغربية اليمنية من الحوثيين وحلفائهم.

مؤشرات جدية في السيطرة على الميناء

ويعتبر ميناء الحديدة حاليا أهم ميناء يمني فعال، ويصفه البعض بأنه شريان يمد الحوثيين وحلفائهم بالحياة، وهو ما يجعل القوات الموالية لهادي بدعم من التحالف تصمم في السيطرة عليه.

على هذا الصعيد يقول المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، "هناك مؤشرات جدية على عزم التحالف تحرير مدينة الحديدة ومينائها"، مشيرا إلى "أن الأمر يتعلق بقطع أحد أهم الشرايين التي تمد الحوثيين وحلفائهم بالحياة، وهو شريان خطير بالنسبة لقائدة التحالف "المملكة العربية السعودية" التي تشعر أن التهديدات الأمنية الخطيرة على حدودها مستمرة مع تدفق الصواريخ والأسلحة الجديدة التي ما تزال تصل إلى الحوثيين خصوصاً المضادة للدروع".

وأضاف أن " هناك مبررا آخر للتحالف يتعلق باستمرار الوضع الإغاثي السيء الذي يعود في جانب منه إلى أن الحوثيين يتحكمون بشكل كبير في المساعدات الإغاثية ويوجهونها لصالح المجهود الحربي، فيما يبقى الوضع الإنساني ورقة خطيرة بأيديهم لممارسة الضغط على التحالف وحمله على وقف عملياته العسكرية.

واوضح التميمي أن الحكومة اليمنية الشرعية تواجه إشكالية الالتزام بتأمين المرتبات فيما يستمر الحوثيون في وضع اليد على جزء مهم من الموارد؛ وبالأخص ما يتعلق منها بعائدات الرسوم الجمركية والضريبة عن السلع المستوردة عبر ميناء الحديدة.

وبين المحلل السياسي اليمني أنه من الناحية الجيوسياسية فإن استمرار سيطرة الحوثيين على الحديدة والميناء سيبقي تأثيرهم مهم على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وسيحتفظون بالتوازن الظاهري مع السلطة الشرعية من خلال فرض السيطرة على جغرافيا تتوفر فيها كل مقومات الدولة.

وحول تداعيات معركة الميناء في حال دخل الطرفان الحرب أوضح التميمي أنه "لا يمكن التنبؤ بتداعيات المعركة أو بنتائجها الكارثية إذا ما اندلعت في الحديدة ، لافتا إلى أنها قد تكون سريعة، وقد تطول إذا قرر الحوثيون وحليفهم صالح إطالتها عبر استغلال العدد الكبير للسكان والمساحة الكبيرة للمدينة"، متهما الحوثيين بأنهم لن يتقيدوا بأي سقف أخلاقي للحرب؛ لذا يمكن أن تتسبب معركة الحديدة بنتائج خطيرة على المستوى الإنساني.

وفيما يفترض أن تقوم به الأطراف اليمنية المتصارعة في الوقت الحالي من أجل تجنيب البلاد مزيدا من التدهور أضاف التميمي أنه ليس هناك من حل سوى العودة إلى مشاورات سياسية حقيقية ترتكز على المرجعيات المعروفة، أو القبول بعرض الحكومة والتحالف بإشراف أممي على ميناء الحديدة يضمن تدفق السلع والعائدات إلى خزينة الدولة الشرعية.

أمر لا بد منه

حديث المحلل السياسي التميمي حول جدية التحالف في السيطرة على ميناء الحديدة هذه المرة، يتفق معه الصحفي السعودي يحي جابر الذي توقع أيضا استيلاء القوات اليمنية الموالية لهادي بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية على ميناء الحديدة، مشيرا في حديث لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إلى أن ذلك أمر "لابد منه " وأن كل الدلائل تشير الى ذلك... الترتيبات منذ فترة طويلة تؤكد الأمر.

ورأى جابر وهو صحفي في صحيفة الحياة اللندنية أن" هجوم القوات اليمنية والتحالف على ميناء الحديدة من المتوقع أن يكون من ثلاث جهات غربية وشمالية وجنوبية بشكل فاعل وقوي ومدروس وبتأييد من المجتمع الدولي مع ترك منفذ هروب للحوثيين وحلفائهم باتجاه الشرق( في إشارة إلى نفس سيناريو السيطرة على مدينة المخا الاستراتيجية(.

وأضاف جابر بأنه لايوجد حل نهائي في الوقت الحاضرللأزمة اليمنية برمتها سوى السلام بناء على كل المرجعيات الثلاث دون قيد ولا شرط وبأسرع وقت ممكن وتسليم كافة الأسلحة لدى الحوثيين وحلفائهم والكشف عن المخبأ منها. وقال إن "هناك استعدادات كبيرة جدا لمعارك قادمة هائلة ستمكن السلطات الشرعية من اليمن الذي لم يتبق منه سوى 15% في يد الحوثيين ".

واتهم الصحفي السعودي الحوثيين وحلفائهم ببيع المساعدات الأممية التي تصل عبر ميناء الحديدة والمتاجرة بها، وهو ما يجعل استعادته من قبل القوات الشرعية أمر حتمي.

وقال إن" الحوثيين وقوات صالح لديهم جهل كبير بمستقبل اليمن وتتلاطم بهم الأمواج في أحضان إيران التي تعدهم بالصبر وحياة أفضل؛ بينما الواقع يؤكد أن الآلاف منهم لقوا حتفهم".

مغامرة وعواقب كارثية

وعلى الرغم من أن نوايا التحالف فيما يتعلق بميناء الحديدة تصب في خيار انطلاق العملية العسكرية لاستعادة الميناء من الحوثيين؛ ثمة من يؤكد أن هذا القرار يعتبر بمثابة "مغامرة" قد تكون لها نتائج كارثية.

الكاتب والباحث السياسي اليمني رياض الأحمدي قال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن هناك مؤشرات تعزز إمكانية أن يكون الحديث عن الحديدة لتحقيق ضغوط سياسية، إذا ما كانت هناك مفاوضات من نوع ما غير معلنة حالياً، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الحملة الإعلامية المنظمة من قبل دول التحالف والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، يجعل من العملية العسكرية في ميناء الحديدة أيضاً "أمراً وارداً".

وأضاف أن العزم على دخول الحديدة عسكرياً مغامرة لها عواقب كارثية بالنظر لكونها من أكثر المحافظات المكتظة بالكتافة السكانية، لافتا إلى أن أي مواجهات فيها ستؤدي لكارثة وتحولها إلى ساحة حرب في إحدى أكثر مناطق اليمن فقراً. وأوضح أن التحالف لم يتقدم في منطقة المخا الساحلية القريبة من الممر البحري الدولي، باب المندب، إلا بعد آلاف الضربات الجوية والقصف البحري على مدى ما يقرب من عامين.. "معارك مستمرة في الجزء الشمالي من الساحل الغربي في جبهة (ميدي) منذ أكثر من عام، وكلها تشير إلى أن الحديدة لن تكون لقمة سائغة".

ودعا الأحمدي الأطراف اليمنية أن تتعاون مع السعودية وتقدم لها ما أمكن من التنازلات في سبيل السلام.

وتابع " في هذه المرحلة، أعتقد أن الأمر بيد السعودية، وهي الطرف الذي يمتلك قرار جمع اليمنيين على طاولة سلام أو ساحة معركة، ويفترض بالرياض أن تدرك أن مزيداً من التدهور لن يكون من السهل تداركه أو السيطرة عليه مستقبلا".

امل اليريسي
السبت 22 أبريل 2017