نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


مأزق الاختيار بين الإسلام والسلام!






لو أننا أجرينا استفتاءً شعبياً على مجموعة سكانية في بقعة من هذه الأرض، نطلب فيه منهم أن يختاروا واحداً من اثنين، كي يسود في بلادهم: الإسلام أو السلام، فماذا سيختارون؟!



أرجو منكم المُكث قليلاً في أجواء هذه الحالة الافتراضية، كأنكم أحد سكان تلك البقعة المستهدفة بهذا الاستفتاء. ومحاولة التخيّل، لا في الجواب كيف سيكون، بل في السؤال كيف كان
٢
أُدرك أن فرضية الاستفتاء أعلاه استفزازية، وأستطيع أن أتخيل الآن كثيراً منكم يسأل، وربما بشيء من الحنق: ولماذا أصلاً الاختيار بين الإسلام والسلام، كأنهما نقيضان لا يجتمعان؟! وستقولون أيضاً: هذا استفتاء باطل لأنه مبني أصلاً على فرضية باطلة بأن الإسلام والسلام شيئان اثنان، بينما هما شيء واحد
وهذا الكلام نظرياً وعقدياً صحيح، لكنه واقعياً لم يعد صحيحاً في كل الأحوال. فالصورة النمطية التي تكاد تسود عند كثير من شعوب العالم الآن، هي أن السلام يتضاءل في المواقع التي يتعاظم فيها الإسلام!
السؤال الذي يجب أن نكون شجعاناً في مواجهته هو: هل هذه الصورة النمطية صحيحة أم لا؟ مهما كانت نسبة شيوعها، واسعة أو محدودة، وبغضّ النظر الآن عن الفاعل والمكوِّن لهذه الصورة النمطية، إن كان من أبناء الإسلام أم من أعدائه!
لماذا أقول: بغضّ النظر عن الفاعل الآن؟ لأننا لو دخلنا في هذا الجدل فسننشغل بالتلاوم والبحث عن الفاعل بدلاً من البحث عن الحلول
سيقال أن البحث عن الفاعل هو الطريق إلى الحل، وسأقول إنه لو اكتشفت أن بيتك قد سُرق فإنك حتماً ستخرج للبحث عن اللص، لكنك قبل أن تخرج ستُغلق باب بيتك بإحكام حتى لا يأتي لصٌّ آخر في غيابك فيسرق ما تبقّى!
٣
كيف سُرق السلام من الإسلام، فأصبحا شيئين اثنين بعدما كانا شيئاً واحداً
والله عز وجلّ يدعو المؤمنين جميعاً في الآية القرآنية الكريمة: «يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السِّلم كافة»، ثم يحذّرهم من العدو الأكبر للسلام، بقوله الكريم في بقية الآية: «ولا تتّبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين».
الشيطان ليس عدواً لأتباع ديانة واحدة فقط، ولا متواطئاً مع أتباع الديانات الأخرى، كما قد نظن أحياناً (وإن كانت وطأته تشتد على أهل الحق أكثر منها على أهل الباطل)، لكننا يجب أن نتذكر دوماً أن عداوته هي مع ذرية آدم كافة منذ خصومته مع أبينا آدم في الجنة، أي قبل مجيء اليهودية أو المسيحية أو الإسلام، بل قبل مجيء الإنسان إلى الأرض
وإذا كان اليهود يرون الشيطان عدواً للديانة اليهودية فقط، والمسيحيون يرونه عدواً للمسيحية فقط، والمسلمون يرونه عدواً للإسلام فقط، فإن الحقيقة أن الشيطان عدوٌّ للسلام بين البشر، وهو يسعى الى تحقيق ذلك عبر أيّة فرصة متاحة له، سواء كانت من خلال توظيف اليهودية أو المسيحية أو الإسلام. يقول تعالى: «يا بني آدم لا يفتننّكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة»، فهو يواصل مساعي الفتنة بين أبناء آدم كما صنع مع أبويهم من قبل.
ودين الإسلام جاء خاتماً للأديان بغرضين، سماوي وأرضي، فالأول هو توحيد العبادة لله عز وجل من دون شريك معه تحت أي ذريعة أو صفة، والثاني هو إشاعة السلام على الأرض ونبذ العدوان على الآمنين تحت أي ذريعة أو مبرر.
فكيف نسمح لخطاب الكراهية من لدن أبناء الإسلام الضالّين أو من صُنع أعدائه المُضِلّين، بأن يصنع فاصلاً وهمياً بين الإسلام والسلام، فيجعلهما يبدوان للبشر، أو لبعض البشر، شيئين مختلفين؟!
------
الحياة
 
 
 

زياد الدريس
السبت 31 ديسمبر 2016