نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


ما بعد حلب




المسألة السورية في تحوّل مستمر، سياسياً وميدانياً، وأكثر من ذلك ما يطرأ على سطحها من تغيرات تعكس تغيرات أعمق في المجتمعات التي باتت تشكل ما كان يعرف بـ “الشعب السوري


د”. واليوم وقد تمكنت فصائل ثورية تنتمي إلى تيارات فكرية متعددة، يغلب عليها الطابع الإسلامي من فك الحصار الروسي الإيراني (الدولي أيضاً) عن مدينة حلب، والتقدم نحو ريفها الجنوبي والشطر الذي ما يزال محتلاً منها على يد قوات الأسد وحزب الله. فإن درس حلب لن يكون أقل من منعطف تاريخي كبير، في مسار الصراع السوري ذاته، وفي معضلة المجتمعات المنشطرة والتي يمثل المجتمع السوري اليوم نموذجاً فاقعاً لها.
كان لافتاً التأييد الكبير الذي حظي به جيش الفتح ـ وهو القوة العسكرية ذات العقيدة الإسلامية السلفية ـ من قبل جمهور الثورة السورية وأطياف المعارضة السورية، بما فيها الاتجاهات العلمانية منها، وحتى الأفراد المتحدرين من طوائف دينية ربما يجد جيش الفتح حرجاً كبيراً في تفسير موقفه العقدي منها لاحقاً. لكن هنايكمن جوهر الفكرة، فرد الفعل على تقدم الفصائل الإسلامية والترحيب الكبير من الجميع تقريباً، يعطي لتلك الفصائل فكرة عن العقل الجمعي السوري، وعمّا يمكنها أن تفعل بتلك الإمكانات الفريدة التي تجعل مني أشجّعك وأقيم الحملات لتأييدك، بينما أنت تكفّرني ليلاً نهاراً، وتعتبرني خارج الملّة.
لا شك أن العقول المدبرة في تلك الفصائل قد لحظت الأمر. وهو ليس نابعاً فقط من مصلحية في الموقف، بسبب التشارك في العداء لنظام الأسد. لكن الأمر يتجاوز هذا بكثير. ليصل إلى حدود إعادة صناعة هوية سورية جديدة فائقة أكثر تطوراً مما كانت عليه.
درسان هما إذاً، قد يفلحا في صياغة عقد جديد، ينظر إلى الآخر على أنه رصيد لا عدو، ورديف لا خصيم.
الاختلاف الفكري قائم، وإذا تمترس كل طرف بآخر تحديث للمحتوى الفلسفي الذي يصدر عنه وعيه، دونما تغيير أو تطوير، فلن يقترب من الآخر مجدداً. ولن يحسن عقد تحالفات اجتماعية وسياسية حقيقية قادرة على مواجهة الاستحقاق السوري الصعب. سواء ما يمثله الأسد وقد صار قائد ميليشيا مثله مثل حسن نصرالله أمين عام ميليشيا حزب الله، أو في مواجهة الاحتلال الروسي والصيني اللاحق به عما قريب.
المسؤولية لا تتوقف فقد على تلك الأطراف، المتضادة، بل على الوسطيين والمعتدلين من كلا الفريقين، وهو الدور الذي على الهيئة العليا للمفاوضات أن تلعبه، دون أن تلتزم بالدور الوظيفي الذي يفرضه اسمها “هيئة للمفاوضات” فقد تكون تلك المفاوضات فيما بين السوريين أنفسهم، وليس بين المعارضة السياسية وبين النظام وحسب.
يمكن للهيئة أن تفعل هذا، بحكم كونها الأكثر مأسسة وتقديراً بين تشكيلات المعارضة، والتي لم تقدّم أي تنازل مخزٍ حتى هذه اللحظة، وتمسكت على لسان رئيسها الدكتور رياض حجاب، وأعضائها والمتحدثين باسمها، بكل ثوابت الشعب السوري دون أي تراجع. ما يجعلها مقبولة لدى جميع السوريين، من الباحثين عن تلك الروابط الجامعة.
وقد يقول قائل، كما قيل مراراً على لسان المعارضين السوريين طيلة خمس سنوات وزيادة، إن الوقت اليوم ليس وقت الالتفات إلى الشاركة الفكرية، وتشجيع تحولاتها بين فصائل الثورة وسياسييها ومثقفيها وجمهورها. ولكن من غير هذا لن يمكن التوصل إلى أي تقدم في مشروع الثورة ذاته، وفي الجهد الواجب لرفع المعاناة عن الشعب السوري والتخلص من الاستبداد.
ما بعد حلب، ليس كما قبلها، وهذا ما سيكون شاءت النخب أن تقوده أم لا، فهو متحرّك بدينامية ذاتية، تشكّلت بفعل المقدمات السابقة، التي كان وقودها الدمار والقتل والاعتقال والقتل والشتات.

إبراهيم الجبين
السبت 20 غشت 2016