نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


متحف هولندي يعرض هوس تشجيع كرة القدم




امستردام - أنيت بيرشيل - لم تعد رياضة كرة القدم مجرد مباراة كروية يشارك فيها 22 لاعبا، وهذا ما سيقوله لك أي مشجع حقيقي لهذه اللعبة. بل يذهب بعض المشجعين بعيدا فيرسمون وشما على أجسامهم يظهر عبارة تقول " كرة القدم ديانتي "، وآخرون اشتدت عليهم حمى كرة القدم ويريدون أن يدفنوا بعد وفاتهم في توابيت مطلية بألوان فانلات أنديتهم المفضلة. وهذا الإعجاب المفرط الذي وصل إلى حد العبادة أصبح له معرضا في متحف بمدينة أمستردام، التي أصبحت أول مدينة أوروبية تستضيف مثل هذا المعرض الذي افتتح تحت عنوان " حمدا لكرة القدم "،


  وربما كان أكثر المواقع ملائمة للسائح لكي يشاهد العرض قبل أن ينطلق في جولة عالمية. وبالنسبة لكثير من المشجعين احتلت كرة القدم الدور الذي كان يقوم به الدين، هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه بول سبايز مدير متحف أمستردام الذي يقول إن " مدرجات ملاعب الكرة أصبحت أكثر امتلاء بينما أصبحت الكنائس شاغرة أو تلقى إقبالا أقل من المصلين ". وأصبحت طقوس المشجعين أكثر تنظيما، كما صارت بالتدريج تشبه تلك الموجودة في الكنائس المسيحية. وعندما يصل الزوار إلى معرض كرة القدم سيجدون لافتة ترحب بهم تحمل عبارة من النشيد الوطني الدولي لكرة القدم والتي تقول كلماتها " إنك لن تمشي وحيدا أبدا "، ثم يسيرون ليتفرجوا على محتويات صناديق عرض زجاجية تضم أبطالا مقدسين وآلهة خالدة وعقيدة وخرافات. وبالاشتراك مع متحف بازل للتاريخ في سويسرا جمع المتحف الهولندي كؤوس وميداليات وتذكارات المشجعين وفيديوهات وصور إلى جانب كثير من القصص لتكوين المعرض الذي سيستمر حتى 4 كانون ثان/يناير 2015. ومن المفارقات أن تستضيف هولندا التي تعد أشد الدول علمانية في أوروبا أكثر المعروضات تعلقا بالخرافات في هذه المجموعة بالمتحف المستقاة من الثقافة الشعبية . وبمجرد الحصول على فوز دولي تنفجر هولندا في فيضان من اللون البرتقالي وهو لون فانلة المنتخب الوطني الهولندي لكرة القدم، ويكتسي كل شيء في البلاد باللون البرتقالي من أول الجعة إلى الكعك. وبالطبع تنتشر حمى كرة القدم في بقية الدول الأوروبية أيضا، ليس فقط أثناء مسابقات بطولات كأس الأمم الأوروبية والمونديال، ففي عطلة نهاية كل أسبوع تتوجه حشود المشجعين في رحلات " حج " إلى ملاعب الكرة عبر القارة الأوروبية. ويصف سبايز هذه الرحلات بأنها " مواكب متجهة إلى المعابد الجديدة ". كما أن اللاعبين الذين يجرون في الملاعب يلقون التقديس كما لو كانوا قديسين. وبينما يمكن أن تستغرق عملية إدراج القساوسة الذين توفوا في قوائم القديسين مئات الأعوام في الكنيسة الكاثوليكية، وبشرط أن يكون كل منهم قد قام بمعجزة واحدة على الأقل، فإن الاعتراف بمكانة اللاعبين الرفيعة يكون أكثر سهولة بمراحل في عالم كرة القدم التي صارت مجال الترفيه رقم واحد للجمهور في أوروبا. فإحراز هدف بطريقة مدهشة أو صد ضربة جزاء هو كل ما يحتاجه اللاعب ليصعد إلى ذروة الشهرة المتواصلة، وتصبح فانلته المبللة بالعرق أو توقيعه المتعجل وبخط يصعب قراءته في أوتوجراف المعجبين مثل الآثار المقدسة التي تفيض بالبركة. وعلى سبيل المثال نجد أن جون كرويف أسطورة كرة القدم الهولندية الذي قاد نادي أياكس الهولندي ثم نادي برشلونة إلى الشهرة العالمية قد حصل على لقب " المنقذ "، وهو اللقب الذي يطلق على السيد المسيح. كما اشتهر النجم السوبر الأرجنتيني ليونيل ميسي بلقب " المسيح المنتظر ". وقد يكون النجم الأرجنتيني دييجو مارادونا قد دخل أيضا هذا المعبد المقدس بالفعل كإله حي، ويقال إنه يعتقد أنه كذلك، حيث أنه قال إن الهدف المثير للجدل الذي سجله عندما لمست يده الكرة أثناء مبارة في كأس العالم لكرة القدم عام 1986 إنما تم تسجيله " بيد الله ". وفي مدينة نابولي الإيطالية شيد صاحب حانة مذبحا باسم مارادونا اعترافا بصنيعه وأدائه الرائع مع نادي " إس.إس.سي.نابولي " الإيطالي في الثمانينيات من القرن الماضي. وأوضحت آنيماري دي فيلت مديرة متحف أمستردام أن صاحب الحانة " علق خصلات من الشعر الأصلي لمارادونا على جدران المذبح "، ولسوء الحظ لا يوجد سوى ضريح مقلد لهذا المذبح في المتحف ولكن بدون الشعر. وثمة أثر ديني آخر يسطع في صندوق عرض زجاجي، وهو الحذاء الذهبي الذي حصل عليه النجم الهولندي السابق ماركو فان باستن. ويوجد أيضا بعض الحشائش الأصلية اقتطعت من ملعب ستاد برلين الأوليمبي الذي أقيمت عليه المباراة النهائية لكأس العالم عام 2006، إلى جانب مجموعة من الحصي من الاستاد القديم لنادي أياكس. ومن بين الهتافات التي رددها المشجعون بمدينة جيلسنكيرشن الألمانية ترنيمة تقول " مع الله في شالكه " وهو أحد أندية كرة القدم بهذه المدينة. واقترض المتحف أيضا مذبحا لعقيدة الفودو - وهي نوع من الشعوذة والسحر تمارس في أفريقيا - من الفريق الوطني لتوجو، وأشارت دي فيلت إلى الأقفال المربوطة بسيقان الدمى. وأوضحت أن " السحر بهذ الدمى يهدف إلى إصابة لاعبي الفريق المنافس بالشلل ". واحتفظ متحف أمستردام بجزء من المعرض لنادي أياكس التابع للمدينة الذي أحرز بطولات عدة، حتى يصبح الأبطال الهولنديون في المركز والمحور أمام المصلين من مشجعي كرة القدم عندما يقوم معرض " حمدا لكرة القدم " بجولة أوروبية خلال الأعوام الأربعة المقبلة


أنيت بيرشيل
الاربعاء 19 نونبر 2014