نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


متسولو الإمارات..سواح فنادق "5 نجوم" وملاك سيارات فارهة




دبي -

أحمد هاشم
- تصل الطائرة مطار دبي الدولي، لينزل منها شخص في غاية الاناقة، يرتدي ملابس باهظة القيمة تحمل شعار ماركة عالمية، ويحمل في يده واحدا من أفخم أنواع الهواتف المتنقلة.

يتقدم هذا الشخص نحو مكتب ضابط الجوازات ويقدم تأشيرة زيارة للإمارات، تصفه بأنه سائح جاء ليقضي عطلته في دبي. ويخرج هذا السائح قاصدا سيارة تاكسي فخمة، تنقله لواحد من الفنادق ذات الخمسة نجوم.


 
لكن بعد وقت قليل ينزل هذا السائح الى شوارع الإمارة، مرتديا ملابس اقل قيمة، ويستوقف المارة طالبا مده بالمال، لتتضح الحقيقة، أن هذا السائح ما هو الا متسول، في صورة عصرية، جاء للإمارات طامعا في جمع الأموال.

هذا السيناريو، يتكرر كثيرا في مدن الإمارات التي تعاني من أعداد كبيرة من المتسولين الذين يأتون اليها من الخارج على مدار العام، متسترين تحت صور مختلفة، منها السائح، ورجل الاعمال، والزائر، وبعضهم يسكن فنادق فاخرة، ويقود سيارات فارهة.

إدارات الشرطة في الإمارات حذرت من هؤلاء المتسولين، وأطلقت حملات توعية بين المواطنين والمقيمين، وأكدت أن هؤلاء يقصدون المدن الإماراتية، وينسجون القصص الوهمية لاستدرار العطف، وكثيرون منهم ينجحون في جمع مبالغ مالية كبيرة.

ورصدت شرطة دبي حالات لمتسولين يتنقلون بسيارات فارهة مع أفراد أسرهم، والادعاء بأن السبل انقطعت بهم ويحتاجون المساعدة.

ويقول العميد أحمد بن غليطة مدير مركز شرطة القصيص في دبي، إن الشرطة رصدت مظاهر مختلفة للتسوّل منها الصور التقليدية كادعاء المرض، وطلب المساعدة من أجل العلاج، أو عدم القدرة على إعالة أسرهم، وهناك حالات أخرى تعد جديدة.

ومن الصور الحديثة التي سجلتها الشرطة، أشخاصاً يتحركون بمركبات فارهة أو باهظة الثمن، يرافقهم نساء وأطفال باعتبارهم أسرهم، ويدعون أن السبل انقطعت بهم، وأنهم قادمون من أماكن بعيدة أو دول أخرى، ويطلبون المساعدة لشراء وقود، أو الإنفاق على رحلة العودة. وأضاف "هذا وجه من أوجه التسوّل التي يساعدها كثيرون، وهم لايدرون أن هذا المتسوّل مجرد محتال".

وذكر أن معظم المتسوّلين الذين تم ضبطهم قدموا إلى الدولة بتأشيرات زيارة.

وتابع "هناك متعهدون في الدولة يستقبلون هؤلاء الأشخاص ويوفرون لهم السكن، وينقلونهم يومياً إلى المناطق السكنية، خصوصاً تلك التي يقطن بها مواطنون وأسر عربية، ثم يجمعونهم مجدداً في نهاية اليوم، مقابل نسبة كبيرة من المبالغ التي يجمعونها من التسوّل".

وأشار الى أن هؤلاء المتسولين يقصدون المناطق التي يسكنها الأثرياء والتجار ورجال الاعمال، ويطرقون أبواب المنازل طالبين المساعدة، ويجنون مبالغ كبيرة.

وقال ان الشرطة أطلقت حملة (كافح التسوّل) التي تتلقى بلاغات السكان حول هؤلاء المتسولين، وتتخذ الإجراءات القانونية بحقهم.

وتحتفظ إدارة مكافحة المتسللين بالشرطة بقصص غريبة لاشخاص قدموا إلى الامارات للتسول، منها امرأة عربية ضبطت تتسول بالقرب من أحد مراكز التسوق، وعند إحالتها إلى مركز الشرطة توسلت إلى الضابط حتى لا يتم حبسها، مشيرة إلى أنها تركت أطفالها الأربعة بمفردهم في الفندق، وسوف يعانون من دونها، لأنه لا أحد يرعاهم.

وكانت المفاجأة، التي اكتشفها فريق العمل، أن المرأة تقيم وأطفالها في فندق فخم من فئة خمس نجوم، وأنها اعتادت تركهم في الغرفة يومياً مع التنبيه على موظفي الفندق بتقديم ثلاث وجبات لهم.

وأوضح أن أعمار الأطفال راوحت بين ثلاث وتسع سنوات، واعتادت الأم تركهم ساعات طويلة، إذ تخرج تقريباً في التاسعة صباحاً، وتعود في وقت متأخر من الليل.

وكشفت تحقيقات الشرطة أن المتسولة دخلت الإمارات بتأشيرة "رجال أعمال"، وعثر بحوزتها على 13 ألف درهم حصيلة التسول، وادعت قيامها بذلك لأن زوجها مريض، وهي تعيل أسرتها، فتمت إحالتها بصحبة أطفالها إلى النيابة العامة، لاستكمال التحقيقات معها.

وتمكنت الشرطة من ضبط متسولة من جنسية دولة عربية مارست التسول أمام مسجد، وبعد مراقبتها اتجهت إلى مواقف سيارات وشوهدت تستقل سيارة رباعية الدفع فاخرة، (لاند كروزر) وتبين من التحقيقات أنها سيارتها.

كذلك ضبطت الشرطة رجلا إفريقيا يتسول بالقرب من أحد المساجد، ويرتدي ملابس رثة، فتم اقتياده إلى مركز الشرطة، وبسؤاله عن مقر إقامته، تبين أنه يقطن في فندق من فئة خمس نجوم، ويعيش حياة مرفهة بعد انتهائه من التسول يومياً.

وبتفتيش الغرفة التي يقطن بها في الفندق، عثر على حقيبة تحوي ملابس من ماركات عالمية وغالية الثمن، لا تتناسب إطلاقاً مع المظهر المتواضع الذي بدا عليه الرجل عند القبض عليه، وتبين كذلك أنه دخل بتأشيرة "رجال أعمال"، عبر إحدى شركات السياحة، وعثر بحوزته على مبالغ مالية كبيرة حصيلة التسول.

ومن قصص التسول أيضا، امرأة ضبطت ومعها طفل تتسول به، وتبين من التحقيقات أنه ابن صديقتها واستقدمته لاستغلاله في إثارة تعاطف الناس.

كما تم ضبط شخص من جنسية دولة إفريقية فاقدا لإحدى ذراعيه، وإحدى قدميه، وكان يجلس على مقعد متحرك أمام المساجد للتسول.

وتبين بعد ضبطه دخوله إلى الإمارات بتأشيرة "رجال أعمال"، وتحرك بمفرده، وكان يقيم في أحد الفنادق، خلال فترة تواجده في الدولة.

وقالت شرطة دبي أنها تنظم سنويا حملة "كافح التسوّل" لردع هذه الفئات التي تستغل المناسبات الدينية مثل شهر رمضان والعيدين للقدوم الى الإمارات للتسول والاحتيال على المحسنين.

وتحذر الحملة من أشكال التسول الجديدة مثل استهداف الأفراد في منازلهم، موضحة أن المتسول لم يعد شخصاً متواضع الهيئة، ولكن صار حسن المظهر يتجول وسط الناس بشكل طبيعي من دون أن يميزه أحد ويتسول بطرق عدة.

وكشف منظمو الحملة أن هؤلاء المتسولين يجنون مبالغ مالية ضخمة، فقد تم ضبط امرأة مسنة مبتورة أحد الأطراف وكذلك زوجها المسن الذي يعاني إعاقة مماثلة، وعثر بحوزتهما على أكثر من 60 ألف درهم.

وتم ايضا ضبط متسول آسيوي أبكم وبحوزته 70 ألف درهم، اعترف بأنها حصيلة الفترة التي تسول فيها، وحملها معه لخوفه من أن يسرقها رفاقه في الغرفة التي يقيم بها.

ومن صور التسول الحديثة في الإمارات "التسول الإلكتروني"، أوالتسول عبر وسائل التواصل الحديثة، وتطبيقات الهواتف الذكية.

وحذرت شرطة أبوظبي من المتسولين عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل واتس أب، بعد تلقي البعض رسائل عبر هذه التطبيقات تطلب منهم التبرع بأموال لصالح الأعمال الخيرية. وشكا إماراتيون من تلقيهم رسائل عبر "واتس أب" تطلب منهم التبرع، وتقديم أموال لحسابات بنكية داخل وخارج الدولة.

ويدعي مرسلو هذه الرسائل أنهم يعانون ازمات مالية وغير قادرين على تحمل توفير الطعام لأسرهم.

وقالت شرطة أبوظبي أن البعض يستخدمون التسول كوسيلة سهلة لكسب المال من دون جهد مستغلين كرم الناس، خصوصا خلال شهر رمضان.

وحذرت شرطة دبي من عمليات تسوّل عبر اتصالات هاتفية ترد من دول عربية، ويطلب أصحابها تحويل مبالغ مالية على حسابات في تلك الدول.

ويعلق العقيد محمد المهيري، رئيس حملة "كافح التسوّل" مدير الشرطة السياحية في دبي، بالقول "من الخطأ التجاوب مع هذه الاتصالات، لأن هناك جهات في الدولة معنية بجمع التبرعات وتحويلها إلى أصحاب الحاجة، كما أن من الصعب تحديد هوية المتصلين ولا الوجهات التي تذهب إليها الأموال".

وأمام تزايد أعداد المتسولين، أطلقت القيادة العامة لشرطة عجمان، حملتها السنوية "كلنا ضد التسول".

ويقول العقيد عبدالله المطروشي مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية، "يقصد محترفو التسول المدن الإماراتية، لمعرفتهم بأن مجتمع الإمارات مجتمع متراحم معطاء، وسيحققون من وراء تسولهم أموالا كبيرة".

وتابع "تتضمن الحملة تكثيف الوجود الأمني، والتثقيف التوعوي ووضع برنامج للعمل يتضمن تكوين فريق تحرٍ لرصد ومتابعة المتسولين وتشديد الرقابة في المواقع التي يستهدفها المتسولون، مثل الأسواق التجارية والأحياء السكنية والمساجد ومواقع البنوك والمصارف".

كما تم وضع أرقام المؤسسات والجمعيات والهيئات الخيرية المختصة لإرشاد المحتاجين عبر طرق منظمة.

وأوضح المطروشي أن من ضمن جهود الحملة طباعة نشرات التوعية ضد التسول، وتوزيعها على الجمهور في معظم مناطق الإمارة.

ويقول المحامي على صبح أن أساليب المتسولين أصبحت كثيرة، وخرجت عن الصورة التقليدية، فمنهم من يجلب معه الأطفال ويستخدمهم في استعطاف الآخرين، ومنهم من يمثل أنه كان في زيارة للدولة وفقد محفظة النقود وليس لديه ما يسدد قيمة الفندق أو ليس لديه ما يطعم أسرته، والآخر يأتي بتقرير طبي مزوّر، وأصبح التسول أمام المساجد "موضة قديمة" تم اكتشافها.

ويضيف "عقوبة التسول ليست مجدية بشكل رادع، لأن المنظم لهذه العقوبات هو الأمر المحلي لمكافحة التسول رقم 43 لعام ‏‏‏‏‏1989، والذي جاء في نصوصه "يحظر على كل شخص ولو كان غير صحيح البنية أو غير قادر على العمل أن يتسول".

ونصت عقوبات الأمر المحلي "إذا كان الشخص صحيح البنية ووجد متسولاً يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز الشهر وبالغرامة التي لا تتجاوز 3 الاف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، وإذا كان شخص غير صحيح البنية يعاقب بالمدة لا تتجاوز 15 يوماً وبالغرامة 1500 درهم أوبإحدى هاتين العقوبتين، وإذا كان المتسول أجنبياً أمرت المحكمة بإبعاده، وإذا عاد المحكوم عليه لارتكاب جريمة التسول خلال سنة من تاريخ صدور الحكم يعاقب بالحبس لمدة لا تتجاوز الشهرين وبغرامة لا تتجاوز 5 الاف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين". ويرى المحامي أن "عقوبة التسول غير مجدية، ولابد من إصدار تشريعات تتضمن عقوبات أشد بشأن هذه الجريمة".

أحمد هاشم
الاحد 24 يوليوز 2016