نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


متفاجئ أنا




إنْ حدّقت ملياً في مُحيّا رئيس مجلس النواب نبيه بري تلاحظ علامات التعجب وآثار المفاجآت. أمس تفاجأ بري "كيف تمّ إدخال المعدّات، ومنها معدّات عملاقة؟ ومَن المسؤول عن ذلك؟ ومِن أيّ مرفق أو مرفأ دخلت ومَن تولّى تغطيتها؟". عن جدّ كيف. ويا ليت دولته أردف السؤال بآخر وآخر: كيف يتم إدخال عشرات الصواريخ والمدافع وطائرات التجسّس وأطنان الذخائر لمصلحة أحد الأحزاب اللبنانية الممثّلة بالبرلمان خلافاً لمنطوق القرارات الدولية من الـ1701 وجرّ. أنا شخصياً - وأعوذ بالله من هذا الضمير – متفاجئ.


 
وإنْ استمعت ملياً إلى فتى البرلمان الأغر، رئيس لجنة الإتصالات حسن فضل الله متحدّثاً عن شبكات الإنترنت غير الشرعية كـ"قضية وطنية" وشبكات الألياف ضوئية المثبتة  "على أعمدة الإنارة التابعة للدولة اللبنانية"، فلا بُدّ أن تصيبك الدهشة في صميمك. كيف ينسى فضل الله أنّ مجلس الوزراء إعتبر في 5 أيار 2007 أن "شبكة الاتصالات الهاتفية التي أقامها حزب الله غير شرعية وغير قانونية وتشكّل اعتداء على سيادة الدولة والمال العام"؟ في ذاك اليوم المجيد قررت الحكومة التي رئسها فؤاد عبد الباسط السنيورة "إطلاق الملاحقات الجزائية ضد جميع الأفراد والهيئات والشركات والأحزاب والجهات التي تثبت مسؤوليتها في مدّ هذه الشبكة". وهذا ما اعتبره حزب فضل الله إعتداءً صارخاً على كيانه فشنّ حملة تأديبية بعد يومين على القرار المشؤوم، ومذّاك التاريخ بات الحزب الخميني المرجع الصالح لتصنيف ما هو شرعي وما هو غير شرعي.

بصراحة، "ما في أحلى من الصراحة"، أنا شخصياً متفاجئ من حرص فضل الله على سيادة الدولة على أعمدة الإنارة.

وكم تفاجأت بالموقف المبدئي والدعوة الملحاحة الصادقة التي وجّهها رئيس الهيئة الشرعية في "الحزب" محمد يزبك إلى النواب لممارسة واجبهم الدستوري. قالها الشيخ الجليل بوضوح "إنكم اجتمعتم في الماضي لأمور عديدة، فلماذا لا تجتمعون اليوم من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتفعيل المؤسسات والنهوض بهذا البلد؟"

هذه الدعوة كما فهمت موجّهة إلى نواب "القوات اللبنانية" و"تيّار المستقبل" وكتلة "التنمية والتحرير" و"الكتائب" و"اللقاء الديمقراطي" معطّلي المؤسسات ومطيحي الدستور والتراث الديمقراطي العريق!

مثلك يا شيخ متفاجئ أنا من تقاعس النواب.

ومثل وزير الداخلية نهاد المشنوق متفاجئ أنا بوجود مرتشين في سلك الدرك!

ويؤسفني إن تُتهم قوى رسمية وأمنية بحماية أوكار الدعارة أو بغضّ الطرف عن إنتهاكات خطيرة تطاول فتيات من جنسيات عربية وأوروبية.

ومتفاجئ أنا من ورود أسماء شخصيات لبنانية، وزراء ونواب، في فضائح  Swissleaks  أو في "أوراق بنما".

ومتفاجئ أنا من حماسة ناظر الخارجية اللبنانية جبران باسيل المنقطعة النظير لخيار انغماس حزب الله في حرب سوريا وعشقه المُستجد للشهادة.

حبذا لو يحذو رئيس التيار الوطني الحرّ، حذو الحزب، ويذهب لملاقاة التكفيريين على تخوم الرقة! إذاك سيكون وقع المفاجأة مدويّاً.

إلى هنا أصل إلى آخر المفاجآت. أتمنى لكم تمضية أطيب الأوقات.
----------
موقع ناو

عماد موسى
الجمعة 8 أبريل 2016