نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


مجازر حلب إذ تُعرّي سلطة صاحبة الجلالة





من العسير على المرء أن يكتب عن أصحاب مهنته، ولكن وفاءً للمهنة التي يعمل بها، ووفاءً لرسالتها، التي هي في جوهرها كأي مهنة كونية خدمت الإنسان والبشرية، كان لا بد من الكتابة،


  ولذا فقد أحسنت الجزيرة حين رفعت شعارها الرائع "مع الإنسان"، وقد صمتنا على مدى خمس سنوات من مسيرة الربيع العربي، عن انحياز مؤسسات إعلامية عريقة إلى صف الاستبداد والإجرام والقتل والتشبيح، مع العلم أن الصحف الأميركية لها الحق مهنياً في أن تنحاز إلى مرشح رئاسي دون آخر، والفارق بين فوزهما فقط واحد بالمائة، لكن نفس الوسائل تطبق كل أساليب التدليس والكذب والتكاذب حين يتعلق الأمر بمصير طغاة وضحاياهم، وثورة تشمل الغالبية العظمى من الشعوب الطامحة للتغيير، فيحدثونك عن الحيادية والموضوعية، وضرورة منح الجزار المجرم الذي لديه كل وسائل الدعاية والكذب نفس مساحة الضحية، إنها قسمة ضيزى..
مناسبة الموضوع هي مجازر حلب الشهباء التي أقضت مضاجع كل إنسان، بدأت الحكاية حين روجت وسائل إعلام نيرون العصر الدمية بشار الأسد، للمتصاحفة كنانة علوش، وهي تلتقط صورة سيلفي لها خلف ضحايا شباب الثورة وهم ملقون على الأرض، ومن قبلها فعلتها زميلتها يوم حاولت استنطاق ضحية من ضحايا العصابة الطائفية في داريا وهي تنازع الموت، فماتت بين كاميرتها، لا حرمة لموت ولا حرمة لحضوره، ولا حرمة لما بعد حضوره من جثث..
لو كان الأمر قد اقتصر على إعلام العصابة الطائفية لما حركتنا شعرتهم تلك، لأن هذه الشعرة من ذاك ذيل الكلب فما تنتظر منها؟، ولكن أن تعلن قناة بحجم البي بي سي وفي أول خبر لها بالنشرة الصباحية، وإمعاناً بأذية المشاهد تخرج علينا بمذيع سوري، وكأننا على الإخبارية السورية وقناة دنيا، وهو يتلو بيانه الانقلابي ربما المائة في الانقلاب على مهنته، حين يعلن عن مقتل 44 مدنياً في قصف لمقاتلي المعارضة على مناطق يسيطر عليها النظام في حلب، بينما العالم كله يعرف من يقصف ويدك حلب لليوم العاشر على التوالي، وبكل ما تفتقت عنه عقلياتهم الإجرامية وبدعم الاحتلالين الإيراني والروسي، ومع هذا يسمح المخرج العظيم لقناة بحجم البي بي سي، أن يضع صور ضحايا مناطق المعارضة على أنها ضحايا مناطق تسيطر عليها العصابة الطائفية، ثم تأتي لتعتذر عذراً أقبح من ذنب، ويتضمن الاعتذار عن الصور فقط، وكأن المضمون والمحتوى سليم مائة بالمائة، ثم لتعلن أن الهاشتاغ الأقوى بشأن سوريا هو #أغيثوا_حلب ، وكأن الأمر بحاجة لاكتشاف عظيم، لا يقدر عليه إلا أولو البي بي سي، بينما العالم كله صغيره وكبيره يعلم أن #حلب_تحترق.
وقبل البي بي سي درجت قناة روسيا اليوم على امتهان الكذب في المهنة، فراحت تسرق نصف تقرير للزميل الرائع المتألق دائماً هادي العبد الله، لتقول إنه في مناطق العصابة الطائفية، وأن هذا القصف بفعل المعارضة المسلحة، فبان كذبهم وظهر نفاقهم واحتقارهم للمهنة التي بدأ يتطاول عليها كل من هب ودب، وصدق من قال "إذا كنت كذوباً فكن ذكوراً"..
صحيفة الوطن العمانية منسجمة مع سياسة قابوس عمان راحت تتحدث بنفس لغة صحيفة البعث وتشرين، والإعلام الرسمي للطائفيين عن الإرهابيين وهم يدكون حلب، ويخرج علينا من يقول لنا إن هذا الموقف هو موقف الصحيفة، وهو يندرج تحت حرية الإعلام، ونحن لا نعرف أننا نعيش في سويسرا!!..
صحف عربية ملء السمع والبصر درجت أخيراً على وصف الإبادة الشامية على يد الاحتلالين الروسي والإيراني وميليشياتهما ودميتهم بشار الأسد بأنها حرب أهلية، وهذه الصحف عليها أن تتوقف عن هذا، لأنه ببساطة يخالف المهنية والواقع، بينما إعلام أميركي وغربي طلّق بالثلاثة المهنية والاحترافية، وراح يلوك ما يمنحه البيت الأبيض والأسود من علك ليعيد إنتاجه، ولكن مشكلتهم الوحيدة أن المشاهد ذكي، وأن منصات التواصل الاجتماعي خطفت الضوء منهم، وهي ما أرغمت البي بي سي على الاعتذار مرسلة "مينشن" لي وللزميلة خديجة بن قنة، بعد أن تحدثنا على حساباتنا على التويتر والفيس بوك على لا مهنيتها، لكنه للأسف كما وصفته على صفحتي في الفيس بوك والتويتر نصف اعتذار، وعذر أقبح من ذنب.
--------------
شؤون خليجية

د. أحمد موفق زيدان
الاثنين 2 ماي 2016