نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


طوكيو مزدحمة ولكن لها جانبها الساحر وحياتها الليلية الصاخبة




طوكيو - لاريس نيكولايسن - وجوه ملتصة بالنوافذ لكتل بشرية داخل المقصورات تميل الى أحد الجانبين بينما يبطيء القطار سرعته استعدادا لدخول المحطة. لا يشكو أحد ، وفي أقصى تقدير يصدر أنين منعزل عن أحدهم.


طوكيو مزدحمة ولكن لها جانبها الساحر وحياتها الليلية الصاخبة

وتفتح الابواب ويقل الضغط بينما يخرج الركاب من القطار. وتنتظر المجموعة التالية على الرصيف استعدادا للصعود. ويطلق مواطنو طوكيو على ساعة الذروة في أكبر المجتمعات الحضرية في العالم "تسوكين جيجوكو" أو جحيم الركاب.


وتعتبر مشاهد عمال السكك الحديدية وهم يدفعون الركاب داخل المقصورات الممتلئة في بعض المحطات من أكثر المشاهد التقليدية المتكررة في الحياة اليابانية ، ولكن طوكيو بها ما هو أكثر بكثير من حشود من الملايين الذين يعيشون مكدسين. فللعاصمة اليابانية جانبها الساحر أيضا.

ويكون الانطباع الاول الذي يراود من يتجول بالسيارة في طوكيو هو أنها تضم مجموعة من ناطحات السحاب التي تحلق على ارتفاع. وقد ارتفع عددها خلال الاعوام القليلة الماضية ، بحيث تبدو المدينة وكأنها تنمو باتجاه السماء بسبب ندرة المساحة على الارض.

ويوجد هناك قرابة 9 مليون شخص مكدسين في 23 حي بالمدينة. واذا ما تم احتساب المجتمع الحضري بأكمله ، فإن مدينة طوكيو الكبرى تأوي ما يزيد على 30 مليون شخص.

وينجذب السياح الى مناطق مثل شيبويا بحياتها الليلية النابضة وشاشات الفيديو الضخمة ، غابة جديدة من الموسيقى الصاخبة وجحافل من الشباب الذين يرتدون الملابس المبهجة.

ولكن المنظر من أعلى ناطحة سحاب على المدينة التي لا تنام تكشف طوكيو مختلفة ، بحر من المباني المنخفضة في الاعم. وغالبا ما يشار بحميمية الى المدينة الكبرى على أنها مدينة الالف قرية.

وتعيش ساواكو (36 عاما) ربة منزل في ناكانو ، فى احدى تلك القرى ، برفقة أسرتها المكونة من أربعة أفراد. وأصبحت وزوجها مديونيان لعقود قادمة من أجل بناء منزل صغير.

واذا أخرجت ساواكو ذراعها من النافذة ، فإنه يكاد بكون بامكانها لمس منازل جيرانها. وتبلغ مساحة غرفة المعيشة لديها أقل من 20 مترا مربعا وغرفة نومها 10 أمتار مربعة فقط. وتعد شوارع الحي الذي تسكن فيه أزقة لا تقدر على استيعاب مرور سيارتين في آن واحد وبرغم ذلك ، فهي راضية وتقول "بهذا المنزل حققنا حلما".

وتضفي الفوضى المزدحمة والمنازل المتشابكة نوعية ساحرة. لايزال هناك المتاجر الصغيرة الواقعة في أركان الشوارع في كل مكان. وفي كل مساء يأتي بائع التوفو على متن دراجته قارعا الجرس للاعلام بوصوله.

وتبدو الكثير من أحياء طوكيو مثل حي ناكانو. وتضمن المنازل الكثيفة المتداخلة بين بعضها البعض أنه نادرا ما تخترق الضوضاء المرورية القادمة من الطرق الرئيسية ، الاحياء.

وهناك بضعة حدائق وهي صغيرة بشكل لا يبرر اطلاق أسماء عليها. ولكن ، برغم الفولاذ والخرسانة ، فإن طوكيو مليئة بالخضرة بشكل مثير للدهشة حيث أن أعمال البستة قد أصبحت بمثابة شغف لسكان المدينة اليابانية.

ويتم تجهيز أضيق المساحات ، في بعض الاحيان لا تتعدى كونها بضعة سنتمترات ، لزراعة زهور أو شجيرات ، أو لوضع أحواض الزهور الصغيرة حول المنازل. ويوجد في طوكيو أيضا منتزهات كبيرة مثل شينجوكو جيون ، والتي تعتبر رئة خضراء لمدينة ضخمة.

ونظرا لارتفاع تكلفة السكن ، فإنه لا يستطيع الكثيرون شراء منازلهم في طوكيو ويضطرون للانتقال الى المناطق الريفية أو الى مدينة يوكوهاما المجاورة ، ليعرضوا أنفسهم لساعات من ركوب قطارات الضواحى وبالتالي "جحيم ركاب" (تسوكين جيجوكو) طوكيو.

وبينما يزداد تعداد سكان طوكيو ، فإن مناطق ريفية كاملة تفرغ من سكانها. وأصبحت الكثير من القرى مأوى لكبار السن فقط حيث يغادر الشباب الى المدن الكبرى بحثا عن العمل والفرص الافضل.

وهناك أيضا أعدادا قليلة للغاية من الاطفال. وتعد اليابان واحدة من أسرع المجتمعات شيخوخة في العالم الصناعى.

لاريس نيكولايسن
الاثنين 14 سبتمبر 2015