نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


مستعمرة سلوفاكية في قرية نمساوية تتهرب من الضرائب





براتيسلافا - كريستوف تاناي - "بعض سكان القرية شعروا فجأة وكأنهم غرباء في قريتهم لأن التغير حدث بسرعة وبشكل هائل" حسبما رأت تانيا بوخيبنر بوم، تلك المعلمة ذات الخبرة التي نشأت في بلدية كيتزيه عند "الستار الحديدي"، عندما كانت تلك البلدية تغُط في نعاس عميق.


 
كان سكان بلدية كيتزيه آنذاك ينظرون لعمارات براتيسلافا أمام أعينهم مباشرة ولكن لم يكن هناك اتصال يذكر بهم.
أصبح التلاميذ السلوفاك يمثلون الآن 71% من تلاميذ مدرسة المعلمة بوخيبنر بوم.
كما أن اللغة السلوفاكية أصبحت هي السائدة أيضا بين مرتادي المرافق الترفيهية الجديد في القرية وكذلك مركز كيكي العائلي الذي شاركت المعلمة في تأسيسه.
لا يسبب تعليم عدد كبير من التلاميذ الذين يتحدثون لغة أجنبية كلغة الأم مشكلة للمعلمة بوخيبنر بوم حيث ينحدر معظم النازحين من طبقات متعلمة ويتعلمون اللغة الألمانية بسرعة أيضا.

ولكن الأكثر صعوبة لهذه المعلمة هو التواصل مع بعض الآباء، ليس لغويا فقط، حيث حاول بعضهم مساومة المعلمين بشأن درجات أبنائهم المدرسية وعرضوا رشاوي. بل إن بعض هؤلاء الآباء زعموا مرض أبنائهم ليتمكنوا من قضاء العطلة المدرسية بأسعار منخفضة عن أسعار الموسم السياحي الرئيسي.
يسبب الفهم المختلف للقواعد والتقاليد بين الكثير من سكان هذه البلدية الجدد الذين ينحدرون من سلوفاكيا الشيوعية السابقة مشكلة لعمدة البلدة أيضا، السيدة جابريله نابنجر.
وتشعر العمدة بالضيق الشديد بسبب تزايد عدد سكان البلدة الذين يتعمدون التهرب من الضرائب من خلال تسجيل سياراتهم في سلوفاكيا على سبيل المثال بدلا من تسجيلها في النمسا وذلك بسبب أموال الضرائب المرتفعة التي تنفقها البلدية على المهاجرين حيث تكلف إنشاء دار حضانة جديدة أربعة ملايين يورو و تكلف بناء مدرسة 5ر2 مليون يورو وهي المدرسة التي ربما لم تتسع قريبا لتلاميذ القرية وذلك لأن أكثر النازحين من سلوفاكيا إلى هذه البلدة النمساوية من الأزواج الشبان والأسر ذات الأطفال.
فجأة أصبحت هذه القرية العجوزة سابقا شابة و دبت فيها الحيوية، وفي الوقت ذاته أصبحت البلدة حضرية بعض الشيء حيث لم يعد سكانها يتبادلون التحية كما كان في الماضي، وفي مقابل ذلك أصبحت هناك محلات في كل مكان.
وهناك منذ نحو عشر سنوات ازدهار حقيقي في قطاع الإعمار، تشارك فيه شركات سلوفاكية أيضا.
تعتبر البيانات الإحصائية الرسمية قرية كيتزيه كأحد أسرع بلدات النمسا نموا حيث قدم إليها ثلث سكانها البالغ تعدادهم نحو 3000 نسمة من سلوفاكيا قبل نحو عشر سنوات.
وأصبح هناك شبه إجماع على أن هذا النمو المرغوب فيه أصلا من ناحية المبدأ "يحدث بسرعة وبحجم مبالغ فيهما" حسبما أوضحت نابينجر.
من جانبها أصبحت كريستينه شميد، معلمة رياض الأطفال النمساوية في القرية، لا تتعجب من أن الآباء السلوفاك أنفسهم يشتكون من غلبة اللغة السلوفاكية بين أبنائهم "ولذلك نضطر لتشكيل مجموعات سلوفاكية تماما بسبب عدم وجود ما يكفي من الأطفال النمساويين لتوزيعهم على بقية المجموعات".
يأتي ذلك على الرغم من أن تعلم اللغة الألمانية كان دافعا للكثير من الأسر السلوفاكية للانتقال للعيش في النمسا.
السيدة أدريانا باتاكوفا أم لثلاثة أبناء وهي من الآباء السلوفاكيين النشطاء الذين خطوا خطوة إضافية في التفكير المستقبلي حيث توقعت أن يصبح الأطفال الحاليون الذين يزيد عددهم عن 200 طفل بالغين خلال أربع إلى خمس سنوات مشيرة في ذلك إلى عدم توفر مرافق لهؤلاء البالغين لقضاء وقت الفراغ.
تقطع الأم باتاكوفا الآن بالفعل مسافة 30 كيلومترا تقريبا للذهاب لبلدة نويزدل مع ابنتها الموهوبة في عزف الكمان للمشاركة مع فرقة موسيقية للأطفال هناك.
تنظر باتاكوفا لمستقبل قرية كيتزيه بشيء من القلق "فهل سيظل أطفال اليوم هنا ويؤسسون أسرا أم أنهم سيهاجرون من القرية من أجل وظيفتهم؟ سيكون هناك فارق هائل بين الحالتين لأن نسبة الأطفال الآن غير عادية نهائيا".
 

كريستوف تاناي
الاربعاء 12 أبريل 2017