نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


"مطربات بلاد الشام " يوثق ويكشف جرائم الفن والسياسة




بيروت -

في كتابه الجديد (مطربات بلاد الشام) تراجيديا الحياة والفن والسياسة، الصادر عن دار رياض الريس للكتب والنشر، يتابع الزميل محمد منصور، شغفه القديم بتأريخ جوانب الحياة الثقافية والفنية السورية، المهملة والمعتم عليها، والذي تراجع في السنوات الأخيرة عن الكتابة عنها، بسبب انصرافه كملايين السوريين لمتابعة شؤون الثورة، ومشاكل الحياة الجديدة التي يعيشها السوريون ما بين تشرد ولجوء وقتل ودمار يوميين.


لكن ما يكتبه محمد منصور في الفن والثقافة، وتوثيق الذاكرة الشعبية، يتخذ أهمية استثنائية من أنه يُعني بإبراز جرائم نظام الأسد الأب والابن، بحق المواهب التي قد يدفعها حظها السيء إلى أن تكون ضحية سمات النظام الهمجية والتحولات التي تركها على بنية المجتمع عموماً، لا ضحية استهداف شخصي متعمد بالضرورة… وهو ما نراه في كتابه هذا الصادر في أكثر من مئتي صفحة من القطع المتوسط، موثق بالصور النادرة وبعض الوثائق، والذي يروي فيه منصور سير سبع مطربات شاميات عشن في القرن العشرين، فملأنه حضورا وألقاً وطرباً، ثم مأساة وأقدارا غريبة، وغيابا أو تهميشا أكبر.

من (أسمهان) الفائقة الحضور التي كانت لاعباً أسهم بشكل من الأشكال في تشكيل خارطة الشرق الأوسط، إلى (سحر) المطربة الإدلبية التي قتلت عام 1981 في مجزرة راح ضحيتها أكثر من 20 شخصاً، وشوهت سيرتها بعد رحيلها بقرار وإيعاز، إلى (فايزة أحمد) التي حملت في سيرة حياتها وصوتها شجن الفن والحياة، فالمطربة (كروان) التي تربعت على عرش الأغنية الشعبية في بلاد الشام قبل أن يتكفل نظام الأسد بدفعها إلى زوايا الإهمال والنسيان لتموت فقيرة وغريبة في بلادها، ثم تدبج في رثائها المحاضرات، إلى (سعاد محمد) المطربة الكبيرة التي وفرت على الآخرين كتابة المراثي فرثت نفسها بنفسها… وليس انتهاء بـ (ربى الجمال) المطربة الأرمنية الحلبية، التي كانت بشهادة كل المختصين التي سمعوها أجمل صوت غنائي سوري، والتي كان رحيلها عام 2005 في عهد الوريث القاصر بشار الأسد، عبر تراجيديا من الإهمال والفساد البيروقراطي الذي صنع موتها، خير شهادة على عهد “التطوير والإصلاح” آنذاك، في وقائع يكشفها منصور ويوثقها كشاهد عيان على ما جرى مع هذه الموهبة الكبيرة داخل كواليس التلفزيون. وبعيدا عن تراجيديا الإهمال السوري، سيكون لفيروز نصيب من تراجيديا حملات التشهير اللبنانية، والأزمات التي صنعت مسيرتها، حيث نقرأ دراسة تختص بسرد سيرة فيروز المتأزمة حصراً في مختلف مراحل حياتها وفنها.. وسنكون أيضاً مع مقدمة للكتاب بقلم الروائي السوري الكبير فواز حداد، الذي رأى أنه:

” من حسن حظنا أن المحب للفن الشامي، مال به هواه الدمشقي الى آفاق الطرب، وأنقذت مخالطته الحميمة للغناء كتابه من الوقوع في هوة الندب على ما مضى، بينما هو لم يمض، يسري في الأسماع والأفئدة. وإذا كان ثمة من مأساة أو مآسي، فقد كانت أيضاً مأساة هذه البلاد، فلم تنج منها سير المطربات، فكأن كل سيرة تسرد سيرة وطن” .

كتاب (مطربات بلاد الشام) الذي يطل لأول مرة على القراء من خلال معرض بيروت الدولي للكتاب في دروته الستين التي انطلقت أمس الأول، والذي يحتوي بين صفحاته الكثير من الوجع السوري الممتد عميقاً، هو في عهدة دار رياض الريس، التي فتحت قلبها وعقلها لهذا الوجع مبكراً، والتي باتت إصداراتها سجلاً للثورة السورية، التي تدفن الكثير من دور النشر رأسها في الرمال كي لا تراها ولا تسمع بها… فحق لرياض الريس أن يحمل اسم أبيه (نجيب الريس) صاحب القبس الذي ما عرف يوماً سوى مجد المواجهة وصدق تسمية الأشياء بمسمياتها في زمنها، كي تكون وثيقة لكل الأزمنة!.


الغراب- خاص:
السبت 3 ديسمبر 2016