نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


مغامرة حقيقية مع الطيور والحيوانات في غابة عتيقة ونادرة وسط العاصمة الماليزية






كوالا لامبور - جون جرافيلو - ربما تكون محمية غابة بوكيت ناناز بماليزيا هي الغابة البكر الوحيدة في العالم التي توجد داخل قلب مدينة حيث يحدها شريط علوي للسكك الحديدية من جانب وطرق مزدحمة من الأركان الثلاثة الأخرى.


مغامرة حقيقية مع الطيور والحيوانات في غابة عتيقة ونادرة وسط العاصمة الماليزية
وتبعد الغابة التي تبلغ مساحتها 4 ر9 هكتارات بنحو 400 متر من مركز كوالا لامبور التجاري الذي يعد المحور الرئيسي للأعمال والتسوق بالعاصمة الماليزية.
 وكان يطلق على غابة بوكيت ناناز في البداية محمية ويلد هيل فورست، وأعلنت حكومة الإحتلال البريطاني لشبه الجزيرة أنها غابة محمية دائمة عام 1906 بهدف الاحتفاظ ببعض الأراضي بعيدا عن مشروعات التنمية الحضرية التي كانت ماضية على قدم وساق في ذلك الحين بلا ضابط.  
وكانت مساحة الغابة الأصلية 11 هكتارا، ولكن في عام 1996 شيدت الحكومة برج منارة كوالا لامبور للمراقبة في أعلى منطقة فيها، وأصبح البرج الذي يبلغ ارتفاعه 421 مترا منذ ذلك الحين معلما سياحيا بارزا خاصة مطعمه الدوار والشرفة العلوية التي يمكن منها رؤية معالم العاصمة.
ويوجد بالمحمية حاليا أشجار عملاقة يرجع تاريخها لقرون من الزمان ومجموعات رائعة من النباتات والكائنات الحية، وكانت المحمية تأوي في السابق أنواعا من النمور الماليزية التي أوشكت الآن على الإنقراض.
 وداخل المحمية يعزل حفيف أوراق الشجر وصفير الجنادب الذي لا يتوقف والخليط المدهش من تغريد الطيور أصوات السيارات المندفعة وغيرها من المركبات المنطلقة على الطرق البعيدة والتي تصم آذان من بخارج المحمية.
وقد ينطلق سرب من الطيور فجأة من بين الأشجار وقد أزعجه صياح القردة وهي تطارد بعضها بعضا بين الأشجار.
وتتكون المحمية من تل صغير به عدة قمم يتراوح ارتفاعها بين 58 و94 مترا فوق مستوى سطح البحر مع منحدرات تتراوح درجات ميلها ما بين 40 و55 درجة.
وتقول هيئة الغابات الماليزية أن محمية بوكيت ناناز لديها أكثر من 200 من أنواع الأشجار المدارية وغيرها وأكثر من 30 من أنواع نباتات السرخس ومئة من أنواع النباتات الطبية وستة من أنواع أشجار البامبو.
 وتم إغلاق بوكيت ناناز حاليا بشكل مؤقت أمام الجمهور حتى شهر أيلول/سبتمبر المقبل لتنفيذ برنامج حكومي لإجراء عمليات تجديد وتحسين المرافق في الغابة بتكلفة مليون دولار.
 والزوار الذين يعلمون بأمر برنامج التجديد والذين يعتزمون الوصول إلى كوالا لامبور في أواخر عام 2013 وضعوا في بالفعل في جدول زيارتهم توقيت إعادة افتتاح المحمية. 
وقالت السيدة نورواتي صديق وهي موظفة بالغابة لوكالة الأنباء الألمانية ( د .ب. أ ) : " إذا أردت أن تقوم بجولة سيرا على الأقدام داخل الغابة ولكن ليس لديك النقود الكافية أو إذا لم يكن لديك الوقت للسفر خارج كوالا لامبور فإن بوكيت ناناز هي المكان المناسب لك ". 
وأضافت إنه وحتى قبل الشروع في تنفيذ برنامج تجديد المحمية الخضراء التي تقع في وسط المدينة كانت تلقى إقبالا من جانب السياح الذين كانوا يستطيعون التظاهر بأنهم لم يسمعوا الضوضاء المنبعثة من زحام المرور. 
وأوضحت نورواتي أن هناك بعض الأجانب الذين يستطيعون القيام برحلات سيرا على الاقدام لساعات طويلة داخل الغابة لمجرد الاستمتاع بالطبيعة، كما يوجد موقع مخصص للتخييم للزوار الذين يريدون قضاء ليلتهم داخل الغابة وتوجد أيضا منطقة لمشاهدة الطيور. 
ويقول المسؤولون بالصندوق العالمي لحماية الحياة البرية فرع ماليزيا إن الغابات كانت تغطي في السابق كل سطح الأرض في ماليزيا تقريبا، أما اليوم فلا تزال الغابات تغطى ما نسبته 60 في المئة من إجمالي مساحة الأرض الماليزية. 
ويضيف المسؤولون بالصندوق إنه مع ذلك فإن عمليات إزالة الغابات تسبب قلقا كبيرا حيث أن ماليزيا تمر بعملية تنمية سريعة، وخلال الأعوام العشرين من 1983 إلى 2003 تقلصت مساحة الغابات بحجم يبلغ نحو 9 ر4 ملايين هكتار وهي مساحة تضاهي أربعة أمثال حجم سنغافورة. 
ويشير الصندوق إلى أنه يتم فقدان ربع مليون هكتار من الغابات في المتوسط سنويا، وإلى جانب قطع الأشجار تواجه بقية الغابات التي ظلت على قيد الحياة تهديدات من تجارة الأخشاب الجائرة بدون زراعة أشجار بديلة وإزالة منتجات الغابات بشكل غير مشروع والتعديات المختلفة. 
وأعربت فاتحه حسين وهي طالبة بإحدى الجامعات الماليزية وتمارس نشاطا لحماية البيئة عن أملها بأن يتم الحفاظ على الطبيعة الأصلية لبوكيت ناناز خلال عملية التجديد وألا يكون هناك مزيد من أعمال البناء ذات النطاق الواسع داخلها. 
وتقول فاتحه التي تبلغ من العمر 22 عاما : إنني آمل أن يكون بناء برج المنارة آخر تعد على بوكيت ناناز ويجب أن تكون ماليزيا فخورة بأن تحافظ على غابة بكر صغيرة وتعد ذات نكهة مميزة وسط المدينة ".
 وأجرت فاتحه دراسة ميدانية حول الزوار وانطباعاتهم بشأن المحمية وذلك في إطار أبحاثها الدراسية، وأعربت عن أسفها من أن ثمانية من كل عشرة زوار للمحمية قبل إغلاقها للتجديد هم من الأجانب. 
وتشير إلى أنها قابلت عددا قليلا من أبناء ماليزيا على ممرات المشي خلال الأشهر الثلاثة التي أجرت فيها دراستها، وتقول إن السبب في ذلك قد يرجع إلى أن الماليزيين ينظرون إلى جمال المحمية على أنه مسألة مسلم بها ، وأعربت عن أملها في  أن ينفق أبناء ماليزيا مزيدا من الوقت للاستمتاع بالغابة.
 أما ميتسو نوجوشي / 40 عاما / وهو استشاري ياباني في تكنولوجيا المعلومات الذي يمارس رياضة الهرولة بانتظام لمدة ساعة على طول ممر المشي في الغابة بعد أن ينتهي من عمله في وقت متأخر بعد الظهر فيقول إن هذه التدريبات تعيد له الحيوية وإنه يفتقدها تماما بعد إغلاق الممر نتيجة أعمال التجديدات.
 ويضيف إنه يقيم في مجمع سكني على بعد شارعين من الغابة، موضحا أن بوكيت ناناز تعد ملجأ بالنسبة له ينسى فيها متاعب اليوم، وإنه إذا شعر بالملل في المنزل أو إذا أراد أن يمضي بعض الوقت بمفرده فيقوم عادة بالسير على الممر، وكل مرة يمارس فيها هذه الرياضة يرى دائما شيئا جديدا.
 وأضاف نوجوشي الذي يقيم في كوالا لامبور منذ ستة أعوام إنه لم يسمع على الإطلاق عن وقوع أي حادث في المحمية.
 ويقول إنها آمنة للغاية، غير أنه خلال موسم الأمطار يتسبب ممر المشي في الإنزلاق وبالتالي يجب على المرء أن يكون حريصا عند القيام بجولة سيرا على الأقدام. 
وقال نوجوشي إنه يتطلع إلى إعادة افتتاح الغابة أمام الجمهور حتى يستطيع أن يستأنف مغامرته المنتظمة داخل الغابة الموجودة في قلب كوالا لامبور.
  ويقول " إنني الآن أكتفي بالهرولة حول الحديقة الآخذة في التوسع في المنطقة التجارية بوسط العاصمة والتي تضم مجموعة من الأشجار المشذبة، غير أن هذه الحديقة تفتقر إلى مذاق بوكيت ناناز ".

جون جرافيلو
الخميس 20 نونبر 2014