نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


مقاهي "رستو كافيه" تجذب شبان قطاع غزة المحبطين






غزة - عماد عبدالحواد- تمثل مقاهي "رستو كافيه" أحدث موضة سياحية يشهدها قطاع غزة الفلسطيني لتشكل متنفسا للشبان المحبطين فيه بفعل سنوات طويلة من العنف والحصار والانقسام الداخلي.

ودفع الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أعوام، بأفكارٍ عصريةٍ تواكب تطوراتٍ تحدث خارج القطاع الذي لم يسبق لأغلب سكانه السفر منه منذ سنوات طويلة.


 
ويقول رئيس هيئة الفنادق والمطاعم السياحية في قطاع غزة صلاح أبو حصيرة إن مقاهي "رستو كافيه" الصغيرة جدا نجحت في جذب الزبائن من الشبان تحديدًا بسبب حداثة فكرتها وتصاميمها.

ويوضح أبو حصيرة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن قلة الأماكن الترفيهية العامة في قطاع غزة ومحدودية المساحات العامة الخاصة بالتنزه فيه جعلت المقاهي قبلة جديدة للشبان.

ويضيف أن مقاهي "رستو كافيه" تميزت في كونها تحمل فكرة غير تقليدية، إضافة لطابعها الثقافي بحكم أنها تحتوي على رسومات مطربين وكلمات شعراء وتوفر كتبًا في الأدب على جدرانها. ومشاريع مقاهي "رستو كافيه" تعد تجربة جديدة في قطاع غزة غير أن إقبال الشبان عليها جعلها محل انتشار سريع خلال الأشهر الأخيرة.

وعادة ما تتضمن هذه المقاهي عروضا موسيقية وأخرى ثقافية تعد نادرة الانتشار في قطاع غزة.

وكون الاستثمار في تلك المقاهي جاء بمبادرة من شبان وبإمكانيات مالية محدودة فإن ذلك زاد من إقبال الزبائن عليها بحسب الشاب عمرو صبح الذي يدير مقهي "هوني بي".

وكان صبح /33 عاماً/ درس السياحة والفندقة في مصر وعمل في عدد من فنادقها لسنوات، قبل أن يقرر أن ينقل تجربة مقاهي "رستو كافيه" إلى قطاع غزة سعيا لتحسين أوضاعه الاقتصادية.

ويوضح أنه وجد إقبالا جيدا من الشبان في غزة كون أن مشروعه يمثل فكرة غير تقليدية رغم أن مقر المقهى لا تتجاوز مساحته 30 مترًا، مشيرا إلى أنه عوض صغر المساحة بالتفاصيل والديكورات الحديثة.

وعلّقت على جدران المقهى رسومات مثل: "لوحة العشاء الأخير" للفنان الإيطالي ليوناردو دا فينشي لكن بتصاميم وأفكار مختلفة، فيما على جدار آخر تم الصاق أوراق صحف تركية حصل عليها من تجار استوردوا بضائع من تركيا إلى قطاع غزة.

وعلى أحد الرفوف وضعت مجموعة من الكتب والقصص أهداها كتّاب ومثقفون يرتادون المقهى. وعلى سقف المقهى الصغير توجد رسومات لأزهار بألوان مختلفة. ويعتمد صبح في خدمة زبائنه على تقديم المشروبات الباردة والساخنة إضافة الى حلويات غربية غير منتشرة في غزة مثل الكوكيز والكلير إلى جانب فطيرة السنابون الأمريكية.

كما أنه يبرز أنهم يعتمدون رسوما مالية منخفضة بما يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة لسكان القطاع البالغ عددهم ما يزيد عن اثنين مليون نسمة. ويقول اقتصاديون إن قطاع غزة يتعرض منذ سنوات لانهيار اقتصادي شامل وأن الأفكار الخلاقة في المشاريع الجديدة فقط يمكنها أن تدفع بعجلة الاقتصاد نحو النمو والتطور في وقت تغلق فيه الكثير من المنشآت السياحية التقليدية أبوابها بسبب الركود الاقتصادي المستمر.

ويواجه قطاع غزة حصارا إسرائيليا مشددا منذ منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة "حماس" لإسلامية على الأوضاع فيه بالقوة، بما يتضمن قيودا على حركة الأفراد والبضائع.

وإلى جانب الحصار شنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة منذ نهاية عام 2008 حتى صيف عام 2014 ما خلف دمارا هائلا في البني التحتية.

كما يعاني قطاع غزة من استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي مع الضفة الغربية وتعثر جهود المصالحة الأمر الذي قابلته السلطة الفلسطينية مؤخرا بتقليص ما تدفعه من مبالغ مالية لصالح القطاع.

ودفع ذلك إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة بشكل عام من بين الأعلى في العالم بحيث وصلت إلى أكثر من 42% بحسب إحصائيات رسمية فلسطينية. وأزمة البطالة شكلت الدافع الرئيسي للشاب علاء شحادة وهو في منتصف الثلاثينات من عمره ويحمل بكالوريوس علوم سياسة لتأسيس مقهى "بون جوج" في غزة.

ويقول شحادة إنه اعتمد في مشروعه على تأسيس المقهى بما يواكب تطور المقاهي في العالم واعتمد في ذلك على المشاهدة عبر الإنترنت لينفذ تصاميم مشابهة. لكن خلال ذلك فكر شحادة في أن الكثير من المعدات والأشكال المطلوبة لا تتوفر في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي، ما دفعه لاستخدام أدوات من الخشب والحديد وإدخال ذلك في الكراسي والطاولات والبار ورفوف والباب، إضافة لتصميم سقف خشبي مع زجاجات عصير العنب الإسباني.

ويقول شحادة إن "المقهى يخلق أجواءً كأنك خارج غزة، لقد صممته بناء على معرفتي بميول ورغبات الشباب في غزة ونقمتهم على وضعهم بسبب عدم مقدرتهم على السفر ورؤية أي جديد".

ويضيف أن الزبون في "رستو كافيه" يشاهد عددًا أكبر من الناس ومن مختلف الفئات في وقت أقل خاصة أن الظروف التي تعصف واقع القطاع جعلت مدة الفراغ أطول عند الشباب وهؤلاء يريدون تفريغ الطاقة التي بداخله.

كما أنه ينبه إلى سلسلة أزمات يعانيها سكان قطاع غزة وتزداد حدتها لدى الشباب فيه مثل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يوميا ما يجعلهم يجدون في الخروج في مقاهي البديل شبه الوحيد المتاح.

وسبق أن حذرت منظمات أهلية تنشط في قطاع غزة مرارا من تداعيات خطيرة لواقع الشبان في القطاع خصوصا تنامي مشاعر اليأس والإحباط لديهم. ويقول مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا لـوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن الشبان في القطاع يجدون أنفسهم داخل سجن كبير بفعل الحصار ويبحثون عن أي متنفس في ظل اليأس من وجود أفق جدية لتغيير واقعهم قريبا. ويشير الشوا إلى أن جامعات قطاع غزة ومعاهدها تخرج سنويا 17 ألف طالب وسط معدلات قياسية من الفقر والبطالة ما يهدد النسيج الاجتماعي في غزة بسبب تنامي إحباط الشبان ومعاناتهم من التهميش في منطقة جغرافية منعزلة.

عماد عبدالحواد
الثلاثاء 12 سبتمبر 2017