نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


من دمشق يبدأ وضع حد للنزاع السني الشيعي- رسالة لهاشمي رفسنجاني





هذه الوقفة التفكيكية ليست سجالية، ولا تهدف من قريب أو بعيد تسفيه موقف وتصريحات السيد هاشمي رفسنجاني، إن هذا القرار الذي اتخذه السيد رفسنجاني يعد خطوة ضرورية ولكنها غير كافية، وهو خطوة مهمة وفي الاتجاه الصحيح، ولابد أن يعقبه خطوات ومحددات ومسارات واقعية تسهم في علاقة أكثر أماناً بين السنة والشيعة وتضمن مصالح المنطقة بما فيها إيران…


 

 ولكن حتى نتجاوز فكرة التهليل الاعلامي، وصناعة الخبر، ونشوة الانتصار المزيف، والظن أن هذا التصريح  وحده كفيل بخدمة النظام الإيراني  وتجسير الهوة بين السنة والشيعة علينا أن نبين أن تصريحات السيد رفسنجاني على أهميتها وعلى الرغم من تأخرها إلا أنها  تجعل الوعي  يتحول من إدراك عمق الهوة، وسببها الحقيقي إلى قراءة مبسطة لا تلامس حقيقة المشاكل التي تنذر بدمار عام وشامل للمنطقة …

أوردت وكالة الأنباء الرسمية، إرنا، عن رفسنجاني قوله: ” القران الكريم يؤكد أن لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم إلا أننا تجاهلنا هذه الآية وقمنا بإثارة الخلافات بين المسلمين الشيعة والسنة.”

وأضاف: ” لكننا لم نعر ذلك أي اهتمام وتمسكنا بالخلافات السنية الشيعية وبشتم الصحابة والاحتفال بيوم مقتل عمر، حتى باتت هذه الأعمال عادية للكثيرين”، وتابع: “الأعمال المثيرة للفرقة بين المسلمين نتيجتها الوصول إلى القاعدة وداعش وطالبان وأمثال هذه الجماعات.”

واستطرد الرئيس الأسبق المحسوب على التيار المعتدل في ايران: “نتيجة كل ذلك أنها قادتنا إلى نشوء القاعدة والدولة الاسلامية وطالبان و أمثالها.. نحن أمة المليار و700 مليون مسلم نمتلك ستين دولة مستقلة، يمكنها أن تكون أعتى قوة في العالم، لكن هذه الأعمال أضعفتها أمام الدول الأخرى”،

إن استحضار التاريخ وإغفال الراهن يسطح الحقيقة ويهمش الوعي فالخلاف السني الشيعي كان ومازال مستعراً ولكنه كان مخفياً  وما أججه وأعلنه، هو التأييد  الايراني السياسي المحرج والمزعج لنسيج المجتمعات السنية وفي مقدمتها سوريا.

لقد أشرفت إيران على  إنشاء ما يسمى الجيش الوطني داخل سوريا  كشكل من أشكال الحرس الثوري (الباسيج)…

جيش من المرتزقة هدفه حماية الدولة الطائفية في سوريا، والتنكيل بالشباب السوري، الذي كان وما زال طموحه إعادة بناء الحياة السياسية والاجتماعية والقانونية والأخلاقية على ما يفترض أنه مؤسس على الحرية، وقامت  حكومة طهران بمحاربة ذلك كله بل وعملت على وضع ميزانية ثابتة يجري صرفها باسم نظام دمشق، تشمل كل مصروفات تشغيل هذا الكيان بما فيها تصريف الشؤون العادية، ناهيك عن الموازنات الكبيرة للمليشيات المقاتلة، وجيش النظام السوري واحد منها، ومكائن وأسلحة القتل التي توردها إيران، وطبيعي والحالة كذلك أن يدعي أحد قادة إيران أن سوريا صارت المحافظة رقم 35 في إيران.

فهل والواقع هكذا يمكن أن يخفف تصريح رفسنجاني الذي يلتفت الى الوراء فقط دون الواقع من  حدة الشعور السني العالمي المنهك بالمظلومية بالاعتداء الإيراني؟ 

إن وضع حد وقلب هذه الصورة يمكن إلى درجة كبيرة أن يخفف من حدة العداء المتبادل بين السنة والشيعة، لقد سهلت هذه المواقف السياسية العدوانية لإيران نشوء اعتراض سني عنيف يتمركز على أسوء ما في التراث ويمتشقه مؤكداً استباحة الدم الشيعي وأنه الباعث الرئيس للتحرر من رق النظام السوري.

 لقد قدم المشهد السوري الرسمي المدعوم إيرانياً  للتطرف غذاء ونماء وعمق الخلاف وتوسعت القاعدة الاجتماعية ضد أي شيعي بعد أن وضعت إيران نفسها كمحتل لسوريا يعمل على ترتيب المشهد الميداني في سوريا تخطيطا وتنفيذا، حتى إن بعض القطاعات صار محرما دخولها أو الوجود بها لأي سوري كان بما في ذلك قوات النظام السوري  نفسها، حتى إن حسن نصر الله نفسه أقر بهذه الواقعة بقوله إننا لو لم نتدخل لسقطت دمشق في أسبوع، وكذا تصريحات إيران بأن الأسد باق لأنها أرادت ذلك.

أليس كف الجهاز العسكري، والامني الايراني  والامتناع عن التدخل الايراني  في الشأن الداخلي السوري هو حجر الأساس لاستعادة شيء من الثقة بين السنة والشيعة  وليس كلها بعد ان تورطت ايران في احياء الذاكرة المذهبية التصفوية بينها وبين السنة؟!

ألم تستثمر التيارات الجهادية السنية  الموقف الايراني  السياسي الأعوج المبني على القرار الطائفي والامني لتحريض الشباب ضد الشيعة؟!

ألم يقبض من يصفهم النظام الايراني بالتكفيريين على قوات وخبراء ورجال من إيران؟!

   ولم يعد مستبعدًا أن الغرب كما يقول بعض المحللين  لجأ إلى( إدارة الأزمة في سوريا بدلاً من حسمها)، وتم استدرج إيران إلى المستنقع السوري من أجل استنزافها اقتصاديًّا وزيادة الأعباء على خزينتها المنهكة أصلاً، وجر حزب الله إلى صراع مسلح مع الشعب السوري، لا طاقة له على تحمل أعبائه؟!…

الواقع يبين أن العلاقة طردية بين تشدد التيارات السنية وميلها الى العنف وبين التدخل الايراني!!!

 والنقطة المهمة في هذا السياق أن التدخل الايراني لم يكن تصالحياً ولا وفاقياً بل نحرياً وتناحرياً ضد الثورة ومطالب الناس حتى إن بعض الدراسات تشير أن  المجزرة الكيميائية في الغوطة، قرب دمشق، في آب/أغسطس 2013، كانت على علم مسبق ومخطط وبخطة إيرانية،  وان الأسلحة إيرانية وبدعم من  الميليشيات العراقية التابعة لإيران  في مجزرة الغوطة وهذه المجازر تعد أعمالاً إرهابية  (لأنها كانت مسبقة التخطيط، سياسية الدافع، استهدفت مدنيين وليس عسكريين، ونفذتها ميليشيات غير نظامية وليس قوات مسلحة نظامية). هناك من يطالب بإضافة جميع المسؤولين والهيئات الإيرانية المتورطة إلى قوائم الإرهاب وفرض العقوبات المناسبة عليهم. 

إن سوريا تستباح على يد قوات ايرانية عقدية أو عسكرية  والمرتزقة من القتلة  والمليشيات الإيرانية تعمق احياء الشعور الناقم والحاقد ردا إلا ترون أن مصلحة النظام الإيراني في التوقف عن ذبح وهدر دم وكرامة الشعب السوري؟…

ما سر ممانعتكم لتحرر سوريا من نظام الاسد هل هو الطائفية أم  المصالح؟ 

إن موقف ايران الرسمي ضد مصالحها ومع الطائفية التناحرية ويسقط اي دعوى للتقارب بل ويكذبها ويعمل على وضع المستقبل الإيراني  والشيعي في مأزق!!!

إن نشوء داعش والتطرف كان بسبب تحالف ايران  مع النظام وإمعان النظام الايراني في هدر الدم  السوري المحرم الذي ليس له من ذنب إلا أنه كفر بالوثن السياسي؟!

هل من مصلحة النظام في إيران توريث الحقد داخل سوريا واللعب بمستقبل اجيال سورية؟!

لماذا لا تلزمون النظام الإيراني بسحب القتلة والمنتفعين من الإيرانيين من الاراضي السورية؟!

سيادة الرئيس رفسنجاني، إن تصريحكم بضرورة إيقاف النزيف والخلاف السني الشيعي نية طيبة يعوزها عمل يصدق تلك النية والعمل المبرور كي تدخلوا محراب الوفاق السني الشيعي يتمثل في تحييد القرار الأمني الطائفي الايراني وبوابته سوريا التي باتت محتلة إيرانياًمن دمشق يبدأ وضع حد لنزاع  يكبر يستثمره كهنة الدين من كل الأطراف وتتاجر به القوى الإقليمية الكبرى والخاسر السنة والشيعة ومصالح المنطقة…

إن آل البيت كانوا مع المظلومين وليسوا مع الظالم… وهنا مكمن كل النزاع…

----------------

   كلنا شركاء

 

 


د. علاء الدين ال رشي
الثلاثاء 18 نونبر 2014