نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


مهرب سوري للاجئين: لا نبتز الناس وإنما نقدم لهم يد العون





اسطنبول - يعيش عمر في قرية صغيرة بالقرب من الحدود السورية التركية. وهو زوج وأب لأربعة أطفال. وكان عمر /31 عاما/ عامل بناء، ولكنه تحول إلى مهرب للبشر.

تحت غطاء الظلام، يقوم مع عصابته الصغيرة من المهربين بإرشاد زبائنهم السوريين عبر الطرق الجبلية، حيث يجلسون وينتظرون اللحظة المناسبة لمحاولة التسلل إلى تركيا دون أن يتم رصدهم


 .
 
وقد أصبح النجاح أمرا نادرا خلال الفترة الماضية بسبب الدوريات الحدودية التركية العنيفة والتي تهدف إلى وقف تدفق السوريين البائسين الساعين إلى الهروب من بلدهم التي مزقتها الحرب.
 
وعمر معترف بأن عمله الحالي غير قانوني. ولكنه يرى أنه بالمقارنة بغيره، ممن يعملون في مجال التهريب، فإنه وزملاءه يمتازون بالأخلاق والإيثار في تقديمهم لخدماتهم.
 
يقول لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"إذا ما تم توقيفهم، فإني أعيد لهم المال".
 
ويضيف :"إننا أناس طيبون بالمقارنة بالجماعات الأخرى. لا نأخذ الكثير من الأموال. وإذا كان زباؤننا مثلا والدين وأربعة أطفال، فإننا نتقاضى المال عن الوالدين فقط".
 
وعمر أصلا من مدينة اللاذقية السورية، وغادرها عندما اندلعت الاحتجاجات الواسعة ضد الرئيس بشار الأسد في بداية التطورات. وكان يخشى التجنيد الإجباري وأراد أن يتجنب الانضمام لأي طرف في الحرب السورية.
 
ويتذكر :"عندما بدأت الاحتجاجات أصبحت عاطلا. وانتقلت إلى الريف حيث كان يعض أقاربي يعيشون، وكنت آمل أن أتمكن من العثور على عمل لكسب قوت أسرتي".
 
ولكن سرعان ما أخبره أبناء عمومه بما يحدث على الحدود.
 
ويروي :"سمعت بشأن الصفقات المتعلقة بالهجرة. وكما تعرفون، شخص مثلي يحتاج إلى كسب قوت أسرته، مستعد لعمل أي شخص لهذا الهدف".
 
وبالطبع هذا عمل خطير وقذر، وإذا ما كان يمكن تصديق رواية عمر، فإنه لا يوفر إلا ما يكفي أسرته من دخل.
 
يوضح عمر :"هذه الأيام، أحصل على 150 دولارا فقط (130 يورو) لكل زبون. هناك جماعات تأخذ 500 أو 800 دولار (446 إلى 713 يورو)، إلا أن المجموعة التى انتمى إليها لا تفعل ذلك، فنحن لا نبتز الناس".
 
ويضيف :"يمكنك القول إني فقط أحصل على المال الكافي لشراء ما أحتاجه ولدعم أسرتي لأن الوضع على الحدود ... أكثر صعوبة الآن. تركيا تجعل العمل أصعب وأصعب بالنسبة لنا. وفي الوقت الراهن، نادرا ما ننجح في خدمة زبائننا، والشهر الماضي، حصل كل واحد في مجموعتنا على 25 دولارا فقط (22 يورو)".
 
وكشف أن مجموعته تتكون عادة من سبعة أشخاص، لكل منهم دوره، وليس هناك قائد. وأوضح :"هناك أشخاص يتولون مراقبة الطرق، وآخرون يرشدون الزبائن عبر الممرات لعبور الحدود، وآخرون لإتمام الصفقات مع الزبائن".
 
واعتبر أن المهربين في سورية ملتزمون بمدونة غير مكتوبة، ويوضح :"لكل مجموعة طرقها التي تستخدمها. لا يمكن أن نستخدم طرقهم، ولا يمكنهم أن يستخدموا طرقنا"، ويضيف ضاحكا :"الأمر يبدو كأنه اتفاق، ولكن أحيانا تقع مشكلات في أي مكان".
 
وقال :"نعتمد بصورة أساسية على الطرق عبر الجبال. وفي البداية يقوم الأفراد المسؤولون عن المراقبة بمعرفة ما إذا كانت طرقنا مغلقة أم لا. وإذا كانت الطرق مغلقة نؤجل العمل لليلة التالية".
 
كما أن هناك مبادئ يلتزم بها الأفراد الذين نقوم بتهريبهم: الصمت التام أثناء العبور على الأقدام، لا هواتف جوالة أو أضواء، والأهم من ذلك، تعهد بحماية مهربيهم.
 
ويقول :"إذا ما تم توقيف الزبائن، يتعين عليهم عدم إخبار قوات حرس الحدود التركية  عن مرشديهم. يمكنهم الادعاء بأن المرشدين الذين كانوا مع المجموعة قد فروا".
 
ويضيف أن "السلطات التركية مستعدة لقتلنا. وإذا ما أمسكوا بأحدنا، فسنكون محظوظين إذا ما تركوه بعظام مكسورة. يمكنهم سجننا أيضا".
 
ويحكي عمر تفاصيل الرحلة التي تستمر لثلاث ساعات، في ظلام كامل، ليتمكن العملاء من عبور الحدود. ويقول إنه لم يُقتل أي من زملائه أو زبائئه، وإن كان آخرون أقل حظا.
 
ويضيف :"علمت بأن أربعة أفراد من مجموعة أخرى قتلوا بإطلاق نار من الخفر التركي، وأصيب أحد الزبائن أيضا".
 
ويشير إلى أن دوره في نشاط  التهريب ينتهي بعبور الزبائن للحدود. يقوم بعدها آخرون على الجانب التركي بالتقاط العمل من هناك، ويحصلون على مقابل من الناس لنقلهم إلى داخل البلاد.
 
وأضاف :"خدمتنا تتعلق فقط بدخول الأراضي التركية، ولكني أعرف بعض المجموعات التي لها شركاء في تركيا، فيقدمون خدمات للعبور إلى ألمانيا أو السويد أو غيرهما من الدول".
 
وبينما يقر عمر بأنه يشارك في عمل إجرامي، فإنه يعتبر نفسه يفعل بعض الخير.
 
يوضح :"أقوم بعملين جيدين: أقدم يد العون للناس الذين يعانون منذ ست سنوات من أجل  مغادرة سورية والعيش في سلام حتى تنتهي هذه الحرب. وثانيا، أوفر لعائلتي ما تحتاجه".

 


د ب ا
السبت 17 يونيو 2017