نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


نتائج ودلالات معركة دمشق ( سوريا اولاً )






لا شك ابداً ان سقوط حلب قصم ظهر الثورة بلا تردد ، وكانت انعكاساتها وارتداداتها أكثر من مفجعة للشعب السوري ، فسقوط حلب كما يعلم الجميع كان نتيجة تفاهمات روسية تركية على حساب الثورة بشكل لا مجال للشك فيه ، فمواقف تركيا منذ بداية الثورة وفق تقديرات جميع النخب السورية وحتى بعض دول العالم كانت غير موفقة بدءً من تبني الاخوان المسلمين بشكل مطلق وافراغ الجهود الوطنية المستقلة والكفاءات العالية من الثورة تحت غطاء عاطفي ديني ساهمت في خلقه ممارسات النظام وايران بشكل كذلك لا مجال فيه للشك فاصبحت سوريا بحكم ضغط النقيضين ساحة للصراع بالوكالة للدول الاقليمية بستار الدين ومن ورائها الدول العظمى ،


 وهنا اوصف بحياد اسلط الضوء على اهم جانب نحن كسوريين وقعنا فيه من حيث ندري او لا ندري وبالمحصلة النتيجة واحدة ، فتركيا لا انكر ان ما قدمته للشعب السوري في المجال الانساني يسجل بالتاريخ ولكن هذا شيء والتعامل معها كدولة طامحة ولها اجنداتها تماماً كما لاي دولة اجنداتها الخاصة وهذا بمفهوم السياسة حق مشروع شيء اخر ،فتركيا للاسف بمواقفها التي تنبع من مصالحها حصراً قد ساهمت من حيث تدري او لا تدري في تحطيم قوى الثورة وبناها التي انطلقت منها وما تحويه من طاقات وطنية لا يمكن خسارتها بهذا الثمن البخث وما آلت اليه الثورة اليوم { ولا ادري ان بقيت او تغيرت نظرتها لمواقفها او اعادت تقييم دورها او لا زالت تراهن على الاخوان ؟}.

هذا الاتفاق الروسي التركي على سقوط حلب لصالح النظام تم استثماره بالاستانة على اكمل وجه بل وكان هناك نوع من الاذلال اثناء المباحثات لترافقها بعدم وقف اطلاق النار وتهجير وادي بردى وقبله داريا واليوم الوعر وبعده كما كانت ايران تريد في تهجير الغوطة ، كل هذا ما كان ليحدث لولا سقوط حلب المفجع والذي قصم ظهر البعير كما يقول المثل ، ناهيك عن حشر كل المقاتلين واعداد هائلة من الشعب السوري في محافظة ادلب الامر الذي ادى بحكم الضغط والخسارة في المعركة الى الانتقال الى الاقتتال بين الفصائل وهذا نتاج حتمي لهكذا حجم من الاخفاق ، ناهيك كذلك عن استخدام فصائل من الجيش الحر في معارك ليست لصالح سوريا الموحدة وزادت الجرح بين الاكراد والثورة بغض النظر عن الاخطاء الاستراتيجية التي وقعوا فيها الاكراد باكراً واخرها تصرفات قسد وتنسيقها مع النظام .
من هنا بدأت النخب الوطنية  الحريصين على الثورة ووحدة سوريا تدرك ان على الجميع ان يقدم تنازلات اكثر من مؤلمة لضمان حق الدماء وعدم تقسيم سوريا كحد ادنى / وانا واحد منهم / ولا يمكن تجاوزهم من قبل وجدان اي سوري يحترم وطنه ، من نتائجها ايضاً توجه فريق العمل الذي اعمل معه لروسيا والتي للاسف كانت نتيجة هذا الواقع الضعيف وما آلت اليه الاوضاع بعد سقوط حلب ، قد لا يسر البعض هذا التوصيف بمبررات عاطفية لا تقدم ولا تؤخر للاسف ، فمن حق كل سوري وطني شريف ان يكون سوري اولاً على الاقل اسوة بالغير وهذا ما اهتز هذا الانتماء بالثورة واصبحنا نرفع علم الاردن بالجنوب وعلم تركيا بالشمال في مشهد مفجع ينم عن ضعف الانتماء الوطني والذي هو جزء اساسي من الايمان .
اما اليوم فبعد معركة دمشق التي اعتبرها انعطاف مهم  ستجبر كل القوى الاقليمية والدولية لاعادة حساباتها ، اعتبر هذه المعركة مهما كانت نتائجها متواضعة فهي اختراق هائل في الزمان والمكان والحدث ، ولا فائدة منها تذكر اذا لم يتم استثمارها سياسياً والا الزمن كفيل بضياع نتيجتها واهميتها وهذا ما تفتقده قوى الثورة من ناتج يمثلها حقيقة لاسباب باتت اكثر من معروفة ،وكم ستكون هذه المعركة مهمة فيما لو كانت نابعة من قرار الثوار ذاتهم لان ارتباط اي معركة بالاجندات او الدول الداعمة يحتم عليها ان تقف او تستمر وفق مصالح تلك الدول والمتناقضة الى حد بعيد مع امال واهداف شعبنا.
هنا بالضبط الفجوة القاتلة بالثورة منذ ان تم تسليحها ، هذه الفجوة اذا ما قدر الله وتم اغلاقها وبروز الصوت السوري الوطني الحر ستضطر الدول الى التعامل معها والسبب ان الثورة اليوم بعد ان تعاظم انعكاساتها على الاقليم والنظام الدولي لم يعد هناك مجال العودة الى المربع الاول واعادة العمل لاختراق الثورة والتحكم بمآلاتها من خلال دعم مشروط وافعل ولا تفعل ، وللامانة اقول انني لا اعيب على تركيا او حتى ايران او روسيا او او عندما تفكر بمصالحها وهذا هو الطبيعي ،لكن الغير طبيعي ان نفكر نحن ونمارس نحن دورنا وفق مصالح الغير دون ان نعي ما معنى خطورة هذا الانحراف ، نحن كسوريين وجب علينا فرض عين ان نرتقي لهذا المكان في الاداء والعمل بعد انتهاء السنة السادسة من الثورة وما حملته من مآسي وسلبيات وانحرافات لم يعد بالامكان زيادتها على كاهل هذا الشعب الذبيح ، والمسلمات باتت معروفة اليوم ان لا حل بسوريا دائم بوجود ايران والنظام ولا يمكن ان يستقر الشرق الاوسط على الاطلاق بوجود هذين العاملين ،ومعركة دمشق اليوم تؤكد المؤكد وبما لا يجعل مجال للشك بانه مالم ينال هذا الشعب حقوقه فلا روسيا ستربح ولا ايران ستربح وسيخسر الجميع برهانه على كسر ارادة الشعب السوري ، لان الثورة اساس قوتها ضغط النظام وداعميه وارتفاع مستوى الوعي للمجتمع وهذا تحقق بلا شك ، ناهيك ان النظام ذاته قد بات عارياً تماماً امام الشعب وظهرت سوآته بشكل فاقع حتى بات الشعب يعرف ان تفجيرات دمشق وسواها هي تحمل هوية وبصمة النظام وهذا منتهى الوعي الامني الذي كان لا يعلمه الشعب السوري في جله ، اعتقد ان نتائج معركة دمشق فيما لو استخدمت من فريق سياسي متمرس واعي قادرة ان تجبر الجميع لاعادة حساباته ورهاناته الخاطئة بالاساس لانها مبنية بالمطلق على مفهوم حق القوة وليس قوة الحق وشتان بين المفهومين ،بالمحصلة مهما طال الطريق لهذه الثورة فهي بلا شك ستحق الحق وتنتصر وما مسار الثورة الفرنسية الطويل عنها ببعيد …
---------
كلنا شركاء


العميد مصطفى الشيخ
الاربعاء 22 مارس 2017