نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


نتانياهو في موقف دفاعي داخليا بعد خمسين يوما من الحرب في غزة






القدس - جان لوك رينودي - تباهى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بنجاح الهجوم العسكري الاسرائيلي على حماس في قطاع غزة لكن الايام الخمسين للحرب قد تكلفه الكثير على الجبهات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية.

وتقول استطلاعات الرأي ان شعبية نتانياهو تراجعت بعد عملية "الجرف الصامد" بينما هاجمه "الصقور المتشددون" في حكومته لقبوله وقف اطلاق النار.

وحاول نتانياهو مساء الاربعاء الدفاع عن نفسه ، في اول تصريح له منذ اعلان وقف اطلاق النار مساء الثلاثاء مؤكدا عدم تقديم تنازلات لحركة حماس مقابل الهدنة.


  وقال ان حماس لم تحقق ايا من مطالبها مثل بناء مرفا ومطار ورفع كلي للحصار وهذه كانت مطالب اساسية للحركة وتم تاجيلها مدة شهر بحسب بنود وقف اطلاق النار.
وحذر مقربون من نتانياهو ان اسرائيل ستعارض بناء ميناء او مطار وطالبوا بالسيطرة الشديدة على ادخال مواد البناء لقطاع غزة لعدم استخدامها لحفر الانفاق او انتاج الصواريخ.
وتعهدت الدولة العبرية بعد الاتفاق بتخفيف الحصار الذي يخنق القطاع الفلسطيني الفقير واقتصاده.
وبعد سيطرة حماس على غزة في 2007، فرضت اسرائيل حصارا على غزة ومنعت دخول الاسمنت والحصى والحديد الى القطاع، خشية ان تستخدم لبناء انفاق تنطلق منها هجمات ضد اسرائيل.
وعلى الصعيد العسكري، تباهى نتانياهو بتدمير اكثر من ثلاثين نفقا بين قطاع غزة واسرائيل بالاضافة الى مقتل نحو 1000 مقاتل من حركة حماس (من اصل 20 الف بحسب خبراء) بينهم قادة جناحها العسكري بالاضافة الى اداء نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ الذي بلغت نسبة نجاحه 90% بحسب الجيش الاسرائيلي.
ويقول مارك هيلير الباحث في معهد دراسات الامن القومي ان هناك "انتصار صغير عسكريا لكن ليس استراتيجيا" مشيرا الى ان "نجاح حماس الوحيد هو تمكنها من البقاء".
وخلفت الحرب 2143 قتيلا في الجانب الفلسطيني معظمهم من المدنيين وسبعين قتيلا في الجانب الاسرائيلي بينهم 64 جنديا في اكبر خسارة لاسرائيل منذ حربها في عام 2006 مع حزب الله الشيعي اللبناني، فضلا عن الدمار الهائل في القطاع.
ورغم القصف العنيف، تمكنت حماس حتى اللحظات الاخيرة من اطلاق الصواريخ على اسرائيل ما دفع بمئات الالاف من الاسرائيليين الى الملاجىء حتى انها بلغت تل ابيب، كما ارغمت الصواريخ سكان جنوب اسرائيل الى مغادرة منازلهم.
كما ان مطار بن غوريون شكل هدفا وتسبب سقوط قذائف على مناطق قريبة منه اواخر تموز/يوليو في اغلاقه لساعات، واعتبرت حماس ذلك "انتصارا كبيرا".
ولكن ايال زيسر من معهد موشيه ديان لدراسات الشرق الاوسط وافريقيا التابع لجامعة تل ابيب اكد ان هذا لا يمكن تحويله الى مكاسب سياسية لحركة حماس "فمن الناحية السياسية، لم تحصل الحركة على اي شيء.وهناك فرصة ضئيلة جدا ان تحصل في غضون شهر على اي شيء مثل بناء ميناء او مطار في غزة".
وتابع الخبير ان "الاضرار في قطاع غزة كبيرة للغاية لدرجة انه من الصعب ان تقوم حماس باستئناف القتال حتى لو تم رفض مطالبها".
واقتصاديا، قدر خبراء اكلاف العملية العسكرية، وهي الثالثة في غضون ست سنوات، والاطول بنحو ثلاثة او اربعة مليار دولار.
وطالبت وزارة الدفاع الاسرائيلية بزيادة بحجم هذه المبالغ من اجل تجديد مخزونها من الاسلحة وشراء بطاريات جديدة للقبة الحديدية وتطوير الانظمة الخاصة بالكشف عن الانفاق واعتراض القذائف .
وفي حال اذعان الحكومة لضغوط اللوبي العسكري القوي، فان هذا يعني اقتطاعا في الميزانيات وزيادة الضرائب.
ودبلوماسيا، فان التحالف مع واشنطن والذي يعتبر حجر الزواية في السياسة الخارجية، ثأثر سلبا للغاية. فاستخدام اسرائيل للوسائل العسكرية بهذا الحجم والخسائر الجسيمة في صفوف المدنيين والانتقادات اللاذعة التي وجهها مسؤولون اسرائيليون لوزير الخارجية الاميركي جون كيري ادى الى ازدياد التوتر في العلاقات الصعبة اصلا مع واشنطن.
واعتبر 54 في المئة من الاسرائيليين ان ايا من الطرفين لم ينتصر بينما راى 26% ان اسرائيل انتصرت في المعركة مقابل 16% يعتقدون ان حماس خرجت منتصرة.
وتقييما لاداء نتانياهو في الحرب، اكد 50% من الذين شملهم الاستطلاع انهم مرتاحون بشكل عام للطريقة التي ادار بها عملية "الجرف الصامد" التي بدأت في 8 من تموز/يوليو الماضي، مقابل 77% قبل ثلاثة اسابيع.
كما اشار استطلاع اخر للراي ان 37 في المئة يؤيدون وقف النار، في حين اكد 54 في المنئة معارضتهم ذلك.

جان لوك رينودي
الخميس 28 غشت 2014