نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


نجوم السينما بالعالم استمتعوا بسكينة النفس بجبال الدولامايت الإيطالية




سكستن(إيطاليا) - جينز جولومبك - ربما ترتبط ذكريات الأشخاص الذين عاشوا في ألمانيا خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي حول فصل الصيف بحلوى الآيس كريم التي تسمى " دولوميتي "، وكانت هذه الحلوى المثلجة المثبتة على قطعة خشبية صغيرة تحمل لونين هما الأحمر والأخضر وتعلوها ثلاثة قطع من الحلوى المثلجة بيضاء اللون، وهذه الألوان الثلاثة الأحمر والأخضر والأبيض تمثل ألوان العلم الإيطالي.


نجوم السينما بالعالم استمتعوا بسكينة النفس بجبال الدولامايت الإيطالية
 وفي وادي هوشبسترتال في جبال الدولامايت بمقاطعة تيرول الجنوبية بإيطاليا يمكنك أن تجد النموذج الذي يشبه حلوى الآيس كريم في الحياة الواقعية وهو عبارة عن ثلاث قمم وعرة تشبه الأسنان تسمى دري زينين والتي ترتفع عاليا من منحدرات التزلج التي تغطيها الثلوج. 
وتعد قمم دري زينين هي أشهر معلم للجذب السياحي في سلسلة جبال الدولامايت ببلدة سيكستن وتعد مقصدا يلقى إقبالا كبيرا من جانب هواة رحلات السير على الأقدام وسط المرتفعات في فصل الصيف أو المتزلجين لمسافات طويلة على الجليد في فصل الشتاء، ويقع نزل للإستراحة في جبل دري زينين على ارتفاع 2438 مترا.
وحان وقت العصر في المكان الآن، وأخذت الظلال تمتد في الوادي ومن هنا أصبح الوقت متأخرا للغاية في الوقت الحالي لمحاولة القيام برحلة طويلة سيرا على الأقدام وسط الجبال، غير أن ذلك هو الوقت المثالي لأخذ قسط من الراحة لتناول القهوة، ومن وسط بلدة مووس يمكن القيام بجولة تستغرق بضع دقائق  للوصول إلى فندق دري زينين حيث نزل عدد من المشاهير من بينهم نجوم هوليوود.
 ومن بين المشاهير الذين نزلوا في هذا الفندق المخرج السينمائي فرد زينمان الذي اعتاد لعدة سنوات الإقامة فيه عندما يأتي إلى المنطقة، ومن المعروف أن زينمان فاز خمس مرات بجائزة الأوسكار  ) ومن بين الأفلام التي حصل بها على الأوسكار " القمر العالي "، و " من هنا إلى الخلود " ) ، وقد ترك المخرج الشهير رسالة في سجل ضيوف الفندق كتبها باستخدام أدوات مكتبية لشركة فوكس للقرن العشرين.
 وتتردد السيدة ولتراوت واتشينجر صاحبة الفندق قليلا عندما يطلب منها أن تروي حكايات عن الأحداث التي جرت في الفندق، ولكنها تصبح منفتحة إلى حد ما بعد ذلك.
 وتقول واتشينجر إن المخرج زينمان لم يكن يقيم في الفندق لفترات طويلة، وتستطرد قائلة إن زينمان كانت له صديقة في هوليوود وكانت قريبة منه للغاية، وبعد وفاتها أخذ القنينة التي تحمل رماد جثمانها معه إلى أوروبا، وفي إحدى زياراته الأخيرة للمنطقة ذهب في رحلة للمشي بين المرتفعات مع مرشد لممرات السير وسط الجبال ثم قام المخرج بنثر الرماد بين قمم الجبال. 
وربما عثر فرد زينمان بعد فقدان صديقته على السلام النفسي في وادي هوشبسترتال بنفس الطريقة التي خبرها الموسيقار المريض جوستاف ماهلر عندما أمضى أشهر الصيف خلال الفترة من عام 1908 إلى 1910 بالقرب من بلدة تولباش، وكتب ماهلر وقتها يقول : " إن المكان مذهل في جماله ويمكن بالتأكيد أن يشفي جسد المرء وروحه ". 
وبعد ذلك بقرن يأتي الزوار الذين يشعرون بضغوط الحياة إلى هذه البقعة ذات المناظر الطبيعية الرائعة لشحن قواهم النفسية والروحية، ومن بين النماذج الشهيرة في هذا الصدد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. 
وقد رأت الطاهية التي تعد الأطعمة في الكوخ بأعلى الجبل في نهاية الوادي ميركل التي تعد أقوى إمرأة في أوروبا وهي تقوم برحلة للمشي مع زوجها بنشاط على طول وادي فيشلنتال، وتقول الطاهية إن ميركل وزوجها يقومان برحلتهما في السادسة صباحا عندما يكون المكان خاليا تماما من الزوار، فهما يريدان ببساطة الإستمتاع بقدر من الهدوء والسكينة. 
وهذه المنطقة لا تشبه في معالمها المناطق الراقية مثل كورتينا دامبيزو أو دوائر التزلج مثل تلك الموجودة في سولدن، وحقيقة أنه حتى البلدات الأكبر حجما مثل سيكستن وإينشن وتوبلاش تعد حتى يومنا هذا أماكن نائمة نسبيا حيث تتسم الحركة بالهدوء والسكينة هي ما يجعل وادي هوشبسترتال بسيطا بشكل جميل، وينطبق عليه القول المأثور " المزيد يكمن في القليل ".
 وفي العطلات الأسبوعية فقط يزداد الزحام قليلا عند مصاعد التزلج، ويشعر المتزلجون المحنكون بأنهم لا يحصلون على قدرهم من الخبرة بسبب ممرات التزلج في بلدة سيكستن بمنطقة جبال الدولمايت حيث أن ما نسبته 17 في المائة فقط من منحدرات التزلج فيها تصنف على أنها " صعبة ".
ولكن على أية حال فإن هواة التزلج والمشي لمسافات طويلة هم الذين سيشعرون بالرضا، فهؤلاء يمكنهم قطع مسافات لعدة كيلومترات على طول الجدول المائي بجبل سيكستن والذي يتجه صاعدا صوب واد واسع حيث يصب بداخله جدولان آخران هما رينز ودراو.

جينز جولومبك
الاربعاء 1 يوليوز 2015