نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


هل دخل (حزب الله) معركة الغاز في سوريا؟




يتناول حزب الله أخيراً، الجانب الإقتصادي للحرب في سوريا، فيعيد عقارب الساعة إلى النقاش الأساس بشأن الحرب، والذي يدور في جوهره حول السيطرة على إمدادات الطاقة، وتحديداً الغاز. رغم ذلك، لايزال الحزب يغفل النقاش في هذا الجانب، أو في أحسن الأحوال، يُظهر المصلحة الأميركية فقط، في ملف الغاز، ويضع المصلحة الروسية- الإيرانية في إطارها الشعبوي، وتحديداً في موضوع “دعم المقاومة”، و”التصدي لمشروع الشرق الأوسط الجديد


 ”.

البُعد الإقتصادي للحرب، أكده رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، يوم الأحد 23 نيسان، في كلمة له في الجنوب، إذ رأى أن “ما يجري في المنطقة هو صراع على النفط والغاز والمستقبل”. أضاف أن “مسؤوليتنا هي أن نعرف ما يجري من حولنا، ويجب أن نعرف من هو العدو الحقيقي”، متهماً “الإدارة الأميركية ووكلاءها من بعض أنظمة المنطقة”، في “تحريك الأدوات” لتنفيذ مخططتها في المنطقة، والتي تدخل في صلبها عملية السيطرة على النفط والغاز.

الجانب الإقتصادي في كلام رعد، يطرح علامات استفهام حول الشعارات التي رفعها حزب الله منذ الإعلان الرسمي عن مشاركته في الحرب السورية. فالحزب الذي رفع شعار الدفاع عن المراكز الدينية تارة، والدفاع عن المناطق الشيعية الحدودية تارة أخرى، ولاحقاً شعار الحرب الإستباقية على التنظيمات التكفيرية في سوريا، منعاً لوصولها إلى لبنان، كان دائماً يرفض، أو يقلل من شأن السبب الإقتصادي. لكن النائب نوار الساحلي يلفت في حديث لـ”المدن” إلى أن كلام رعد ليس جديداً، “وهو ليس تغييراً في خطاب حزب الله بشأن ما يجري في المنطقة، وإنما هو تسليط الضوء على الجانب الإقتصادي لما يجري”. ويرفض الساحلي تحميل كلام رعد أكثر مما حمله تصريحه.

الحزب إذاً يرى ما يحصل، بعينٍ خبيرة. وخبرته هذه أفضت إلى تسليمه بالبُعد الإقتصادي الذي تشكل ممرات الغاز عماده الأساسي. مع ذلك، لم يحشد جمهوره بخطاباتٍ علمية تُبرز سبب قتاله في سوريا من أجل منع السيطرة الأميركية على ممرات وحقول الغاز السورية. وإذا كان الحزب يرفض السيطرة الأميركية على طريق الغاز السورية، فإن مشاركته في الحرب تعني أنه يوافق على سيطرة روسيا وإيران على تلك الطريق، إنطلاقاً من مساندته إيران وروسيا في مشروعهما. وهذا ما تؤكده مصادر في حزب الله لـ”المدن”، تشير إلى أن “قتال الحزب في سوريا لم يكن في أي وقت من الأوقات من أجل مقامات دينية أو من أجل حماية شيعة سوريا أو غير ذلك، بل كان القتال مفروضاً لأن حزب الله جزء من التركيبة العسكرية الإيرانية. وهو معني، بالتالي، في الحرب إلى جانب المحور الروسي الإيراني، بغض النظر عن ماهية ذلك المشروع. لكن ذلك لا يعني أن المكاسب الخاصة للحزب غير موجودة. فإنتصار المحور الإيراني الروسي يعني تعزيز وضع الحزب سياسياً وعسكرياً على المستوى اللبناني”.

عليه، فإن اعتراف الحزب في الصراع من أجل النفط والغاز، يعني أن الحلف الذي يسانده، يصارع الولايات المتحدة، بشأن الهدف نفسه. أي أن الحزب منخرط في معركة من ضمن أهدافها السيطرة على النفط والغاز في سوريا والمنطقة. إلاّ إذا كانت أميركا تريد طريق الغاز، وإيران وروسيا تريدان تأكيد عروبة سوريا والمنطقة فحسب. وعليه، هل كلام رعد يعني إعلان الحزب صراحة أنه جزء من معركة الغاز، بالتالي، جزء من الجهات التي ترسم الشرق الأوسط الجديد؟ وإن كان كذلك، هل يستطيع الحزب أن يشرح بشكل واضح ماهية الصراع على الغاز، ودوره فيه، ودور روسيا وإيران، كما يشرح الأدوار المعبَّر عنها بشعارات دينية وعروبية؟

وكما بات معروفاً، فإن لسوريا أهمية إستراتيجية في ما يتعلق بملف الغاز. وتريد روسيا وإيران السيطرة على سوريا لموقعها بالنسبة إلى الغاز اللبناني والإسرائيلي والخليجي في اتجاهه إلى أوروبا. كما أن الولايات المتحدة تريد السيطرة على هذه البوابة المتوسطية، ليكتمل مشروع “نابوكو” الذي سمي بطريق الحرير الجديدة، وهو يقوم على تجميع الغاز الآتي من آسيا الوسطى والبحر الأسود، في تركيا. وهذا المشروع يشمل تسيير المصالح الأميركية في ما يتعلق بالغاز، في كل من بلغاريا، رومانيا، هنغاريا، تشيكيا، كرواتيا، سلوفينيا وإيطاليا.
-------

   المدن
 


خضر حسان
الاربعاء 26 أبريل 2017