نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


هل سيقبل السعوديون قصقصة أجنحة الهيئة؟






تتداول المجالس السعودية أحاديث صريحة أو متوارية عن مستقبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعدما قلص مجلس الوزراء من صلاحياتها مؤخرا


 . المؤيدون للقرار يقولون إن الهيئة بالغت في سطوتها. بل وهي في غلاتها صورة من داعش بلا سلاح. المعارضون يقولون إن الهيئة جزء اساسي من اللبنة السعودية الإجتماعية والدينية وحتى السياسية. كما أن لها دور كبير في حماية المجتمع من الجرائم وقضايا المخدرات التي ثبتت مشاركتها الجادة في محاربتها.
بالنسبة لي فأنا اقف في صف المؤيدين لتقليص دور الهيئة. ليس لأن مجلس الوزراء أمر بذلك, فقد كان لا بد أن يأمر بذلك منذ وقت مضى, بل أنا مؤيد لمسألة التقليص هذه لسببين:
أولا, نجاعة الهيئة في محاربة الجريمة والمخدرات وإن كان عملا تشكر عليه فهي لم تنشأ لهذه الغاية أصلا ولا هو باختصاصها. إذ ما دور الشرطة وأجهزة مكافحة المخدرات في هذه الحالة؟ أضف لهذا أن المجتمع كله يحارب الجريمة والمخدرات, لا رجال الهيئة وحدهم.
ثانيا, أن معظم دول العالم الإسلامي, بل كل دول العالم الإسلامي, لا تعرف مؤسسة دينية تشبه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ومع ذلك فإن مظاهر التدين والإستقامة تنتشر فيها أكثر مما تنتشر في المجتمع السعودي نفسه. خذ على سبيل المثال الإمارات العربية المتحدة, حيث لا يجرؤ كائنا من كان على التحرش بفتاة في ضوء النهار او عتمة الليل ولو كانت تسير وحيدة, بلا هيئة معروف ونهي عن منكر. خذ تركيا العلمانية, التي تمتلئ مساجدها بالمصلين دون أن يجبرهم أحد على ذلك أو يدفعهم قسرا إليها.
المجتمع السعودي مؤمن بطبيعته, وملتزم وأخلاقي. وهو في غنى عن مطوع او رجل هيئة ليعلمه بأمور دينه, او يسوقه الى المسجد او الحجز لأنه لم يؤد صلاته في المسجد او اشتبه في تحرشه بفتاه. وأقول هنا مسجد وفتاة لأن دور الهيئة كاد ينحصر في الأيام الأخيرة بمراقبة من صلى ومن تحرش بهذه وتلك, اكثر مما انصرف الى محاربة الجريمة التي هي ليست من اختصاصه اصلا.
لكن يبقى سؤال مهم: هل المجتمع السعودي قادر على قبول تقليص أكبر لدور الهيئة؟
أشك في ذلك, الآن على الأقل. فقد غرست الهيئة في نفس المجتمع طوال عقود وعقود أنها أداة الفضيلة فيه, حتى بات يشعر بنفسه عاريا بدونها. لن يكون الأمر سهلا. لكن الطريق ليس صعبا. وبدايتها تكون بإعادة ثقة المجتمع بنفسه, وأقناع أفراده أنهم مؤمنون بذاتهم وأخلاقيون بفطرتهم, وأن الفضيلة ليست تحت ضلال عصي الهيئة بل تحت سقف البيت الصالح.

 
 

هاني نقشبندي
الخميس 16 يونيو 2016