نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


هل علينا أن نرقص على أنغام السعودية حيال الإخوان المسلمين؟





في فبراير الماضي قام أمير ويلز بزيارة رسمية إلى السعودية. تلك الزيارة كانت الثانية له خلال أقل من عام, والرحلة الرسمية العاشرة له إلى المملكة.
امضى بضعة أيام سعيدة هناك. ولكن لا يعني ذلك أن كل الزيارة كانت سعيدة. كما سارت عليه الأمور في السابق, لم يترك مضيفوه السعوديون أي شك لديه فيما يتعلق بآرائهم حول القضايا الحاسمة. وخصوصا وكما فهمت بأن السعوديين عبروا عن حيرة شديدة وحالة من الفزع تجاه جماعة الإخوان المسلمين, المحظورة في السعودية, والمسموح لها بالعمل بحرية في لندن.


 
عندما عاد الأمير تشارلز إلى الديار, ذكر هذه الإحباطات أمام رئيس الوزراء, إضافة إلى المسئولين في وزارة الخارجية. بعد ذلك بفترة وجيزة تبين أنه تم تعيين السير جون جينكنز, السفير البريطاني في الرياض, للتحقيق في الصلات ما بين جماعة الإخوان المسلمين والإرهاب.
للتوقيت دلالات كثيرة. جاءت تحقيقات السير جينكنز بعد أسابيع قليلة فقط على تصنيف السعوديين أنفسهم لجماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية. مصر, التي قام رئيسها السيسي بانقلاب عسكري ضد حكومة الإخوان المنتخبة ديمقراطيا, قامت بهذه الخطوة فعلا. وهكذا فقد أعطت التحقيقات البريطانية شرعية معينة لتأكيدات السعوديين بأن الإخوان المسلمون يستخدمون العنف لأهداف سياسية. ومع ذلك قام السير جينكنز بعمل دقيق. فقد سافر بصورة متكررة إلى الخليج وشمال إفريقيا في سعيه للحصول على الحقيقية. من وجهة نظر السعوديين فقد كان دقيقا إلى أبعد الحدود.
مع نهاية يوليو السابق كان التقرير مكتملا. حيث اكتشف السير جينكنز كما تشير مصادر وايت هول بأن ليس هناك أي أساس لحظر جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها جماعة إرهابية. من ناحية نظرية, الأمر كان ينبغي أن يكون كذلك. وكان يجب أن يتم حفظ ذلك التقرير أن يطويه النسيان. ولكن ذلك لم يكن مصير وثيقة جينكنز.
المشكلة هي أن السير جون فشل في التوصل إلى ما كان يريد رئيس الوزراء والأمير تشارلز وحلفاؤهم في الشرق الأوسط الوصول إليه. كانوا يأملون بالوصول إلى تأكيدات بان السعوديين كانوا محقين في تقييمهم للإخوان المسلمين. تسببت تبرئة جون جينكنز في التسبب بأذى عميق للمصالح القوية, وأدت إلى معركة طويلة وشرسة في الوايت هول بدأت في الصيف, واستمرت خلال الخريف ولم تظهر أي علامة تشير إلى انتهائها لحد هذه اللحظة.
نشر تقرير جينكينز كما كتب في الأصل من شأنه أن يثير حفيظة حلفاء رئيس الوزراء السعوديين – وليس هم فقط. الإمارات متهيجة منذ فترة طويلة ضد الإخوان المسلمين. ولي العهد محمد بن زايد لديه رقم الهاتف الشخصي لرئيس الوزراء, ولا يتوانى في استخدامه ليعبر عن قلق الإمارات من أن بريطانيا لا تتخذ مواقف حازمة بما فيه الكفاية ضد الإخوان.
رئيس الوزراء السابق, توني بلير, هو الآخر يمارس التحريض نيابة عن الإمارات ضد الإخوان المسلمين, سواء في العلن أو بصورة شخصية (كما قيل لي) مع رئيس الوزراء. كما أن هناك طلبية بقيمة 5 مليار دولار من طائرات تايفون البريطانية المقاتلة, التي تعد حيوية لمستقبل أنظمة شركة بي أي إي البريطانية, والتي ربطها دافيد كاميرون بمصداقيته الشخصية. الطلبية لا زالت معلقة منذ أن طلبت, وبدأ المراقبون يشكون في أنها سوف تذهب لصالح فرنسا بدلا من بريطانيا.
خلاصة القول: اللوبي العربي البريطاني في حالة صعبة تماما. وجود هذا اللوبي في قلب الحكومة ليس مفهوما على نطاق واسع. على خلاف اللوبي المؤيد لإسرائيل (المتحالف بصورة وثيقة جدا) ليس هناك الكثير من الهياكل المؤسسية المفهومة أو نقاط الضغط الواضحة. اللوبي العربي البريطاني في مرحلة النشوء. وهو ممثل بصورة قوية في قلب مؤسسة الجيش والمخابرات, في حين أن علاقاته مع صناعة النفط والدفاع أساسية أيضا. كما أن العلاقات مع النظام الملكي البريطاني عميقة جدا.
هذه العلاقات قائمة منذ زمن بعيد. في الواقع التحالف بين آل سعود والبريطانيين يمكن أن يعود جذوره إلى هنري جون فيليبي, والد العميل كيم فيليبي, الذي عمل لسنوات طويلة كمستشار لراعي الوهابية ابن سعود, مؤسس الدولة السعودية الحديثة.
ساهمت بريطانيا في تأسيس السعودية, بعد ذلك أصبح تحالفنا مع السعوديين في قلب سياساتنا الشرق أوسطية. أثبت التحالف مع السعوديين بأنه كان ثمينا جدا في مواجهة عبد الناصر في مصر, والاتحاد السوفيتي في أفغانستان ومن بعد ذلك ضد صدام حسين في العراق.
النتائج كانت فعالة على المدى القصير. ولكن على المدى الطويل لعب السعوديون دورا رئيسا في صعود القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى. خلال السنوات القليلة الماضية أصبح من المعروف بأن السعودية مولت ودعمت داعش, التي تسبب الفوضى في أجزاء كثيرة من سوريا والعراق. في مفارقة تاريخية, ربما توجه داعش, في الوقت المناسب, نيرانها ضد السعودية نفسها.
في هذا الأسبوع أمير قطر موجود في لندن. وفقا لإيجاز مقدم من 10 دواننغ ستريت, كان رئيس الوزراء يستعد ليلقي محاضرة للأمير حول تمويله المزعوم للإرهاب. ولكن الأمير كان سوف يشعر بالظلم كون أن مثل هذا الخطاب لم يوجه للسعودية وبعض دول الخليج الأخرى.
كما لا ينغي أن ننسى بأن أمير قطر مكروه في الخليج ليس بسبب تمويله للإرهاب, ولكن لأنه مد يد الصداقة للإخوان المسلمين. أنشئت جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 في أعقاب انهيار الإمبراطورية العثمانية. في نواح كثيرة تعتبر الجماعة حركة روحية, تمكن الناس من ممارسة مبادئ وقيم الإسلام في حياتهم اليومية, ويمكن تشبيهها بصورة ما بالمسيحيين الديمقراطيين في ألمانيا.
يبدو أنه ليس هناك مجال للشك, أن الجماعة و وكحال حركات أخرى مناهضة للاستعمار, انخرطت في العنف في بداياتها الأولى. ولكن الجماعة تحافظ الآن على مصداقية تخليها عن العنف منذ عقود متعددة. فالجماعة تسعى إلى السلطة عبر الوسائل السياسية المتعارف عليها. في تناقض حاد مع النموذج الاستبدادي الذي تتبناه دول الخليج, فإن جماعة الإخوان المسلمين اليوم توجد في قلب جميع الدول تقريبا محاولة التوفيق بين الإسلام والديمقراطية.
ولهذا السبب تحديدا فإنها مكروهة من قبل السعوديين والإماراتيين. نموذج الإسلام الديمقراطي والاستبداد السعودي أمران لا يمكن التوفيق بينهما. خلال السنوات الخمس الماضية كان الملك عبدالله يمثل "الأمير ميترنش" في مواجهة الربيع العربي, وقائد الثورة المضادة, حيث ساهم في إسقاط الإخوان المسلمين في مصر وفي أماكن أخرى.
كثيرا ما أتحدث مع مناصري الإخوان المسلمين حول سنوات المنفى الطويلة التي قضاها الكثيرون منهم في لندن. من المؤثر جدا معرفة كيف أنهم معجبون بمؤسسات الدولة البريطانية والديمقراطية والبرلمان وحكم القانون. وجميعهم عبروا عن خيبة أملهم من فشل السياسة الخارجية البريطانية في الارتقاء إلى مستوى قيمنا.
إحدى السمات المميزة لسياستنا الخارجية الحديثة هي التحالف مع الإسلام السني المتطرف. مرارا وتكرارا فإننا نغفل في الكثير من الأحيان رفضهم القاتل حتى لأبسط البديهيات الديمقراطية وحقوق الإنسان, ونتسامح مع صلاتهم بالإرهاب.
السبب بسيط: المال والتجارة والنفط, وفي العديد من الحالات الجشع الشخصي. المؤسسة البريطانية مرتبطة بالسعودية. لا عجب أن الفئران تحاول قضم تقرير السيد جينكنز.في المرة القادمة التي يحضر فيها الأمير تشارلز أخبارا من أصدقائه السعوديين, على رئيس الوزراء أن يخبره بأن يغرب عن وجهه.
--------------
 
دايلي تيليغراف

بيتر أوبورن
السبت 1 نونبر 2014