نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


هل غيرت صور السيلفي طريقة سفرنا؟




برلين - ثمة نظرة وهن وتعب في عين السائح، وأخذ يتثائب بينما يقف أمام أحد الآثار. وبتثاقل قام بإنزال حقيبة ظهره خلال ما يبدو أنه يوم طويل من مشاهدة المعالم الأثرية ، إنه صورة تجسد الإرهاق .


ثم تحدث معجزة: يسحب كاميرته لالتقاط صورة سيلفي وفجأة تغمر السعادة وجهه كما لو كان الكريسماس ورأس السنة الجديدة وعيد ميلاده حلت كلها مرة واحدة. يحدث هذا المشهد حاليا في عدد لا يحصى من الأماكن السياحية في مختلف أنحاء العالم.

لو كان الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت الذي عاش في القرن السابع عشر موجودا في يومنا ما كان ليقول " أنا أفكر إذا أنا موجود " ولكن عوضا عن ذلك لقال " أنا التقط سيلفي إذا أنا موجود ".

ما الذي تقوله هذه الحاجة البائسة من قبل الناس لالتقاط سيلفي عن زمننا؟ فيما يلي ثلاثة آراء اجتماعية نفسية:
* التشاؤم الثقافي: الصور السيلفي تعني أن " الكثير يضيع "، حسبما يقول الباحث السياحي أولريش راينهارد الذي يرأس مؤسسة أبحاث المستقبل في هامبورج.

يضيع على الناس مشاهدة الأشياء الغريبة والتي تدعو إلى الضحك لأنهم مركزون بالكامل على أنفسهم. " لم نعد نملك ببساطة هبة استيعاب اللحظة ".

* أبناء العصر الرقمي: إنها ممكنة فعليا، لذا نفعلها. يقول هذا الرأي إنه يتم ببساطة التقاط الصور السيلفي لأنه يسهل فعلها.

ويقول اندري فيندلر وهو باحث في ثقافة الانترنت بجامعة فايمر " السيلفي هو عَرَض لتغير أسلوب السفر". ويضيف أن هناك أثرا متبادلا بين التكنولوجيا والسلوك الاجتماعي.

ويقول " لم تكن البطاقات البريدية موجودة سوى لوجود نظام بريدي. وهذا في المقابل كان له صلة وثيقة بابتكار السكة الحديدية ". واليوم لديك الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي وفي المقابل الصور السيلفي التي توزع على نطاق واسع.

* ويقول رأي ثالث إننا لطالما كنا نصبو للاعتراف. فقيام المرء بعرض على أصدقائه أنه كان يقضي اجازة رائعة وأنه كان سعيدا للغاية هو شيء لطالما أراد الناس فعله.

وتقول استريد كارولوس وهي اختصاصية نفسية إعلامية في جامعة فورتسبورج " إذا تحدثنا من الناحية النفسية فنحن لم نتغير. في الماضي كان الأفراد يجلسون بعد أي عطلة من أجل أمسية لمشاهدة شرائح الصور. واليوم يمكن للأشخاص صناعة عرض مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي ".

وبالتالي ما هي إلا مسألة اختلاف الوسائل المستخدمة آنذاك والآن. ولكن الدافع يظل واحدا.

وتقر كارولوس أن وجهة نظر الأشخاص في عطلاتهم تغيرت في ظل الرغبة المستمرة في التقاط صور سيلفي رائع.

وتقول " لكن ليس صحيحا مطلقا أن الأشخاص الذين يحملون هواتف ذكية يشاهدون أقل ممن ليس لديهم مثل هذه الهواتف . إنها ليست بالضرورة وجهة نظر سيئة ولكن بالأحرى مختلفة ".

د ب ا
السبت 24 سبتمبر 2016