نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


أكاديمية الغرام ...سعيد بحبي فلا تسألني كيف جاء




الانسان الدافئ أهم من الورد والموسيقى فالثانية تسمعها والاول تنظر اليه وتشمه بينما الانسان التلقائي الطبيعي الدافئ الذي يتعامل بعفوية ودون أقتعة يعطيك ماهو أهم من اللمس والشم والاستماع انه يعطيك الاحساس بجمال الانتماء الى بشرية لم تفقد روحها .


أكاديمية الغرام ...سعيد بحبي فلا تسألني كيف جاء
والدفء الانساني ينبع عادة من الحب الدافق الرهيف فهو الجسر الذي يربط بين القلوب ويوحد النظرات والمواقف ويصهرالعواطف ويغربلها ويصفيها فيرمي الشوائب والمثبطات ويحتفظ للقلب والعقل بعصارة البوح الانساني الذي نتوق اليه جميعا في صراعنا مع الوحدة وقسوة الأيام .
لقد كنا نظن الحب ضربة قدر ونظرة غيبية اولى وسهم ذهبي مجنح لذا تركه العلماء واوشك ان يحتقره الفلاسفة تاركين أمره للشعراء الذين يكرهون التفاصيل ولا يحبون التحليل والتفسير فهذا( تينيسون) يخدرنا بجمال التعبيرعنه ويحذرنا من مجرد السؤال عن أصله :
سعيد بحبي فلا يسألني أحد كيف جاء
حبي الزمردة الاكثر اخضرارا بين الحشائش
أو ياقوتة أكثر زرقة تذوب في لازورد البحار
وكان يجب ان ننتظر دهرا حتى يأتي الأكاديميون ويخصصوا وقتا وجهدا لدراسة هذه العاطفة التي تحرك الكون ولا يكون للحياة طعم بدونها وجاء هؤلاء وفي طليعتهم البروفيسور( ليو بوسكاليا) الذي يعتقد اننا لانقع في الحب ولا نسقط خارجه بل نتعلمه كما نتعلم أي درس في أكاديمية الحياة وننمو في الحب وأثناء تعلمه لنشب عاطفيا ونقوم بدورنا بتعليمه للآخرين .
لقد درس هذا الاكاديمي الاميركي فصلا دراسيا كاملا عن الحب في جامعة جنوب كاليفورنيا ثم جمع نتائج تلك الابحاث والمناقشات التي جرت بين اكثر من مائة طالب من مختلف الأعمار والجنسيات في كتاب ( الحب ) الذي لخص فيه نظرته لتلك العاطفة التي أهملها العلم على أهميتها .
ولأكاديمية الحب ودخوله كمقرر دراسي غير ملزم قصة ر واها البروفيسور بوسكاليا في كتابه فقد انتحرت احدى طالباته الذكيات بسيارتها على طريق صخري في لوس انجليس فظل على الدوام يتذكر نظراتها المفعمة باليقظة والحيوية وأبحاثها التي تدل على عقل نفاذ ثم استنتج لما ازداد أرقه ان تلك الطالبة الشابة كان يمكن ان تظل على قيد الحياة لو عرفت قلبا دافئا وصدرا حنونا ووجدت بعض الحب والعناية في محيطها العائلي أ والاكاديمي .
ومن تلك المأساة نبتت فكرة المقرر الدراسي عن تعليم الحب وتعلمه وهي فكرة نظر اليها الاساتذة باستهجان لكن الطلاب أقبلوا عليها بحماس وساهموا في تطويرها فأجمل الآراء عن الحب في كتاب بوسكاليا تاتي من الطلبة الشباب الأقدر على الحب من الكهول .
أحد هؤلاء الطلبة قال عن الحب : أجده يشبه المرآة فعندما أحب شخصا آخر يصبح مرآتي وأصبح أنا مرآته وبانعكاس حب كل منا على الآخر يتشكل درب اللانهاية .
أنه درب عجيب فهو الذي يوحي للعشاق بالأبد والأزلية وقدرة الحب على الصمود في وجه العواصف كلها لذا نادرا ما تجد عاشقا حقيقيا لا يطالب بالأبدية أو يعد بها.
صحيح أن الحب مؤلم وجارح وقاتل أحيانا لكننا لو أخترنا بين الألم والعدم - كما يقول فوكنر في النخيل البري- لأخترنا الأول فبالحب مؤلما كان أم سعيدا نقاوم العدم والتلاشي ونراود الأبدية عن نفسها ومن أجل ذلك كله أو أو نصفه أو ربعه يستحق الحب ان ننشئ له جامعات خاصة واكاديميات لنتعلمه ونسعد به ثم نعلمه لغيرنا كي يزداد العالم دفئا ونضارة بتزايد أعداد القادرين على الود والتعاطف والحميمية وتجميل وجه كون يزداد توحشا ودموية وصقيعا كلما نقص من مناخه أكسير المحبة الذي لا يقل أهمية للبشر عن الاوكسيجين .
 

محيي الدين اللاذقاني
الاحد 13 فبراير 2022


           


1.أرسلت من قبل لميا نادر في 07/09/2009 18:21
معمورية الحب وديمومته كلاهما هوية العاشق الحقيقي وأوراق العهد والوفاء . نضم أوجاع الهوى بفؤادنا ولا نستدعي مداوياً - نحيا بالذكرى ونعلوها كالجبار الرواسيا - نكتب الأشعار بكلمات العشق الدامعة ونهديها لمن أحب بكاءنا - فالعشاق حمقى يغنون في يوم عزائهم على أيام خواليا0..
دمت عاشقاً محباً وعادي أن تكون دامعاً يا أستاذ اللاذقاني0

2.أرسلت من قبل عاشقة لشعر لاذقاني في 08/01/2010 14:18
كلامك عن الحب، باختلافاته وأبعاده جميل دائماً أستاذي الشاعر العاطفي، محي الدين لاذقاني
دمت لقرائك وعشاق كتاباتك وأشعارك
تحياتي

3.أرسلت من قبل ابن صرمدا في 23/01/2010 22:23
اعجبت بهدا التدفق الشعري والانساني بلقائك مع بروين حبيب...لم اكن قد عرفتك شاعرا واديبا وانسانا حتى اليوم...ولكن ارجوك لا تشطط بعلمانيتك حتى لا اخسر متابعتك ...وشكرا

4.أرسلت من قبل nahed في 16/04/2010 15:00
لا اسمى هذة الكلمات تدفق شعري و لا اسميها بلاغة
هى بالسبة لي .. كلمات محب كما هي كلمات محبوب
قالت له ذات يوم "احبك" فقال لها "انت حبيبتي" و كان يعلم انه حبيبها
رغم غيمة الرماد الاسود التي تغطي اوربا منذ يوم امس ، إلا التقابل مع نبض المحبة من خلال سطور كسطورك
يجعل من العالم باسره .. سماء صافية .. تدوم

5.أرسلت من قبل أحمد أبو كيفو في 18/04/2010 10:25
منذ سنوات قرأت لك مقالا يا أستاذ محي على صفحات جريدة الشرق الأوسط عن أكاديمية الحب وربما أجدها بين أوراقي فقد احتفظت بهذا المقال وكان الخلاف بينك وبين قرائك على التسمية فهل ندعو لتأسيس أكاديمية للحب أم للمحبة ....

لك كل تقديري واحترامي أيها الانسان.. واعذرني على حذف الألقاب فلم أجد أبلغ من وصف تليق بك كالانسان....

6.أرسلت من قبل هيفاء في 09/11/2010 07:14
قد يكون هو ذاك الحنين الذي يأتينا دون موعد او ربما شيئ اجمل حتى من الورد والموسيقا وما بينهما لا نستطيع ان نفسر ماهية ما يحدث لنا عندما نحب لكن يا ترى هل ما زال هناك من متسع في قلبنا بعد كل هذه الغربة والهجرات القسرية ان نجد ولو متسع صغير لهذا الحب الجميل الذي ما زلت ابحث عنه في ظلمات فراغ يلف المحيط ما اجمل ان نكتب عن الحب لكن يبقى ان نجده أجمل بكثير كي نبدأ من جديد رحلة البحث عن الكلام الذي يفي المحب حقه