هذا وكانت ماريا إدغاردا ماركوتشي (27 عامًا)، قد أمضت تسعة أشهر منذ أيلول/سبتمبر 2017، في شمال سورية للوقوف الى جانب الأكراد ضد تنظيم (داعش)، مشارِكة مع وحدة حماية المرأة (YPJ). وهي في إيطاليا الآن، تجازف مع أربعة أشخاص آخرين بإخضاعها لمراقبة خاصة.
وأوضحت ماركوتشي في مقابلة مع صحيفة (إل فاتّو كووتيديانو) الإيطالية، أن “النيابة العامة في تورينو لا تخشى أن نعمد لاستخدام ما تعلمناه بسورية في إيطاليا فحسب، بل “ذهبت الى أبعد من ذلك”، حيث “قالت إننا ذهبنا إلى هناك لتعلم كيفية استخدام الأسلحة. إنها لا تدرك الأهمية التاريخية للثورة التي قامت، فمن الخطأ مقارنة حالة حرب بمجرد جدل اجتماعي”.
ولفتت ماركوتشي الى أن “من يثير الكراهية وينشر الدعاية ضد الإسلام أو ضد المهاجرين، ينتهج سلوكيات خطيرة”، في إشارة الى بعض الشخصيات السياسية في بلادها.
وتابعت “في أول شهر ونصف الشهر لي في سورية، قمت بزيارة المناطق التابعة لاقليم كردستان”، وقد “كنا نزور كل يوم شيئاً ما: بيوت النساء، مراكز الشباب، التعاونيات الزراعية، مصانع النسيج، أسر الشهداء وبيوت الجرحى. كل ليلة كنا ضيوف عائلة مختلفة”.
وأوضحت الفتاة الإيطالية أن “خيار البقاء هناك لمدة تسعة أشهر جاء لأن شهراً واحداً لم يكن كافياً لعيش وفهم حقيقة لديها الكثير مما تخبره لجميع شعوب العالم”. وأردفت “فكرتي الأولى كانت العمل كجسر لهذه التجربة وفكرت بعيشها بشكل متكامل”، مبينة أن “خيار انضمامي إلى (YPJ) كان يمليه الاقتناع بأن هذه معركتنا أيضًا”.
وذكرت الشابة إدّي إنها “قناعة نضجت بشكل خاص لأجل حرية المرأة”، حيث “قامت الحركة الثورية بتحليل دقيق للغاية، لجذور عدم المساواة في المجتمع، ولا سيما الرأسمالية والأبوية التي قادت الى أسباب أخرى”. واختتمت بالقول “إن أردنا إشعال ثورة وتغيير عقلية تراكمت في هذه القرون، فيجب معالجتها من الجذور، كما يجب تمكين المرأة من التحرر لكي تتغير كل العلاقات”، في إطار المجتمع.
يذكر أن وحدة حماية المرأة (YPJ) هي مجموعة نسائية كردية مسلحة، تأسست عام 2012 وتتألف من حوالي 7 آلاف امرأة، تم تشكيلها بعد أقل من عام من تأسيس وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، بهدف الدفاع عن المناطق ذات الأغلبية الكردية شمال شرق سورية، ضد تنظيم (داعش).