نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


الجمباز في مصر... رياضة أم موضة ووجاهة اجتماعية!




القاهرة - بدأت الكثير من الاسر المصرية مؤخرا تحرص على اختيار نوع رياضة مناسبة لأبنائها بمجرد بلوغهم سن الثالثة، وفي بعض الاحيان قبل ذلك أيضا.


ومن الملاحظ أن رياضة الجمباز بدأت تهيمن بقوة على عقول الكثير من الاباء والامهات من مختلف الطبقات، في شتى المحافظات المصرية. فهل يعود السبب وراء ذلك إلى ما يمنحه هذا النوع من الرياضة من قوة عضلية وبنية جسدية للاعبيها، أم لانها أصبحت بمثابة موضة ووجاهة اجتماعية في مصر حاليا، ولاسيما في ظل انتشار الاكاديميات والصالات الرياضية، إلى جانب النوادي التي تحرص على تقديمها. ويقول الكابتن أحمد نادي، وهو مدرب جمباز وصاحب أكاديمية رياضية لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) "أرى أن الجمباز هو أساس لأي رياضة، لانه يعد البنية الجسدية للطفل بحيث يكون مميزا في الرياضات الاخرى، كما يساعده على الاعتماد على النفس وإثبات الذات". ويضيف المدرب الشاب المتخصص في تدريبات الجمباز الفني والايروبكس: "ولكن من ناحية أخرى، يعتبر الجمباز رياضة صعبة، لانها تحتاج إلى مجهود كبير مما يجعل ممارسة الاطفال لها أمرا ليس بالسهل... بالاضافة إلى كونها مرتبطة بعنصر الوقت الذي يتطلب من الاطفال إتقان إجباريات (حركات) رياضية معينة عند كل بطولة، مما يضع الطفل تحت ضغط نفسي وجسدي يفوق سنه الصغير". وتقول مروة وهي أم لاحدى البطلات الصغيرات لرياضة الجمباز الفني، والتي تبلغ من العمر 7 سنوات: "بدأت /لارين/ في ممارسة الجمباز الفني منذ أن كانت في الثالثة من عمرها... لقد عانت كثيرا في البداية بسبب صعوبة اللعبة والكم الهائل الذي تتطلبه من صبر من جانب اللاعب والمدرب والاهل أيضا، بالاضافة إلى خطورة بعض الاجهزة المستخدمة في اللعبة". وينتقد بعض أولياء الامور ممارسة الجمباز في كثير من الاماكن في مصر بدون مهنية، حيث لا يتم التعامل مع الاطفال الموهوبين على النحو الامثل، كما ينتقدون الاستغلال المادي والمعنوي من جانب بعض الاكاديميات والصالات الرياضية. من ناحية أخرى، تقول سارة، والدة أحد لاعبي الجمباز: "في كثير من الاحيان يلجأ المدربون إلى تعنيف المتدربين بصورة مبالغ بها عندما لا يقومون بأداء الحركات الرياضية المطلوبة منهم بطريقة سليمة، مما يجعل الطفل ينفر من اللعبة بعد أن كان هو من اختارها بنفسه في البداية وأصر على ممارستها". أما لمياء، وهي أم لمتدربة أخرى من بطلات الجمباز تدعى كرمة، تقول: "أتكبد الكثير من المال لكي تمارس ابنتي رياضة الجمباز التي أصبحت حاليا مكلفة جدا بسبب ما تتطلبه من مصاريف كثيرة، تتضمن شراء الأدوات المستخدمة في التمرين، وتسجيل اللاعبين لخوض البطولات، وشراء ملابس واكسسوارات البطولة باهظة الثمن، بالاضافة تكاليف الاكاديمية التي تقوم بتدريب ابنتي". وتضيف: "أتفهم جيدا أن /الشيء لزوم الشيء/... فأنا بإمكاني أن أمرن ابنتي في أماكن بسيطة تتقاضى قدرا معقولا نسبيا من المال، ولكنني أعرف ان ابنتي لن تحصل على التدريب المناسب والكافي لجعلها بطلة. لذلك أضحي بالمال من أجل ضمان حصولها على تمرين جيد في مكان مناسب وعلى أيدي مدربين أكفاء". ورغم أن الكثير من الاسر المصرية ترفض استمرار بناتهن في ممارسة الجمباز خاصة عند بلوغهن سن المراهقة ، وذلك لاسباب اجتماعية، نظرا لما تفرضه تلك الرياضة على لاعباتها من ملابس بمواصفات معينة، تكشف جزءا كبيرا من الجسم، تعتبر الكثير من الاسر الجمباز واجهة اجتماعية راقية ومشرفة لها ولبناتها. كما ترى تلك الاسر أن الجمباز يضفي الكثير على شخصية بناتهن ويزيدهن من ثقتهن بأنفسهن بين قريناتهن، كما يعزز روح المنافسة لديهن. وتقول نرمين وهي أم للاعبة جمباز إيقاعي وهو نوع من الجمباز يحتاج من لاعباته مرونة إضافية، ويتم باستخدام كرات وشرائط وأطواق خاصة: "لطالما كنت أرى أن هذه الرياضة راقية جدا، وكنت أحلم أن تمارسها ابنتي عندما كنت أشاهد عروض البطولات الدولية على شاشات التليفزيون". وتضيف: "كل مشكلتي مع الجمباز هو سبب عدم إقامة البطولات خلال فترة الاجازة الصيفية بحيث تكون بعيدة عن فترة الامتحانات، حتى لا تكون الرياضة عائقا أمام الدراسة ويبقى الطفل حائرا ما بين الرياضة ومستقبله في التعليم، رغم إنه موهوب حقا". ويؤكد كابتن أحمد نادي نفس المشكلة، حيث يقول: "عادة لا تتناسب مواعيد إقامة البطولات مع السنة الدراسية، لكونها تقام في فترة الامتحانات، مما يؤثر على اللاعب بالسلب، بسبب المجهود العقلي والضغط النفسي وعدم القدرة على الانتظام في التمارين". من ناحية أخرى، يقول أشرف، وهو والد لاعبة أخرى من بطلات الجمباز الفني: "رشح لي أحد أصدقائي أن تمارس ابنتي /مايا/ رياضة الجمباز... ولكنني ترددت في البداية عندما رأيت كم المعاناة – الاقرب إلى التعذيب - التي كانت تعاني منها، وبسبب المجهود الذي كنت أبذله في اقناعها بالذهاب إلى التمرين. ولكن مع أول بطولة خاضتها ابنتي وحصولها على الميدالية الذهبية، رأيت في عينيها فرحة الفوز التي دفعتني للاستمرار معها". ويضيف: "ولكنني عاودت التفكير مجددا في التوقف عن هذه الرياضة المتعبة والخطيرة، ولاسيما مع ازياد صعوبتها وخطورتها بعد كل بطولة كانت تخوضها... إلا أن ما انعكس عليها من قوام ممشوق وقوة جسدية كبيرة جعلت الكثير من مدربي الرياضات الاخرى يسعون جاهدين لضمها إلى فرقهم الرياضية، بسبب إدراكهم لحجم مهاراتها الكفيلة بتحقيق النجاح لها ولهم أيضا – والتي يعود الفضل الاكبر فيها للجمباز بالطبع – مما زادني إصرارا على استمرارها في تلك اللعبة، ولكن لا أعلم إلى متى!!". وتقول أم أخرى تدعى نهى: "لم أكن أفكر من قبل في أن يحترف أي من أبنائي رياضة الجمباز. ولكن عندما رأيت مدى اقبال مرتادي النادي الخاص بأبنائي، للاشتراك لابنائهم في نشاط الجمباز، بدأت التفكير في إلحاق ابنتي بها لما شعرت به من أهمية للعبة بين الامهات". وبالنسبة لامهات اللاعبين، يوضح الكابتن أحمد نادي: "أن هناك مشكلة كبيرة أواجهها مع أولياء الامور، وهي الغيرة العمياء التي تعود بالسلب على اللاعبين، وذلك لان كل أم وأب يرون ابنهم بطلا، وهو بطل بالفعل بسبب وصوله إلى مستوى رياضي من الصعب على أقرانه من نفس عمره أن يصلوا إليه، ولكن على كل ولي أمر أن يعرف أن هناك فروقا فردية بين اللاعب والاخر، من حيث القدرات البدنية ودرجة استجابة كل منهم". ويشمل الجمباز العديد من الأنواع، فهناك الجمباز الفني، والجمباز الإيقاعي، وجمباز الأيروبيكس، والجمباز العام، وجمباز الترامبولين، بالاضافة إلى جمباز الاكروبات. ويعد يوم البطولة هو اليوم المفضل لدى لاعبي الجمباز، حيث ينتظرونه بفارغ الصبر لاستعراض مهاراتهم وقدراتهم الفائقة الناتجة عن أشهر طويلة من التدريب الشاق. ويعطي ذلك فرصة للتجار على الانترنت للتنافس بعرض أشكال مختلفة من الاكسسوارات وأزياء الجمباز الانيقة الخاصة بيوم البطولة. وعن سعر زي الجمباز المستخدم في يوم البطولة، فعادة ما يبدأ من حوالي 300 جنيه بحد أدنى (18 دولارا) ويصل إلى ألف جنيه للقطعة الواحدة. أما بالنسبة للجمباز الايقاعي الذي يتميز بزيه الاكثر بهجة، فإن سعر القطعة الواحدة يبدأ من ألف جنيه كحد أدنى ويصل إلى 5 آلاف جنيه. وتتنافس الاندية والاكاديميات الرياضية على تمييز فرقها في يوم البطولة باستخدام الاكسسوارات المميزة التي تعمل على توحيد الشكل العام للاعبين. وكلما زاد تميز شكل اللاعبين، كلما أظهر ذلك مدى رقي مستوى النادي أو الاكاديمية المشاركة في البطولة. وتشمل الاكسسوارات تجهيز حقائب رياضية موحدة الشكل لجميع اللاعبين. وقد يتم تمييز كل حقيبة بوضع اسم اللاعب عليها، أو بتمييزها بميدالية عليها صورة اللاعب. كما تتضمن الاكسسوارات توفير تيجان موحدة أيضا توضع على الرأس اللاعبين بعد حصولهم على الميدالية، بالاضافة إلى توحيد صنادل رياضية للاعبين بألوان مميزة. وتحتاج بعض أنواع من الجمباز في ممارستها طلبات محددة ، بالنسبة للاحذية الرياضية وغيرها من الأدوات وهي ذات اسعار باهظة. وتعليقا على ذلك قال محمد جميل، صاحب ومدير إحدى الاكاديميات الرياضية الشهيرة في حي مصر الجديدة، والتي كان الجمباز من أوائل الانشطة الرياضية التي بدأت أكاديميته في تقديمها قبل أكثر من 5 سنوات لـــ (د.ب.أ) " أشفق على الاهالي من حجم التكلفة العالية لممارسة الرياضة في الوقت الحالي، حيث أن هناك أطفالا موهوبين بالفعل، ولكن المصاريف الكثيرة تتسبب في إضاعة الفرص على أطفال متميزين بالفطرة".

تغريد عاصم
الجمعة 12 يوليوز 2019