وتتركز المعارك في الجنوب حيث يحاول المتمردون الحوثيون والقوات التي بقيت موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح السيطرة على كل البلاد بعد سيطرتهم على صنعاء في الشمال ومناطق واسعة اخرى.
وفي مواجهة تدهور الوضع الانساني في اليمن، اعلنت السعودية السبت انها قررت منح الامم المتحدة مساعدة قدرها 274 مليون دولار لتمويل العمليات الانسانية في هذا البلد تلبية لنداء اطلقته المنظمة الدولية في هذا الاتجاه.
وقال الديوان الملكي السعودي في بيان بثته وكالة الانباء السعودية ان الملك سلمان بن عبد العزيز "امر بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لاعمال الاغاثة الانسانية في اليمن من خلال الامم المتحدة".
واضاف البيان ان هذا الامر صدر "استجابة للاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق والتي تضمنتها مناشدة الأمم المتحدة" الجمعة.
واكدت السعودية في البيان "وقوفها التام الى جانب الشعب اليمني الشقيق"، معبرة عن الامل في عودة "الأمن والاستقرار لليمن الشقيق".
وكانت الامم المتحدة وشركاؤها في المجال الانساني في اليمن وجهت الجمعة نداء عاجلا للحصول على مساعدة انسانية بقيمة 274 مليون دولار لتلبية حاجات 7,5 ملايين نسمة تأثروا بالنزاع.
وحذر منسق المساعدات الانسانية يوهانس فان دير كلو من ان "الاف الاسر فرت من منازلها بسبب المعارك والغارات الجوية. وتجد العائلات صعوبة في الحصول على المياه او العلاج الطبي او المواد الغذائية او الوقود".
وكان الناطق باسم التحالف العميد السعودي احمد عسيري صرح في لقائه اليومي مع الصحافيين في الرياض الجمعة "نحتاج الى الصبر والمثابرة ولسنا على عجلة من امرنا".
من جهة اخرى، ذكرت وكالة الانباء السعودية ان الملك سلمان بحث الجمعة الوضع في المنطقة مع الرئيسين الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند في اتصالين هاتفيين.
ولم تلق نداءات وجهتها منظمات غير حكومية من اجل "هدنة انسانية" اي صدى ايجابي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 24 مليون نسمة.
وقالت منظمة الصحة العالمية ان اعمال العنف الاخيرة اسفرت عن سقوط 767 قتيلا و2906 جرحى. من جهتها، تحدثت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن نقص كبير في الادوية والمواد الغذائية والمحروقات في اليمن.
ونزح بين 120 و150 الف شخص داخل اليمن بسبب اعمال العنف، يضافون الى 300 الف آخرين نزحوا في الداخل قبل الازمة الحالية، بحسب ناطق باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة.
وانتقد المتمردون بعنف مجلس الامن الدولي على قراره الذي صدر في 14 نيسان/ابريل وفرض فيه حظرا على امدادهم بالسلاح. وقال المجلس السياسي للمتمردين في بيان نشر مساء الجمعة ان مجلس الامن "وقف في صف الجلاد ضد الضحية".
من جهتها، قدمت ايران الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة خطة من اربع نقاط لاحلال السلام في اليمن، ودعت الى وقف الحملة الجوية "العبثية" التي تقودها السعودية على المتمردين الحوثيين.
واكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في رسالة وجهها الى بان كي مون ان طهران مستعدة لمساعدة الامم المتحدة في اعادة السلام الى اليمن حيث سيطر المتمردون الحوثيون الزيديون على العاصمة ما اضطر الرئيس عبدربه منصور هادي للجوء الى السعودية.
ويتهم هادي ودول الخليج ايران بتسليح الحوثيين لكن طهران تنفي ذلك بشكل قاطع.