نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


الفضائح تضرب"اوبرا فيينا" منذ تأسيسها قبل 150 عاما






فيينا -ماتياس رويدر - اتخذ كارل بوم ، مدير موسيقى أوبرا فيينا الحكومية ، موقفا متحديا عندما عاد إلى العاصمة النمساوية في عام 1956 بعد فترة راحة استمرت خمسة أسابيع ، بعيدا عن العمل ،انتقدها البعض باعتبارها كانت طويلة للغاية.
وقال بوم في تصريحات عبر ميكروفون أحد المراسلين الصحفيين في المطار "لست مستعدا للتضحية بمسيرتي المهنية الدولية من اجل أوبرا فيينا الحكومية ".
وخلال عرض اوبرا" فيديليو" لبيتهوفن في دار الأوبرا المشهورة على الصعيد العالمي بعد ذلك بفترة ليست بالطويلة ، واجه جمهور الحاضرين موقفه المتحدي بموقف مماثل من جانبهم لإظهار استيائهم من غيابه .


 
وذكرت صحيفة" بيلد تليجراف" في شهر آذار/مارس من ذلك العام "دوت صيحات الاستهجان والصافرات من الأروقة حتى المقاعد ؛ وكان هذا صوت الجمهور الغاضب".
وكان لزاما على المدير بويهم ان يترك منصبه ، وحل محله هربرت فون كارايان ، الذي رفع دار الأوبرا إلى أعلى مستويات الثقافة بفضل النجوم المشهورين عالميا الذين استقدمهم لتقديم عروض في دار الأوبرا.
و تاريخ دار الأوبرا في فيينا ، وهي مؤسسة وطنية ، زاخر بقصص من هذا القبيل . وتحتفل دار الأوبرا بعيد ميلادها الـ 150 في عام 2019 ، ولكن لن يكون هناك حفل كبير. هذا العام ، فالهدف هو أن يتحدث الفن عن نفسه.
ومتحدثا عن فعاليات الاحتفال بذكرى تأسيس دار اوبرا فيينا ، قال المدير العام دومينيك ماير: "إنها سوف تستغرق ساعة واحدة ، وسوف يتم إلقاء ثلاث خطب ، ثم تنتهي".
ونظّم ماير العرض الأول لعيد ميلاد الأوبرا في 25 أيار/مايو: وبعد مرور 100 عام على أول عرض لأوبرا ريتشارد شتراوس بعنوان " امرأة بلا ظل" ، قاد كريستيان تيليمان إنتاج نسخة جديدة من اخراج فينسنت هوجيه غير المعروف نسبيا.
كانت أسماء طاقم الممثلين مالوفة كثيرا ، بما في ذلك ستيفن جولد وكاميلا نيلوند وإيفلين هيرليتيوس ونينا ستيم.
وخلال الاستعداد للفعالية ، سأل تيليمان عما إذا كانت فرقة الأوبرا لا تزال تحتفظ بالسجل الأصلي منذ عام 1919،فأجاب ماير بقوله "بالطبع، السجل مازال موجودا لدينا".
و الفرنسي ماير / 63 عامًا / مسؤول منذ عام 2010عن إدارة دار الأوبرا التي تقدم ألف عرض سنويًا بميزانية تبلغ حوالي 120 مليون يورو (134 مليون دولار) ..
وبالنسبة له ، كان من المهم أيضًا ألا تكون هذه الذكرى مناسبة قاصرة على 2300ضيف من كبار الشخصيات. وكان هذا هو السبب وراء تضمين البرنامج أيضًا حفلة موسيقية مجانية في الهواء الطلق أمام دار الأوبرا، والتي بسببها تم إغلاق شارع رنجشتراسه الشهير في فيينا أمام حركة المرور.
وتضم دار الأوبرا ، التي تقام فيها الفعالية الاجتماعية النمساوية السنوية الشهيرة ، أكبر عدد من المؤلفات الفنية في العالم. ولدى ماير وفريقه 120 عملاً موسيقياً و 62 رقصة باليه.
وإذا انسحب أحد المغنيين من العرض ، فإن الفرقة لديها المعدات
لثلاثة اعمال اوبرالية لتقديمها في الحالات الطارئة وهى "توسكا " ،و"اكسير الحب" ،و"دون باسكوال".
وقال مدير الشؤون الفنية بيتر كوزاك " اذا حدثت حالة طارثة وسط النهار ، فإنه يمكننا عرض هذه الاعمال الثلاثة في الساعة السابعة مساء".
وبحسب هربرت كرامر من الفريق الفني ، يتطلب الإنجاز الضخم المتمثل في عرض 55 أوبرا و 10 رقصات على المسرح في الموسم الحالي مهارات 340 فردا من الكوادر الفنية. وتضم هذه الكوادر منجدين ونجارين ورسامين وصانعي أقفال وحتى صانع احبال.
وقال "إذا كان الوضع المالي في حالة جيدة ، فسوف نحصل على أشخاص سيئين للغاية" ، في إشارة إلى ساعات العمل غير الجذابة في كثير من الأحيان.
وأحدث فضيحة هزت دار الأوبرا كانت تتعلق بأكاديمية الباليه في دار الأوبرا . وتم اتهام معلمة تم فصلها منذ ذلك الحين ، بالتحرش بالطلاب وإساءة معاملتهم. ويتردد أن الإذلال والعنف والترهيب انتشر على نطاق واسع تحت قيادتها.
ومع ذلك ، فإن ما لا جدال فيه هو جاذبية راقصي الفرقة ، حيث أن أداءهم يجذب نسبة حضور تبلغ 88ر99 في المئة - وهذه النسبة أعلى ، حتى من نسبة حضور الجمهور عروض الأوبرا التي تبلغ 37ر99 في المئة.
وادخل عرض اوبرا بحيرة البجعة في عام 1964الفرقة في
موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعد أن طالب الجمهور المنبهر بالأداء من الممثلين الاصطفاف على خشبة المسرح 89 مرة بعد انتهاء العرض لتحيتهم على أدائهم .
ويعنى ارتفاع الطلب على التذاكر في دار أوبرا فيينا أن العديد من عشاق الأوبرا مستعدون للوقوف في طوابير لساعات للحصول على تذكرة واحدة من 500 تذكرة مخصصة للاماكن التي يقف فيها المشاهدون فقط بعد نفاد التذاكر الخاصة بالمقاعد ، و تبلغ قيمة التذكرة الواحدة للاماكن المخصصة للوقوف 10 يورو.
ومتحدثا عن المرة التي ذهب فيها للحصول على تذكرة للأماكن المخصصة للمشاهدين الواقفين ، قال المغني ميشائيل شاد "لم اشاهد مطلقا مجموعة من الأشخاص كان لديهم تصميم قوي ، ومتحمسين و مخلصين للغاية، وفي الوقت نفسه كانت تصرفاتهم وقحة".
وقوبل قرار الفرقة بتنظيم العرض العالمي الأول في عام 2018 بعد توقف دام ثماني سنوات بتقييمات متباينة. كان من المفترض أن تتناول اوبرا "دي فايدين" ، للمخرج يوهانس ماريا شتود،الخطر
الذي تمثله الحركات المتطرفة والشعبوية اليمينية على الديمقراطية ، لكنها تعرضت لاتهامات باحتواء الكثير من الأفكار المبتذلة التي عفا عليها الزمن .
واوبرا فيينا الحكومي يطاردها النقد . وبحلول الوقت الذي تم فيه افتتاح المبنى في 25 آيار/مايو 1869 ، كان مهندساها المعماريان ،أوجست زيكارد فون، وادوارد فان دير نول، قد توفيا.
وانتحر فان دير نول لانه لم يستطع تحمل النقد العام لمبنى الاوبرا .
فقد كانت الشوارع المحيطة بدار الأوبرا أعلى بمقدار متر واحد مما كان مخططًا لها في الأصل، مما ادى إلى اطلاق الاسم المستعار المهين "الصندوق الغارق" على المبنى الجديد . وتوفي المهندس المعماري المشارك له بعد فترة ليست بالطويلة جراء الاصابة بمرض الرئة.
وتحكي الأسطورة أن الإمبراطور فرانز جوزيف الأول ، أحد أشد منتقدي المبنى ، تخلى عن تعليقاته اللاذعة بسبب وفاة المهندسين الاثنين ،ولجأ بعد ذلك فصاعدا إلى استخدام عبارات متداولة مثل" إنه كان جميلا للغاية وكنت سعيدا به"

ماتياس رويدر
الاربعاء 19 يونيو 2019