نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


المترجمون... مبدعون منسيون




فرانكفورت -"كلما اجتهدت، كلما انخفض الأجر"، هذا ما تقوله الألمانية كارين بيتس، التي تعمل مترجمة، وتعاني من نفس المشكلة التي يعاني منها رفاق المهنة.


وتقول المترجمة: "يتم حساب الأجر بناء على عدد الصفحات، وليس حسب الوقت المستخدم في الترجمة". وترجمت بيتس، الخبيرة في علم الصينيات، 15 كتابا، على مدى السنوات العشر الماضية. وقد احتاجت بيتس ثلاث سنوات لترجمة رواية "الميلاد الجديد للنمل"، للمؤلف لياو يفوس، واحتاجت أكثر من عام لترجمة كل جزء من الكتب الضخمة للمؤلف الصيني، ليو تسي شين، المشهور بمؤلفات الخيال العلمي. وتحب المترجمة عملها، وتتحدث أيضا اليابانية والاسبانية والإيطالية والإنجليزية والفرنسية، وتقول: "العمل مع اللغة والثقافة، عثرت هنا على رسالتي، بعض الشيء". ولكنها لا تغتني من وراء الترجمة، "فمن الصعب العيش على الترجمة وحدها". وتوضح المترجمة الألمانية أنها تحسن "وضعها الوظيفي الحساس" من خلال أموال الجوائز و المنح التي تحصل عليها والأعمال الإضافية التي تقوم بها إلى جانب الترجمة. وتابعت بيتس: "المترجمون أصحاب ملكية فكرية.. ولكنهم يداسون لدى دور النشر تحت عجلات تكاليف الطبع، وهي التكاليف التي يريد الناشرون خفضها قدر الإمكان". وقالت الكاتبة النرويجية، اِريكا فاتلاند، على هامش افتتاح معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، مساء أمس الأول الثلاثاء،: "المترجمون الذين يتعرضون كثيرا للتجاهل هم أبطال الأدب الذين أتعامل معهم يوميا". ويشتكي الاتحاد الألماني لمترجمي الأعمال الأدبية والعلمية من أن المترجمين لا يحظون بأجور كافية أو تقدير كاف. ويضم الاتحاد في عضويته نحو 1300 مترجم، لا يحصل كل منهم من الترجمة على ما يكفيه للحياة. أظهر استطلاع للرأي أن متوسط الدخل السنوي للمترجم في ألمانيا كان عامي 2017 و 2018 أقل من 20 ألف يورو، أي نحو نصف متوسط الدخل في ألمانيا. وتوصل الاتحاد قبل خمس سنوات لاتفاق مع دور النشر، لضوابط بشأن أجور المترجمين، وأصبح "الأجر الأساسي" لترجمة "الصفحة العادية" يبلغ 19 يورو، على ألا يقل عن 15 يورو، ولا يزيد عن 23 يورو للصفحة بالنسبة للترجمات المجهدة بشكل خاص. ولكن ذلك لا يطبق في الواقع، "والشركات الكبيرة، بشكل خاص، هي التي تخالف حقنا في الحصول على أتعاب مناسبة"، حسب المتحدث باسم الاتحاد الألماني لمترجمي الأعمال الأدبية والعلمية، كريستل كرونينج. وأتعاب المترجمين في تراجع، حيث أصبحوا يحصلون على أجر أقل بـ 40ر3 يورو للصفحة في المتوسط، بعد استبعاد آثار التضخم، رغم أن من حقهم، وفقا لقانون الملكية الفردية، الحصول على أجر "مناسب"، وهو ما أكدته المحكمة الاتحادية في ألمانيا في العديد من أحكامها. ووفقا للاتحاد الألماني لمترجمي الأعمال الأدبية والعلمية فإن معظم المترجمين يخافون من المطالبة بهذا الأجر المناسب، ربما خوفا من عدم الحصول بعد ذلك على مهام ترجمة. وتقول المترجمة الألمانية، بيتس: "لدينا مسؤولية، تجاه النص وتجاه المؤلف"، مشيرة إلى أن القراء ودور الناشر لا يعرفون في الغالب مدى الجهد الذي يبذل في الترجمة، "فليست هناك ترجمات حرفية، أنا لا أترجم الكلمة، بل المعنى". كما توضح المترجمة أن هدفها خلال الترجمة هو أن يتولد لدى القارئ الألماني نفس الإحساس الذي يشعر به القارئ الصيني عند قراءة النص الأصلي. ولذلك فإن المترجمة تجتهد مع كل لفظ، ولكنها تدرك رغم ذلك أنه "لا يوجد حل كامل، فهناك قرار يستند إلى إحساسي بالنص وتحليلي له". ويسعى اتحاد "مسرح القراءة العالمي" لتوضيح هذا العناء للقراء، حيث تنظم فعالية بعنوان "المترجم الشفاف"، يعمل مترجمون خلاله علنا، أمام جمهور، في ترجمة أحد النصوص، ويتناقشون مع الجمهور بشأن الحلول الممكنة. ويمكن متابعة مثل هذه الفعالية خلال معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. وقد ساهمت عدة جوائز أيضا في تحسين "رؤية" المترجمين، منها جائزة باول سيلان التي تبلغ قيمتها 20 ألف يورو، والتي حصلت عليها المترجمة الإيطالية، أنيته كوبيتسكي، خلال معرض فرانكفورت. وأصبحت دور النشر تضع اسم المترجم في صفحة العنوان الداخلية، بعد أن كان يوضع في الصفحة الأخيرة. والمترجمة كارين بيتس من المترجمين الذين يحبون الخروج من ظل المؤلف "من أجل أن يراهم الجمهور بشكل واضح"، حيث اعتادت أن تتلو ترجماتها من وقت لآخر على مسمع جمهور، وأن تُقدِم لفعاليات ثقافية. ولكن منظمي هذه الفعاليات يرفضون عرضها في كثير من الأحيان، "وبدلا من ذلك يتفقون مع ممثلين بأجر باهظ، رغم أنهم لا يستطيعون نطق الأسماء الصينية بشكل صحيح".

زاندر تراونر
الجمعة 18 أكتوبر 2019