نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


الهياكل الروبوتية ..هل تصنع مستقبل الأعمال اليدوية بالعالم؟




دودرشتات (ألمانيا) - لا يزيد وزن أو حجم الإطار الذي يرتديه سونكه رويسينج على ظهره عن وزن حقيبة الظهر التقليدية أو حجمها، ولا يبدو ملفتا للنظر إلى حد كبير.


ولكن روسينج، الذي يعمل مطورا بشركة "أوتوبوك" الالمانية للأطراف الصناعية، يتعهد بأن هذه التقنية التي تعتمد في مجملها على القضبان والكابلات، يمكنها أن تعود بالفائدة على أرباب الأعمال اليدوية، وكذلك على هواة أداء الإصلاحات المنزلية البسيطة اعتمادا على أنفسهم. وسواء كان الأمر يتعلق بطلاء الحوائط أو تشذيب أسوار النباتات حول المنزل أو إصلاح شيء ما في مكان مرتفع بالبيت، فإن الهياكل الروبوتية الخارجية سوف تجعل المسألة أكثر سهولة. وحتى وقتنا هذا، ترتبط الهياكل الروبوتية الخارجية في المقام الأول بالأمور التكنولوجية الدقيقة التي تستخدم في إعادة تأهيل المعاقين، ولكن هذه التقنية أصبحت تثير اهتمام أصحاب الأعمال بشكل متزايد، كما أن بعض أنواع هذه الهياكل أصبحت بالفعل مدمجة بشكل أكبر على نحو يسمح باستخدامها في الحياة اليومية. وتتيح هذه التقنية الجديدة إمكانيات كثيرة، حيث يمكن استخدامها لتخفيف الثقل عن الذراعين أثناء القيام بعمل ما في مكان مرتفع، أو في رفع الأشياء الثقيلة، ولكن ما إذا كانت هذه الهياكل هي بمثابة معجزة لتقليل إحتمالات الإصابة أو الحد من الإجهاد أثناء أداء الأعمال اليدوية إم لا.. فإن هذه المسألة لم تتأكد بعد من الناحية العلمية. وأمضى روسينج وشركة أوتوبوك ستة أعوام في تطوير النموذج "باكسو" قبل طرحه في الأسواق قبل عدة أشهر. وفي عام 2012، جاءت شركة فولكسفاجن إلى مقر أوتوبوك للبحث عن وسيلة لمساعدة عمالها في أداء مهام على ارتفاع أعلى من مستوى الرأس، لأن هذه النوعية من الأعمال تسبب إجهادا للأكتاف والأجزاء العلوية من الذراعين. وبعد إجراء اختبارات على نماذج من هياكل خارجية ثقيلة تعمل بشكل هيدروليكي، قامت أوتوبوك بتطوير منظومة أصغر حجما وأخف وزنا. وتتكون هذه المنظومة الجديدة من مفصلات دوارة يتم تثبيتها في حزام حول منطقة الفخذ، ويخرج منها قضيبان معدنيان متصلان بمفصلات علوية يمكنها القيام بدور الأكتاف، وتتصل هذه المفصلات بقضبان تثبت على الجزء العلوي من الذراعين. وبمساعدة مجموعة من الكابلات، يتم تحويل الأحمال من الذراعين بشكل مباشر إلى منطقة الارداف بدون أي عبء على الظهر أو الكتفين. ويوجد في الوقت الحالي شركات أخرى بجانب أوتوبوك تجري اختبارات على الهياكل الروبوتية الخارجية. وفي ألمانيا على سبيل المثال، هناك شركة "جيرمان بيونيك سيستمز" التي تعمل على تطوير نموذج يخفف الضغط بشكل فعلي عن الجزء السفلي من الظهر. ولكن هل تستطيع هذه الهياكل الخارجية أن تقدم بالفعل العلاج السحري لإصابات الكتفين والظهر والركبتين؟ ويقول ساشا فيشنيفسكي من المعهد الاتحادي الألماني للسلامة المهنية والصحة: "في الوقت الحالي، هناك مناقشات محتدمة حول هذه المسالة في المجتمع العلمي". والفيصل في هذه المسألة هو ما إذا كانت هذه الأنظمة تدعم الجسم فعليا أم أنها تعيد توزيع الضغوط فحسب. ويرى بنجامين شتاينهيلبر من المستشفى الجامعي في مدينة توبينجن الألمانية أنه "عادة ما يتم إعادة توجيه الأحمال إلى أماكن أخرى في الجسم"، مضيفا أنه "من الصعب تقييم ما إذا كانت زيادة المجهود البدني قد تؤدي إلى حدوث إصابة في مكان آخر بالجسم". وأصعب ما يحول دون إجراء التقييم هو أن هذه التقنية حديثة للغاية، ومن الصعب تحديد تأثيرها على المدى البعيد. وذكر فيشنيفسكي أنه "بالنسبة لنا، من المهم أيضا أن نعرف، مع وجود الهياكل الخارجية التي تعمل بدون مصدر كهربائي، والمطروحة في الأسواق حاليا، ما إذا كان سيتم تصنيفها باعتبارها نوعا من الأدوات، أو جهازا وقائيا خاصا للموظفين". ويقول إن الشركات تعمل في الأساس من أجل توفير أماكن عمل لا تحتاج إلى هذه النوعية من الهياكل الخارجية للعاملين لديها. وأوضح قائلا إن "الهيكل الخارجي لا يجب أن يكون أول ما نفكر فيه عند تأسيس مكان عمل ما، حيث أنه لابد أن يستخدم فقط عندما لا تكون هناك بدائل أفضل من ناحية تقنيات الهندسة الطبية". ويتفق شتاينهيلبر من هذا الرأي، وينصح الشركات بعدم التخطيط للاعتماد على الهياكل الخارجية كوسيلة للمساعدة مع كافة الأنشطة التي تقوم بها. وعلاوة على ذلك، هناك مجال واسع للتطوير فيما يتعلق بوزن الهياكل الخارجية، وكذلك الأماكن التي تلامس فيها جسم الانسان. وأضاف: "على المدى القصير، لا اعتقد أن الهياكل الخارجية سوف تتحسن لدرجة تسمح بارتدائها لمدة ثماني ساعات في مكان العمل". ولكن شركة أوتوبك ترى أن هذا هو الحال بالفعل. وتقول الشركة "في أماكن العمل التي يتم فيها معظم المهام على ارتفاع الرأس أو حتى الكتفين، يرتدي العمال الهياكل الخارجية لفترات تصل إلى ثماني ساعات". وأضافت الشركة المتخصصة في تصنيع الأطراف الصناعية أنها أزاحت النقاب بالفعل عن نموذج تم تسليمه إلى ثلاثين عميلا، وأن عملاء آخرين استعلموا بالفعل هذا النموذج. وبالنسبة لجميع عملاء أوتوبك، فإن الشيء المهم هو التأكد من أن قوة العمل لديها التي تزداد عمرا تحتفظ بصحتها بمساعدة هذه الأنظمة التقنية الحديثة. ويتمثل الحلم الكبير بالنسبة لروسينج في ابتكار هيكل خارجي لرجل البيت الذي يبحث عن بعض الدعم أثناء أداء بعض الإصلاحات داخل المنزل، بحلول كانون أول/ديسمبر المقبل. ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا الحلم سوف يتحقق بحلول نهاية 2019 أو لا، ولكن ما زالت هذه الهياكل الخارجية بعيدة عن متناول غالبية الأشخاص العاديين نظرا لأن أسعارها تصل إلى 4900 يورو (5560 دولار) للقطعة الواحدة.

فابيان نيتشمان
الجمعة 19 أبريل 2019