نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


انتشار السلاح في سورية ...وقتلى وخسائر في افراح السوريين




دمشق - في معاركهم بين بعضهم لا تسمع سوى ازيز الرصاص، وفي أفراحهم وأحزانهم يطلقون الرصاص وفي مناسباتهم الخاصة والعامة ايضاً الرصاص سيد الموقف وكأن ما حل ببلادهم لا ينقصه سوى الرصاص . رصاص تقذفه فوهات اسلحتهم ولكنه يأبه إلا أن يعود إليهم حاملاً لهم الأضرار البشرية والمادية ولا تكاد تمر مناسبة إلا وتكون هناك ضحايا بسبب إطلاق الرصاص .


بداية العام الجديد وكما في كل عام كان هناك ضحايا وتحولت أغلب المدن والقرى السورية مع الدقائق الأولى من نهاية وبداية العام إلى ساحة حرب حقيقية حيث أُطلق ملايين الرصاص وكأن لا ينقص هذه البلد سوى الرصاص . وقال وزير الثقافة السوري السابق المحامي عصام خليل الذي يعيش في قرى محافظة طرطوس " قبل دقائق من بداية العام الجديد وفي قرية صغيرة من قرى طرطوس أطلق رصاص يكفي لتحرير محافظة إدلب لكنه لم يصب سوى الأبرياء الذين كانوا في نطاق حماقته". واضاف خليل لوكالة الانباء الالمانية " كثرة السلاح والرصاص حولت الكثر من افراحنا إلى جحيم إن كان بقصد أو بدون قصد ، كل عامٍ وبلادنا أكثر عزة وفرحاً كل عام وبعضنا أقل حماقة ". ووفق مصادر في وزارة الداخلية السورية " بلغ عدد الإصابات جراء إطلاق النار في احتفالات رأس السنة الميلادية إلى إصابة 71 شخصا على الأقل في سورية إثر إطلاق النار العشوائي الذي وقع في العديد من المحافظات، خلال الدقائق الأولى من عام 2019. وبحسب المصدر فقد قُتل شاب نتيجة إطلاق الرصاص العشوائي في مدينة اللاذقية، كما قُتل شاب آخر في مدينة طرطوس، إضافة إلى 16 إصابة ناجمة عن الرصاص العشوائي منها 11 في مدينة بانياس و أضرار مادية كبيرة جداً اغلبها طال زجاج المنازل والسيارات والمحال التجارية " وفي محافظة السويداء جنوب سورية أصيب ثلاثة اشخاص مدنيين بينهم فتاة جراء إطلاق الرصاص العشوائي ليلة رأس السنة . وبحسب مصدر طبي في المحافظة فقد أُصيبت فتاة من قرية الطيبة بطلق ناري في الصدر نافذ لجدار البطن، وشابَّان آخران بمدينة السويداء أحدهما إصابة بمشط القدم الأيمن والآخر باليد اليسرى". وفي مدينة القامشلي شمال شرق سورية التي تخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي أصيبت طفلة بطلق ناري طائش بالبطن وشاب في كتفه جراء إطلاق الرصاص بشكل عشوائي في احتفالات رأس السنة. وبحسب المصدر في الداخلية السورية لوكالة الانباء الالمانية " ارتفع عدد الاصابات هذا العام بثلاثة اضعاف عن العام الماضي ، خلال احتفالات العام 2018 قتل ثلاثة اشخاص وأُصيب نحو 25 آخرين وفي هذا العام ثلاثة قتلى واكثر من 71 اصابة ". وتصدر وزارة الداخلية السورية بيانا في كل المناسبات تدعو خلاله إلى عدم إطلاق الرصاص ، والابتعاد عن المظاهر التي وصفتها بأنها " غير الحضارية " مثل استخدام المفرقعات والألعاب النارية وإطلاق العيارات النارية بمناسبة رأس السنة الميلادية " . ووحدات قوى الأمن الداخلي ومراكز شرطة الطرق العامة في حالة جهوزية تامة لإنفاذ القوانين وتلقى الشكاوى وتلبية مختلف النداءات وتقديم المساعدة اللازمة عند الطلب حرصا على السلامة العامة". انتخابات الرئاسة في سورية و محاولة الانقلاب الرئاسي في تركيا بعد اعلان فوز الرئيس السوري بشار الاسد في انتخابات حزيران / يونيو 2014 شهدت دمشق والمدن السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري اطلاق رصاص كثيف ادى إلى اصابات العشرات في المدن السورية بينهم مصور يحمل الجنسية المصرية يعمل مع وكالة انباء صينية أصيب خلال إعلان النتائج برصاص طائش ادى لمقتله. من إعلان الفوز الرئاسي في سورية إلى محاولة انقلاب رئاسي في تركيا يقول زياد احمد الذي يعيش في دمشق " في يوم 15 تموز/ يوليو 2017 فجأة سمعنا اصوات إطلاق رصاص كثيف جداً في مدينة دمشق وريفها ، وكانت الكهرباء مقطوعة ، ولا نعلم ما سبب إطلاق الرصاص كان المشهد مرعباً ...نسمع أصوات إطلاق رصاص ولا نعلم السبب واختبأ الأهالي في بيوتهم نظراً لكثافة إطلاق الرصاص خاصة من القطع والحواجز العسكرية المحيطة بالمدن ، ثم علمنا بأن انقلاباً جرى في تركيا ، وكانت الخسائر عشرات المصابين وآلاف السيارات والمنازل التي تعرضت لأضرار بسبب الرصاص الطائش ". ظاهرة إطلاق الرصاص لا تتوقف عند منطقة بل شملت كل المناطق السورية ، فقد كانت أكثر في بعض المناطق التي خارج سيطرة الدولة السورية .بل تحولت تلك المناطق إلى مستودعات سلاح وأصبح بيع الأسلحة في الشوارع مثل بيع أي بضاعة أخرى ، وبذلك أصبحت قطع السلاح في متناول الجميع . عروس الدوشكا ... يقول محمد عبد الهادي/ 54 عاماً / وهو معلم في محافظة الرقة " بعد سيطرة فصائل المعارضة على مدينة الرقة تحولت المدينة إلى سوق لبيع الأسلحة القادمة من العراق وتركيا إضافة إلى وجود عشرات الفصائل العسكرية في المحافظة وتحولت المدينة إلى فوضى سلاح بيد اشخاص بعضهم أطفال ". ويضيف " حالة الفوضى التي شهدتها مدينة الرقة خلال سيطرة الفصائل لم يسبق لها مثيل في كل سورية ولكن كل هذه الفوضى انتهت بعد سيطرة تنظيم داعش التي منعت حمل السلاح وإطلاق الرصاص بشكل كامل ، وخلال فترة سيطرة التنظيم على المحافظة لم نسمع طلقة رصاص واحدة في مناسبة ما ". فوضى السلاح ... في محافظات ادلب وريف حلب وحماة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة تنتشر الأسلحة بشكل كبير جداً بل أصبح حمل السلاح موضة لدى البعض . ويقول قائد عسكري في جيش ادلب الحر " انتشار السلاح في المناطق المحررة بدلاً من أن يكون ضرورة للدفاع عن الأهالي أصبح فوضى وجلب كوارث على الاهالي ، فقد كانت تحدث مشاجرات بين الأهالي تنتهي ببعض الخدوش والجروح ، ولكن بسبب وجود السلاح ، ربما يسفر خلاف بسيط عن قتلى وجرحى ، وقد شهدت المناطق المحررة عشرات الحوادث". ويضيف القائد العسكري " في حفلة زفاف اطلق أحد قادة الفصائل رصاصا أعتقد انه أكثر من رصاص أطلق في تحرير معسكر وادي الضيف والحمامدية ". ويرى القائد العسكري أن " المشكلة الكبرى هي في انتشار محلات لبيع الأسلحة في المناطق المحررة وهذه ساعدت على انتشار السلاح وخاصة بيد شباب صغار السن ، إضافة إلى وضع تلك الأسلحة في مستودعات داخل الأحياء السكنية فقد انفجر مستودع سلاح موجود في أسفل بناء ببلدة سرمدا بريف ادلب منتصف شهر اب / اغسطس الماضي خلف حوالي 40 قتيلاً وأكثر من مئة جريح ودمر مبنى مكون من 4 طوابق بشكل كامل ". بلدة الشحيل وانتشار السلاح تقع بلدة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي وسيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية قبل أكثر من عام ، ونظراً لانتشار السلاح في هذه البلدة وتكرار حوادث إطلاق النار من قتلى وجرحى قرر الاهالي منع إطلاق النار . وقال عضو في مجلس دير الزور المدني التابع لمجلس سورية الديمقراطي لـ ( د. ب. أ ) أن " وجهاء البلدة أصدروا منتصف شهر تشرين أول / اكتوبر الماضي بياناً حمل توقيع جميع وجهاء البلدة تضمن منع إطلاق الرصاص في الأفراح ومختلف المناسبات ، وفرض غرامات مالية كبيرة بين من خمسة إلى عشرة ملايين ليرة سورية ( 10- 20 الف دولار امريكي) لكل من يصيب مدنياً بعيارات نارية في الأفراح أو المناسبات، وتعريضه للمسؤولية دون أن يكون له أي عذر أو شفقة ". وفي حقيقة الأمر لا أحد يملك في سورية أرقاما دقيقة ولا حتى تقريبيه لعدد قطع السلاح الموجودة في سورية .ويقول البعض أن عدد قطع السلاح ربما تفوق عدد سكان سورية من هم في داخل البلد والذين غادروها بسبب السلاح والحرب

خليل هملو
السبت 9 فبراير 2019