وقام مجهولون في باريس بتلطيخ صوراً للسياسية سيمون فايل إحدى الناجيات من الهولوكوست، في حين شوهد بعض المشاركين في تظاهرات "السترات الصفراء" وهم يؤدون تحية هتلر، وتبع هذا المشهد تدنيس المدافن اليهودية في الألزاس.
ومن ثم ساد الارتباك والحيرة بلدة كواتينهيم الصغيرة بسكانها الـ800 ومنازلها الجميلة بأُطرها الخشبية لأسبوع آخر بعد الحادثة. وعلقت إحدى السكان، البالغة من العمر 83 عاماً، أثناء مرورها بالبلدة في يوم مشمس: "ياللخزى والأسف" وأضافت في حنق: "كان المسيحيون واليهود يعيشون هنا دائماً في سلام ولم يتبق الآن سوى عائلة يهودية واحدة، والراقدون هنا من الموتى لم يفعلوا شيئاً يُبرر هدم قبورهم. وقد أجمع من في القرية على ذات السؤال الذي تردد صداه: "من أين تأتي الكراهية؟".
تسعى الحكومة الفرنسية بدورها لإيجاد إجابات وحلول لهذا السؤال. وقد أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون مؤخراً عن بعض التدابير وأشار إلى أن إدارته تقوم بإعداد تشريع يهدف لمحاربة الكراهية عبر الانترنت محتذياً باللائحة الألمانية كنموذج. وذهب ماكرون كذلك إلى أن هناك ثلاث جماعات يمينية متطرفة في فرنسا يجب حلها. إحداها، جماعة المعقل الاجتماعي، التي تقوم على أفكار حركة الهوية. وقد انذرت هذه الجماعة، التي نشأت في ليون ولها قاعدة قوية في الألزاس، بنهاية الثقافة الغربية.
لا يبدي فالنتين ليندر، رئيس الجماعة البلغ من العمر 24 عاماً، أي تأثر بالتهديد بالحظر والذي من شأنه أن يُثقل على حركته أو جماعته، لأنه باختصار لن تستطيع الحكومة منع الأفكار، مؤيداّ هذه الفكرة بالكلمات التالية: "يتوجب علينا فقط أن نقوم بتغيير العلم". وُذكر أن هناك بعضا من اتباع المعقل الاجتماعي قاموا باحتلال منزلين قديمين لما يقرُب من اسبوعين في انتزهيم. و اقترحوا إيواء "الفرنسيين في البؤس" في إحداهما، في حين أن المنزل الآخر كان يجب حمايته من تهديد الهدم المزعوم. وكان علم الجماعة الذي يحوى برج تنبثق منه الأشعة يرفرف حتى اللحظة الأخيرة فوق سطح أحد المنازل؛ إلا أن المحافظة قد أفادت بإخلاء المباني بعد أيام.
ويرى ليندر أنه من الخطأ الربط بين حركته وبين زيادة الكراهية لليهود، موضحاً أن جماعته ليست معادية للسامية بل هي "ثورية قومية" ومعادية للصهيونية، ومعقباً بأنه ربما يبحث ماكرون عن كبش فداء.
ومع ذلك يشير الخبراء إلى أن حركات اليمين المتطرف ليست إلا أحد الأسباب التي تفسر العدائية تجاه اليهود. وقد شدد فيريك بوتيه، المسؤول عن معاداة السامية في الحكومة الفرنسية، في لقاء له مع وكالة الأنباء الفرنسية ، على وجود معاداة السامية الإسلامية التي تأسست بالفعل، مضيفاً أن الزيادة المسجلة خلال عام 2018 تأججت مع عودة اليمين المتطرف بثقته غير العادية، التي لن تؤثر على فرنسا فحسب بل سيمتد تأثير هذه الظاهرة إلى بلدان أخرى كإيطاليا والولايات المتحدة.
يصرح أيضاً المؤرخ مارك كنوبل في حوار لجريدة "ليبيراسيون" اليومية: "نحن نعُد لنوع جديد من تعزيز معادة السامية التقليدية" مشيراً في هذا السياق لما يدور حول الارتباط المزعوم بين اليهود والمال تماماً كما حدث من قبل في الثلاثينيات. كما ذكر كنوبل الشائعات التي اثيرت حول التحاق ماكرون بالعمل في بنك روتشيلد قبل الشروع في مسيرته السياسية. و روتشيلد هي عائلة معروفة من المصرفيين اليهود.
في الوقت ذاته تُظهر استطلاعات الرأي أن أكثر من فرد من كل خمسة مواطنين فرنسيين يعتقدون في وجود مؤامرة يهودية عالمية، وتنتشر هذه النظريات على نطاق واسع بين اتباع "السترات الصفراء".
غير أن كواتينهيم ليست أول مقبرة يهودية يتم تدنيسها في فرنسا فظاهرة معاداة السامية في هذا البلد ليست بالجديدة. وطبقاً للمؤرخ كنوبل، فإن ازدياد حوادث المعاداة للسامية في العقود الاخيرة كانت في أغلب الأحيان مرتبطة بازدياد وتيرة عنف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
إن الغضب تجاه حكومة إسرائيل تم توجيهه في فرنسا صوب اليهود، وأورد جريدة "ليبيراسيون" في هذا الصدد كلمات تلخص الموقف كالتالي: لا تزال التوترات في الشرق الأوسط مستمرة إلا أنها في عام 2018 أصبحت أقل تطرفاً مقارنةً بالأعوام السابقة. وعلى أية حال فقد كان هناك تزايد كبير في الأفعال المعادية للسامية.
إلا أنه في هذه الأثناء تم محو الصلبان المعقوفة على شواهد القبور في كواتينهيم، بينما ظلت الحيرة والارتباك على حالهما يخيمان على الأجواء
ومن ثم ساد الارتباك والحيرة بلدة كواتينهيم الصغيرة بسكانها الـ800 ومنازلها الجميلة بأُطرها الخشبية لأسبوع آخر بعد الحادثة. وعلقت إحدى السكان، البالغة من العمر 83 عاماً، أثناء مرورها بالبلدة في يوم مشمس: "ياللخزى والأسف" وأضافت في حنق: "كان المسيحيون واليهود يعيشون هنا دائماً في سلام ولم يتبق الآن سوى عائلة يهودية واحدة، والراقدون هنا من الموتى لم يفعلوا شيئاً يُبرر هدم قبورهم. وقد أجمع من في القرية على ذات السؤال الذي تردد صداه: "من أين تأتي الكراهية؟".
تسعى الحكومة الفرنسية بدورها لإيجاد إجابات وحلول لهذا السؤال. وقد أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون مؤخراً عن بعض التدابير وأشار إلى أن إدارته تقوم بإعداد تشريع يهدف لمحاربة الكراهية عبر الانترنت محتذياً باللائحة الألمانية كنموذج. وذهب ماكرون كذلك إلى أن هناك ثلاث جماعات يمينية متطرفة في فرنسا يجب حلها. إحداها، جماعة المعقل الاجتماعي، التي تقوم على أفكار حركة الهوية. وقد انذرت هذه الجماعة، التي نشأت في ليون ولها قاعدة قوية في الألزاس، بنهاية الثقافة الغربية.
لا يبدي فالنتين ليندر، رئيس الجماعة البلغ من العمر 24 عاماً، أي تأثر بالتهديد بالحظر والذي من شأنه أن يُثقل على حركته أو جماعته، لأنه باختصار لن تستطيع الحكومة منع الأفكار، مؤيداّ هذه الفكرة بالكلمات التالية: "يتوجب علينا فقط أن نقوم بتغيير العلم". وُذكر أن هناك بعضا من اتباع المعقل الاجتماعي قاموا باحتلال منزلين قديمين لما يقرُب من اسبوعين في انتزهيم. و اقترحوا إيواء "الفرنسيين في البؤس" في إحداهما، في حين أن المنزل الآخر كان يجب حمايته من تهديد الهدم المزعوم. وكان علم الجماعة الذي يحوى برج تنبثق منه الأشعة يرفرف حتى اللحظة الأخيرة فوق سطح أحد المنازل؛ إلا أن المحافظة قد أفادت بإخلاء المباني بعد أيام.
ويرى ليندر أنه من الخطأ الربط بين حركته وبين زيادة الكراهية لليهود، موضحاً أن جماعته ليست معادية للسامية بل هي "ثورية قومية" ومعادية للصهيونية، ومعقباً بأنه ربما يبحث ماكرون عن كبش فداء.
ومع ذلك يشير الخبراء إلى أن حركات اليمين المتطرف ليست إلا أحد الأسباب التي تفسر العدائية تجاه اليهود. وقد شدد فيريك بوتيه، المسؤول عن معاداة السامية في الحكومة الفرنسية، في لقاء له مع وكالة الأنباء الفرنسية ، على وجود معاداة السامية الإسلامية التي تأسست بالفعل، مضيفاً أن الزيادة المسجلة خلال عام 2018 تأججت مع عودة اليمين المتطرف بثقته غير العادية، التي لن تؤثر على فرنسا فحسب بل سيمتد تأثير هذه الظاهرة إلى بلدان أخرى كإيطاليا والولايات المتحدة.
يصرح أيضاً المؤرخ مارك كنوبل في حوار لجريدة "ليبيراسيون" اليومية: "نحن نعُد لنوع جديد من تعزيز معادة السامية التقليدية" مشيراً في هذا السياق لما يدور حول الارتباط المزعوم بين اليهود والمال تماماً كما حدث من قبل في الثلاثينيات. كما ذكر كنوبل الشائعات التي اثيرت حول التحاق ماكرون بالعمل في بنك روتشيلد قبل الشروع في مسيرته السياسية. و روتشيلد هي عائلة معروفة من المصرفيين اليهود.
في الوقت ذاته تُظهر استطلاعات الرأي أن أكثر من فرد من كل خمسة مواطنين فرنسيين يعتقدون في وجود مؤامرة يهودية عالمية، وتنتشر هذه النظريات على نطاق واسع بين اتباع "السترات الصفراء".
غير أن كواتينهيم ليست أول مقبرة يهودية يتم تدنيسها في فرنسا فظاهرة معاداة السامية في هذا البلد ليست بالجديدة. وطبقاً للمؤرخ كنوبل، فإن ازدياد حوادث المعاداة للسامية في العقود الاخيرة كانت في أغلب الأحيان مرتبطة بازدياد وتيرة عنف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
إن الغضب تجاه حكومة إسرائيل تم توجيهه في فرنسا صوب اليهود، وأورد جريدة "ليبيراسيون" في هذا الصدد كلمات تلخص الموقف كالتالي: لا تزال التوترات في الشرق الأوسط مستمرة إلا أنها في عام 2018 أصبحت أقل تطرفاً مقارنةً بالأعوام السابقة. وعلى أية حال فقد كان هناك تزايد كبير في الأفعال المعادية للسامية.
إلا أنه في هذه الأثناء تم محو الصلبان المعقوفة على شواهد القبور في كواتينهيم، بينما ظلت الحيرة والارتباك على حالهما يخيمان على الأجواء