وتؤكد أكاديمية اللغة في أوروجواي أن كلمة جاوتشو مشتقة من مصطلح "هواتشو" والتي تعني في لغة السكان الأصليين اليتيم أو المتشرد إذ أنهم في بداياتهم كانوا يعيشون حياة التجوال وأحيانا يتخللها بعض العنف وتتميز بالإقدام والشجاعة. وأدخل المستعمرون الاسبان تحريفات على المصطلح إلى أن وصل إلى صيغته الحالية في أوروجواي والأرجنتين و"جاودريو" في جنوب البرازيل.
ومنذ آذار/ مارس الماضي تم اعتبار ثقافة الجاوتشو ضمن "التراث الثقافي للأمة" ولكن سكان أوروجواي يريدون الذهاب لأبعد من هذا ويتطلعون لأن تنضم الأرجنتين والبرازيل لمساعيهم لأن تدرجهم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على قائمة التراث الثقافي غير المادي. وتجري الجهود حثيثة على مستوى الاتحاد الدولي لتقاليد الجاوتشو، والذي يضم المؤسسات التقليدية من الدول الثلاثة بأمريكا الجنوبية حيث لا تزال هذه التقاليد قائمة وإن كانت قد تأقلمت مع مرور الزمن.
وقبل هذه المبادرات المؤسسية وعلى مدار عشر سنوات جاب المصور الأوروجوائي لويس فابيني أرجاء أمريكا الجنوبية للتقصي ورصد طبيعة وتفاصيل الحياة اليومية للمنحدرين من هذه السلالة في الوقت الحالي ورواية تفاصيلها.
في تصريحات لـوكالة الأنباء الألمانية (د .ب. أ) قال فابيني لدى عودته إلى مونتفيديو حيث سينطلق في رحلة جديدة في أنحاء القارة لأهداف فنية أخرى "خرجت بحثا عن رجل وحصان متأقلم مع الواقع الذي يعيش فيه".
وبحسب فابيني فإنه وجد خلال رحلته المثيرة الكثير من أوجه الشبه بين الجاوتشو ورعاة البقر في دول أخرى. وقال "الصلة بالأرض أمر أساسي. هناك صلة قوية تربطهم بالطبيعة".
يذكر الفنان الأوروجوائي أن الحصان دخل القارة على يد الإسبان وتأقلم على كل منطقة. وقال "هذا هو العامل المشترك بينهم جميعا. فبكل تأكيد سيتفاهم الجاوتشو مع راعي بقر أمريكي (كاوبوي) أو المكسيكي (المارياتشي) حتى لو لم تكن هناك لغة مشتركة للحوار فيما بينهم".
ورغم أن الكثيرين يعتقدون أن التقدم التكنولوجي والعادات الجديدة تمكنت من محو هذه التقاليد فإن هناك نحو 90 احتفالا بطول أوروجواي وعرضها تضم عشرات الآلاف من الجاوتشو. وتشير آخر البيانات المعروفة إلى أن الاحتفالات التي أقيمت في 2015 شهدت بيع مليوني تذكرة حضور أو مشاركة في هذه الفعاليات.
وتصل هذه الاحتفالات الحاشدة إلى مونتفيديو العاصمة التي تشهد في أسبوع الآلام أو بشكل عام في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل. يطلق عليها "الاحتفالات الكريولية"، وتقام في مساحة أرض فسيحة تقع على بعد عشر دقائق من وسط المدينة. وهناك يجري استعراض كل الفنون والمهارات التي يتمتع بها الجاوتشو إضافة إلى عرض المشغولات الحرفية الخاصة بكل قرية كجزء من جهود الحفاظ على تلك التقاليد التراثية والحرف التقليدية العريقة.
وتشمل تلك الاحتفالات استعراض الجاوتشو لقدراتهم على ترويض الخيول البرية في غضون ثوان في منافسات يحصل الفائز بها على جائزة إضافة إلى أنه يحظى بمكانة خاصة. ويطلق على هذه الاحتفالات "الزناتية" أو احتفالات الفرسان الخيالة، نسبة لأصل الكلمة "زناتي" أو فارس خيال، وهي قبيلة في تونس اشتهر أهلها بالبراعة في ركوب وترويض الخيل، ومنهم الزناتي خليفة الشخصية الملحمية التي ظهرت في رواية السيرة الهلالية.
ورغم ذلك فإن ترويض الخيول يعد من التقاليد القليلة التي تتباين بشأنها الآراء في المجتمع الأوروجوائي. وتقوم المنظمات المدافعة عن حقوق الحيوان سنويا بمظاهرات سلمية احتجاجا على ما تعتبره عمليات تعذيب غير ضرورية تتعرض لها الخيول.
جدير بالذكر أن ملحمة "الجاوتشو مارتين فييرو"، التي كتبها الأديب الأرجنتيني خوسيه إيرنانديث عام 1872 لتخليد هذه الشخصية الفلكلورية ومعاناتها وبطولاتها في أمريكا الجنوبية، تعد المرجعية الأساسية لكبار كتاب الأدب الناطق بالإسبانية في العالم الجديد أمثال خورخي لويس بورخيس، وخوليو كورتاثار، والذي صنع استقلالية هذا الإبداع الأدبي المتفرد. ويمكن العثور على أوجه شبه بينها وبين ملحمة أبو زيد الهلالي لما تضمه من عناصر معاناة البطل وغربته وعودته وانتصاره.
ومنذ آذار/ مارس الماضي تم اعتبار ثقافة الجاوتشو ضمن "التراث الثقافي للأمة" ولكن سكان أوروجواي يريدون الذهاب لأبعد من هذا ويتطلعون لأن تنضم الأرجنتين والبرازيل لمساعيهم لأن تدرجهم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على قائمة التراث الثقافي غير المادي. وتجري الجهود حثيثة على مستوى الاتحاد الدولي لتقاليد الجاوتشو، والذي يضم المؤسسات التقليدية من الدول الثلاثة بأمريكا الجنوبية حيث لا تزال هذه التقاليد قائمة وإن كانت قد تأقلمت مع مرور الزمن.
وقبل هذه المبادرات المؤسسية وعلى مدار عشر سنوات جاب المصور الأوروجوائي لويس فابيني أرجاء أمريكا الجنوبية للتقصي ورصد طبيعة وتفاصيل الحياة اليومية للمنحدرين من هذه السلالة في الوقت الحالي ورواية تفاصيلها.
في تصريحات لـوكالة الأنباء الألمانية (د .ب. أ) قال فابيني لدى عودته إلى مونتفيديو حيث سينطلق في رحلة جديدة في أنحاء القارة لأهداف فنية أخرى "خرجت بحثا عن رجل وحصان متأقلم مع الواقع الذي يعيش فيه".
وبحسب فابيني فإنه وجد خلال رحلته المثيرة الكثير من أوجه الشبه بين الجاوتشو ورعاة البقر في دول أخرى. وقال "الصلة بالأرض أمر أساسي. هناك صلة قوية تربطهم بالطبيعة".
يذكر الفنان الأوروجوائي أن الحصان دخل القارة على يد الإسبان وتأقلم على كل منطقة. وقال "هذا هو العامل المشترك بينهم جميعا. فبكل تأكيد سيتفاهم الجاوتشو مع راعي بقر أمريكي (كاوبوي) أو المكسيكي (المارياتشي) حتى لو لم تكن هناك لغة مشتركة للحوار فيما بينهم".
ورغم أن الكثيرين يعتقدون أن التقدم التكنولوجي والعادات الجديدة تمكنت من محو هذه التقاليد فإن هناك نحو 90 احتفالا بطول أوروجواي وعرضها تضم عشرات الآلاف من الجاوتشو. وتشير آخر البيانات المعروفة إلى أن الاحتفالات التي أقيمت في 2015 شهدت بيع مليوني تذكرة حضور أو مشاركة في هذه الفعاليات.
وتصل هذه الاحتفالات الحاشدة إلى مونتفيديو العاصمة التي تشهد في أسبوع الآلام أو بشكل عام في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل. يطلق عليها "الاحتفالات الكريولية"، وتقام في مساحة أرض فسيحة تقع على بعد عشر دقائق من وسط المدينة. وهناك يجري استعراض كل الفنون والمهارات التي يتمتع بها الجاوتشو إضافة إلى عرض المشغولات الحرفية الخاصة بكل قرية كجزء من جهود الحفاظ على تلك التقاليد التراثية والحرف التقليدية العريقة.
وتشمل تلك الاحتفالات استعراض الجاوتشو لقدراتهم على ترويض الخيول البرية في غضون ثوان في منافسات يحصل الفائز بها على جائزة إضافة إلى أنه يحظى بمكانة خاصة. ويطلق على هذه الاحتفالات "الزناتية" أو احتفالات الفرسان الخيالة، نسبة لأصل الكلمة "زناتي" أو فارس خيال، وهي قبيلة في تونس اشتهر أهلها بالبراعة في ركوب وترويض الخيل، ومنهم الزناتي خليفة الشخصية الملحمية التي ظهرت في رواية السيرة الهلالية.
ورغم ذلك فإن ترويض الخيول يعد من التقاليد القليلة التي تتباين بشأنها الآراء في المجتمع الأوروجوائي. وتقوم المنظمات المدافعة عن حقوق الحيوان سنويا بمظاهرات سلمية احتجاجا على ما تعتبره عمليات تعذيب غير ضرورية تتعرض لها الخيول.
جدير بالذكر أن ملحمة "الجاوتشو مارتين فييرو"، التي كتبها الأديب الأرجنتيني خوسيه إيرنانديث عام 1872 لتخليد هذه الشخصية الفلكلورية ومعاناتها وبطولاتها في أمريكا الجنوبية، تعد المرجعية الأساسية لكبار كتاب الأدب الناطق بالإسبانية في العالم الجديد أمثال خورخي لويس بورخيس، وخوليو كورتاثار، والذي صنع استقلالية هذا الإبداع الأدبي المتفرد. ويمكن العثور على أوجه شبه بينها وبين ملحمة أبو زيد الهلالي لما تضمه من عناصر معاناة البطل وغربته وعودته وانتصاره.