نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


"خلي البدريطلع": لماذا تخلت شابات عن مستحضرات التجميل؟




لم يكن من السهل على كل من الأردنية هدى، والمصرية نهال أن تجدا صورا لهما بلا مستحضرات تجميل، لكنهما بحثتا جيدا ونشرتا صورا لهما كجزء من تحدي عدم وضع المكياج والذي بدأ على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام.


نهال نبيل، ذات الـ 23 عاما تدرس تكنولوجيا المعلومات في إحدى جامعات القاهرة، وتستخدم المكياج منذ زمن بعيد حتى عند أداء التمارين في النادي الرياضي. تقول لبي بي سي إن ذروة استخدامها لهذه المستحضرات كانت قبل أربع سنوات؛ فكان "من المستحيل" أن تخرج من البيت دون أن تضع "كل شيء" على وجهها أي كريم الأساس، ومحدد شفاه، وحمرة، ومكياج عيون كامل، مع ماسكرا، وكحلة، وكانت دائما تملأ حاجبيها، وتضع حمرة الخدود. وتضيف أن غالبية زميلاتها في الجامعة كن يضعن مستحضرات تجميل "ولو شيئا بسيطا"، وإلا فإن شباب الجامعة قد يسمعنهن عبارات من قبيل: "إنت كويسة؟ إنت نايمة كويس؟". لكنها قبل فترة، وحتى قبل بداية الحملة على تويتر، بدأت بالتقليل من وضع هذه المستحضرات لعدة أسباب. تقول نهال: "كنت أحب وضع المكياج جدا. لكني مؤخرا أردت التخلص من هذه العادة. أردت أن أكسب نفسي وأن أشعر أني حلوة بدون مكياج". لدى نهال أكثر من 7,000 متابع على تويتر، وتقول إن ملاحظتها وجود فتيات صغيرات بالعمر على صفحتها دفعها لأن تشارك صورها على الهاشتاغ الذي انتشر مؤخرا. وبالتزامن مع ذلك، ومع بداية شهر يناير/كانون الثاني، أطلقت أيضا مجموعة سورية اسمها "الباحثون السوريون" حملة على وسائل التواصل الاجتماعي اسمها "خلي البدر يطلع شهر"، ويقولون إن هدف الحملة "التوعية بمخاطر مستحضرات التجميل الصحية وآثاره النفسية والاجتماعية". تقول نهال: "كثير من من يتابعونني على تويتر أصغر مني، وهن يتابعن ما تنشره خبيرات التجميل على وسائل التواصل الاجتماعي (من فيديوهات تعليمية لوضع طبقات من المكياج) لذا أردت أن تعرف هؤلاء الفتيات أن هناك كثيرات لا يضعن المكياج، وأن ما تنشره خبيرات المكياج هدفه إظهار مهاراتهن، لا أن يكون ذلك الشكل الذي يجب أن تخرج فيه الفتيات كل يوم من البيت". وكثيرات من العربيات اللاتي يعتبرن "مؤثرات Influencers" على إنستغرام يركزن على الثياب وعلى المكياج تحديدا ويقدمن فيديوهات توضيحية لكيفية وضع طبقات كثيرة من المكياج بطريقة احترافية. "في البداية كان من الصعب أن أنظر لنفسي في المرآة وأنا بلا مكياج، خاصة بعد سنوات طويلة من استخدام المكياج"، تقول نهال. وتضيف أنه بسبب عدة مواقف مرت بها في حياتها، منها ظرف صحي قبل عام، فإن اتباع نظام حياة صحي أصبح يمثل أولوية بالنسبة لها الآن، وتسعى إلى إلهام الآخرين ليفكروا بالطريقة ذاتها. تتذكر مهندسة الكهرباء هدى سلامة (24 عام) والتي تعمل بالعاصمة الأردنية، عمّان، كيف كانت تستيقظ مبكرا قبل دوامها في الجامعة لتضع المكياج بهدوء، وكيف كانت توفر من مصروفها لتكون قادرة على شراء مستحضرات تجميل، خاصة كريم الأساس من نوعية جيدة، وكان سعره قد يصل إلى 50 دولار أمريكي. وحتى اليوم، تقول إنها تشتري هذه المواد "بالتقسيط، كي لا أشعر أني صرفت جزءا كبيرا من راتبي". وبالأرقام، تقول هدى إنها تنفق نحو 20 دينارا (أي 35 دولارا تقريبا) كل أسبوع أو اثنين على مستحضرات تجميل بسيطة لأنها أصبحت تقلل كثيرا من استخدامها. وتوضّح أن ثلث راتبها تخصصه لأمور شخصية مثل الثياب والأحذية والمكياج، في حين تعطي الباقي لأهلها. تقول إن ما دفعها لنشر صور لها دون مكياج على تويتر كان تعليقات ساخرة لفتيات وشباب قرأتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان صعبا عليها أن تجد صوراً لها بلا مكياج وبلا فلاتر. "كانت معظم التعليقات، وغالبا مصدرها شباب، أن الجمال سببه المكياج والفلاتر (التي تتيحها تطبيقات). أردت أن أثبت أن شكلنا حلو دون أي شيء". وعن صديقاتها وزميلاتها بالعمل، تقول هدى إنها وكثيرات لا يضعن الكثير من المكياج "كي يشعرن بالراحة".

بي بي سي
السبت 26 يناير 2019