نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


دروز الجولان المحتل يخوضون لاول مرة تجربة انتخابات بلدية




الجولان - تتحدث سميرة رادا، وهي أم وموظفة بأحد البنوك، بعفوية عندما تشير إلى أن ترشيحها لرئاسة إحدى البلديات قد جلب لها تهديدات بالعزل الاجتماعي من قبل زملائها من قادة المجتمع المحلي.


وتقول رادا، بشعرها البني المجعد ونظارتها ذات الإطار السميك: "صاح بعضهم في وجهي /خائنة/".

وتضيف: "إذا استمريت ، سأُعاقب، ولن أشارك في حفلات الزفاف أو في الجنازات. وحتى إذا توفيت ، لن يحضروا جنازتي".

وتعد رادا من بين عدد قليل من الدروز- تلك الطائفة الدينية الصغيرة التي تتحدث العربية- الذين رشحوا أنفسهم لخوض انتخابات رئاسة البلديات ومجالس المدينة في أربع بلدات درزية، وذلك في الانتخابات المقررة الاسبوع الجاري بمرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل.

يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى، منذ احتلال إسرائيل للمنطقة الجبلية قبل 51 عاما ، التي تتاح فيها الفرصة للدروز للتصويت في الانتخابات البلدية الإسرائيلية.

إلا أن الانتخابات التي تجرى يوم غد الثلاثاء، أثارت غضبا شديدا لدى كثير من الدروز الذين ظلوا موالين للحكومة السورية، ولا يرون الانتخابات فرصة طال انتظارها للديمقراطية ، ولكن محاولة لتقويض هويتهم السورية.

وعلى خلاف غالبية الدروز في إسرائيل - الذين يولدون وهم يحملون الجنسية الاسرائيلية، ويدلون بأصواتهم في الانتخابات بالفعل – يكاد 27 ألف شخص من دروز مرتفعات الجولان يعيشون في طي النسيان.

وقد حصل نحو 20 بالمئة منهم فقط على الجنسية الإسرائيلية، بحسب بيانات سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية.

وكان كثير من دروز الجولان درسوا في الجامعة بالعاصمة السورية دمشق، كما حافظ كثير منهم على علاقات عائلية وثيقة داخل سورية قبل اندلاع الازمة الدامية في البلاد قبل أكثر من سبعة أعوام.

ويرى الشيخ عز الدين شمس في الانتخابات محاولة "لإضفاء الطابع الاسرائيلي على الشعب" في الجولان.
ويقود الشيخ إحدى الحملات التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات البلدية.

ويقول عز الدين شمس، وهو مؤيد قوي للرئيس السوري بشار الأسد: "نحن عرب سوريون في منطقة تخضع للاحتلال... إذا صوتنا، سنمنح الشرعية للسيطرة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان".

وكانت إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان أثناء حرب عام 1967، ثم ضمت المنطقة، من جانب واحد، في عام 1981.

يشار إلى أن المنطقة، التي تشهد وصول أعداد غفيرة من السياح الاسرائيليين، تضم منحدرا مزدهرا للتزلج، وتشبه قليلا الضفة الغربية الخاضعة أيضا للاحتلال الإسرائيلي.

وقد عانت الطوائف الدرزية، مثل أغلب المجتمعات العربية داخل إسرائيل، من عدم كفاية الميزانيات المتاحة للبلديات، ونقص مشروعات البنية التحتية. ويشكو السكان من نقص أعداد المساكن في المجتمعات الجبلية المكتظة بالسكان، كما أن الطرق في حاجة ماسة لإصلاحات.

ويرى بعض الدروز في الانتخابات البلدية السبيل الوحيد للحصول على خدمات هم في أمس الحاجة إليها.

من ناحية أخرى، يقول دولان أبو صالح /40 عاما/، المرشح لرئاسة بلدية "مجدل شمس"، أكبر بلدة درزية: "يجب أن نتعامل مع ما يصب في مصلحة الشعب بالفعل... هذا هو السبيل الوحيد، لذلك علينا أن نقبله وأن نسير في هذا الاتجاه".

وليس من الواضح عدد الدروز الذين سيستجيبون لدعوة أبو صالح للتصويت، ولكن يبدو أن الداعين إلى المقاطعة لهم اليد العليا. فقد تراجع عدد من المرشحين بعد تعرضهم لضغوط. ويتوقع أبو صالح مشاركة نحو 10 بالمئة من سكان "مجدل شمس" المؤهلين للتصويت، في الانتخابات.

وكان أبو صالح رئيسا مُعينا من قبل إسرائيل لـ "مجدل شمس" على مدار عشر سنوات، إلا أنه ترك المنصب العام الماضي بعد أن تقدم أعضاء المجتمع الدرزي بالتماس إلى المحكمة العليا، وقررت وزارة الداخلية إجراء انتخابات بلدية.

ولا يمكن لغير الإسرائيليين الترشح لمنصب العمدة، مما يجعل الغالبية العظمى من السكان غير قادرين على خوض الانتخابات، وهو موقف انتقده كثير من النشطاء الدروز.

من ناحية أخرى، تقول تشرين أبو صالح، وهي طالبة وناشطة من الدروز تبلغ من العمر 26 عاما، وتنتمي لأسرة دولان أبو صالح، إن الانتخابات ما هي إلا محاولة لفرض حكم أقلية من الدروز الموالين لإسرائيل، على الأغلبية.

وليس هناك أدنى شك في أن الانتخابات قد أحدثت فجوة بين المرشحين، وقادة المجتمع والنشطاء.

ويعارض أبو صالح، من جانبه، استبعاد المرشحين اجتماعيا ، إلا أن إميل مسعود ، وهو ناشط وصاحب متجر صغير، وصفهم بـ "المتعاونين".

أما سميرة رادا، المرأة الدرزية التي ترشحت لرئاسة بلدتها "عين قنية"، فقالت إن التهديدات من جانب زعماء المجتمع المحلي لعزلها اجتماعيا ، تعتبر "إرهابا عقليا".

وأضافت: "ما هي الرسالة التي أبعث بها للجيل الجديد حال انسحابي من أمر أؤمن به؟".
 

إلياهو كاميشير
الاثنين 29 أكتوبر 2018