نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


روسيا و دواسات الغاز... ثلاثة خطوط ومشكلة







موسكو - من: أولف ماودر --أصبح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أحسن حالاته، تزامنا مع بدء الشتاء، فها هو ذا يضغط المفتاح الذي يطلق به أكبر مشروع غاز لبلاده، الذي يحمل اسم "قوة سيبريا"، و بالروسية "سيلا سيبريا"، وهي أول خط غاز بين روسيا والصين. يبلغ طول الخط 3000 كيلومتر وينتظر أن تصل كمية الغاز الذي ستضخه هذه القوة العظمى في الطاقة إلى الصين نحو 38 مليار متر مكعب سنويا. لطالما عمل بوتين والرئيس الصيني، شي جين بينج، من أجل هذه اللحظة.

ولكن هذا الخط لا يعني بالنسبة لروسيا وشركتها، جاز بروم، المحتكرة للغاز الروسي، سوى مجرد بداية في هذا الفصل البارد من العام. من المنتظر أن تظل الشعلة الزرقاء، الرمز الذي تتخذه شركة جاز بروم مشتعلة لإطلاق مشروعين جديدين للغاز.


 
يعتزم بوتين مشاركة نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بدء تشغيل خط غاز السيل التركي، في تركيا، وذلك بعد بدء العام الجديد بقليل، وبالتحديد في 8 كانون ثان/يناير 2020. يمر هذا الخط عبر البحر الأسود. وربما تم مد فرع ثان لهذا الخط عبر اليونان، لينقل الغاز إلى جنوب وجنوب شرق أوروبا. ولكن ربما كان بدء تشغيل خط الغاز الجديد، نورد ستريم 2، والذي يمر عبر بحر البلطيق، هو الأكثر حساسية بالنسبة لبوتين، الذي يطلق عليه البعض على سبيل المزاح اسم "بوتين غاز".
ودت الولايات المتحدة والعديد من دول الاتحاد الأوروبي، لو استطاعوا وقف تنفيذ هذا الخط الذي يبلغ طوله 1230 كيلومتر. حذر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأوروبيين في وقت سابق، من أن يجعلوا أنفسهم رهائن لشحنات الغاز الروسية.
ويأمل ترامب في أن تبيع بلاده لأوروبا الغاز الصخري الذي يستخرج بطريقة التصديع المائي، مثار الجدل. ولكن روسيا تستطيع تقديم الغاز لأوروبا بسعر أنسب بكثير من الغاز الأمريكي، حيث إن الغاز الروسي يوجد في مكامنه بكميات هائلة، خاصة وأن أسعار الغاز منخفضة نسبيا بالفعل في الوقت الحالي.
انتهى العمل بالفعل من مد أكثر من ثلثي مواسير الغاز الذي يمر تحت مياه بحر البلطيق، وربما يتم الانتهاء منها بحلول العام الجاري، ليصل إلى أول نقطة مصب له في ألمانيا، بالقرب من مدينة جرايفسفالد. أما فيما يتعلق بتكلفة إنشاء الخط فقد تكلف إنشاؤه نحو عشرة مليارات يورو. ومن المقرر أن ينقل الخط نحو 55 مليار متر مكعب سنويا للاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الطاقة الألماني، ألكسندر نوفاك، مشيرا قبل بضعة أيام لما وصل إليه العمل في الخط: "يحاولون الانتهاء منه خلال العام الجاري". كما يأمل الرئيس الروسي أن يتم الالتزام بالخطة الزمنية لإنشاء الخط رغم التأخيرات التي اعترضته جراء الحصول على التصريحات اللازمة في الدنمارك.
غير أن نائب الرئيس الروسي، دميتري كوساك، يتوقع ألا يصبح الخط قابلا للتشغيل بشكل كامل قبل منتصف 2020. أصبح الروس يتابعون الولايات المتحدة بحرص، حيث يعلقون آمالا عريضة على ألا تنفذ الولايات المتحدة العقوبات التي تهدد بها، قبل الانتهاء من مد خط نورد ستريم 2، وذلك لأسباب زمنية.
لذلك فإن وسائل إعلام روسية تكاد تهلل عندما تتحدث عن تحديد وقت لبدء وصول غاز خط الأنابيب الجديد EUGAL، إلى مدينة لوبمين، القريبة من مدينة جرايفسفالد، بولاية ميكلنبورج فوربومرن، شرق ألمانيا، وهو الخط الذي ينتظر أن يستمد الغاز مستقبلا من خط نورد ستريم 2. يمتد خط غاز EUGAL بطول 480 كيلومترا باتجاه الجنوب، نحو خط OPAL على بحر البلطيق، حيث تأمل شركة جازبروم في إمكانية تغذية خط غاز OPAL مرة أخرى بمزيد من الغاز القادم من خط غاز نورد ستريم 1.
تراهن روسيا، بعد تخلي ألمانيا عن الكهرباء المولدة بالطاقة النووية والفحم، على أن تسد هذه الفجوة مستقبلا.
ولكن روسيا ستظل تعتمد على مد غازها إلى أوروبا عبر أوكرانيا، لأسباب، أهمها عوامل عدم الأمان بشأن وقت بدء تشغيل خط غاز نورد ستريم 2.
ستنتهي أواخر العام الجاري الاتفاقية الخاصة بكميات الغاز التي يتم نقلها عبر أوكرانيا، والرسوم المنتظر دفعها لقاء مرور الغاز. وليس هناك حل يلوح في الأفق بهذا الشأن. ولكن، وبعد تفاوض روسيا وأوكرانيا فترة طويلة بوساطة المفوضية الأوروبية، بدون نتيجة، التقى الأسبوع الماضي، ولأول مرة، كبار مسؤولي قطاع الغاز في كلا البلدين.
وحذر الرئيس الروسي، بوتين، خلال مكالمة هاتفية له مع نظيره الأوكراني، فولوديميير زيلينسكي، من وقف نقل الغاز الروسي بحلول العام الجديد، في حالة لم يتم التوصل لاتفاق. من المنتظر أن يلتقي السياسيان خلال أسبوع في باريس، خلال قمة أوكرانيا، المقررة في 9 كانون أول/ديسمبر، والتي سيتم خلالها البحث عن حل للصراع الدموي في إقليم دونباس، شرق أوكرانيا، بوساطة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
ولكن أيا من كييف أو موسكو لا تستبعد إجراء مباحثات مشتركة بين بوتين و زيليسنكي. وربما تطرقت المباحثات إلى إبرام اتفاقية غاز جديدة.
لكلا الجانبين مصالح اقتصادية في إتمام هذه الاتفاقية، حيث إن أوكرانيا التي أنهكتها الأزمات تعتمد على الرسوم التي تدفعها روسيا مقابل تمرير أوكرانيا الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، كما أن روسيا لا تزال تحتاج لأوكرانيا، أكبر بلد يمر به الغاز الروسي، وذلك لتتمكن من ضخ الغاز إلى غرب أوروبا وضمان وتحقيق عنصر الأمان بشأن وصول هذا الغاز، حيث إن أوروبا ستظل، حتى بعد بدء تشغيل خط "قوة سيبريا" إلى الصين، هي أهم سوق لتصريف الغاز بالنسبة لشركة جازبروم الروسية، حيث تتلقى أوروبا 7ر201 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الروسي.
 

 


أولف ماودر
الاثنين 2 ديسمبر 2019