نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


مخيم الهول " بقايا إمارة داعش" في شرق سورية







دمشق - خليل هملو-يعتبر مخيم الهول في محافظة الحسكة شمال شرق سورية من أكبر المخيمات في سورية ويضم عناصر تنظيم الدولة الاسلامية / داعش/ وعائلاتهم الذين ينحدرون من حوالي 50 جنسية أجنبية ، تم جلبهم بعد انتهاء معارك بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي منتصف شهر آذار / مارس الماضي وهزيمة داعش جغرافياً.
تحول المخيم إلى دولة وإمارة اسلامية كما تسميها نساء عناصر التنظيم اللواتي يقمن شرائعه وينفذن كل تعليماته ، والبعض منهن رفضن الخروج من المخيم والعودة إلى بلادهن ، حيث يردن الخروج إلى أراضي الدولة الاسلامية في مناطق شرق سورية التي كانت مسرحاً للتنظيم .
يقع مخيم الهول 45 كم جنوب شرق محافظة الحسكة ويعود إنشاؤه إلى عام 1991 حيث أنشأته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل استقبال اللاجئين العراقيين على خلفية حرب الخليج، وعاد مجدداً لاستقبال العراقيين عقب الغزو الأمريكي لـلعراق عام 2003 ، واستمر باحتضان اللاجئين حتى عام 2007 حين تم إغلاقه رسمياً، وأعادت قوات سورية الديمقراطية (قسد)افتتاحه في شهر نيسان / ابريل 2016 لاستقبال العراقيين والسوريين الذين نزحوا من معارك قسد مع تنظيم داعش في سورية والعراق .


 
وتقول أم اياد وهي سيدة عراقية تعيش في مخيم الهول إنها تعرضت لتهديد ولمضايقات شديدة من نساء عناصر داعش اللواتي يفرضن سيطرتهن على المخيم بالقوة وأمام عناصر الحماية الكردية .
وتعرف أم اياد عن نفسها بقولها " انا من سكان ريف الموصل حيث قتل عناصر داعش زوجي باعتباره كان موظفاً لدى الحكومة العراقية ، وهربت واولادي إلى اقاربي في محافظة الانبار غرب العراق ، وبعد تقدم الجيش العراقي دخلنا الاراضي السوري باتجاه بلدة السوسة قرب مدينة البوكمال ، ومع تقدم المعارك اصبحنا محاصرين من الغرب والشرق حتى فتح ممر وخرجت واولادي إلى قوات قسد التي نقلت النساء والاطفال إلى مخيم الهول ".
وتضيف السيدة العراقية التي هي في منتصف العقد الثالث من عمرها لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ)" بعد معرفة نساء داعش بأن زوجي قُتل من قبل عناصر داعش اصبحت بالنسبة لهنّ عدواً وقد حاولت سيدة مغربية من نساء عناصر داعش التهجم عليّ اكثر من مرة ".
وتطالب السيدة العراقية حكومة بلادها بالعمل على إعادتها إلى العراق قائلة " كيف لي أن اعيش أمام نساء قتل زوجي على يد من يحملن فكرهم حتى أصبحت أخشى على أطفالي منهم ".
وتختلف قصص ومعاناة نساء المخيم ... فالبعض منهن تم جلبهن نظراً لاعتقال أزواجهن وأخريات قتل ازواجهن خلال المعارك .
وتصف أم علي ابنة مدينة الرقة حالها بالمخيم بأنه أشبه بالجحيم حين تقول نحن لسنا في مخيم .. نحن في سجن كبير ليس إلا ، منذ 8 اشهر ونحن في المخيم ولا أعلم شيئاً عن زوجي الذي اصيب خلال القصف على مخيم الباغوز ، وطلبت عدة مرات زيارته ولكن لم احصل سوى على الوعود ، لا أعلم هل هو حي أم ميت.
وتضيف أم علي لـ ( د. ب. أ ) وهي أم لثلاثة اطفال أكبرهم عمره 9 اعوام أن المخيم يفتقر لأبسط مقومات الحياة ، من حيث الطعام والاقامة حيث يتم توزيع مواد غذائية ذات نوعيات سيئة جداً، ولولا وصول مبالغ مالية بسيطة شهرياً من إخوتي ، اضافة إلى تأمين عمل بسيط لي عن طريق إحدى المنظمات في المخيم يساعدني على تأمين معيشة اطفالي لكان وضعي صعبا.
وتقول ابنة مدينة الرقة إن النساء الاجنبيات يعشن حياة 5 نجوم... كل شيء موفر لهن نظراً لامتلاكهن المال ، حيث توجد في المخيم محلات للصرافة والحوالات وأسواق للخضر وبقية المواد الغذائية والملابس وكل ما تطلبه موجود إذا كنت تملك المال ومع دخول القوات التركية شمال سورية تنتظر أم علي الافراج عن الاسر السورية الموجودة في المخيم لتعود إلى عائلتها في مدينة الرقة ليبقى مصير زوجها مجهولاً
يقول شخص عرّف عن نفسه باسم نزار ويعمل في المخيم إن السيطرة في المخيم للنساء الاجنبيات اللواتي يزيد عددهن وأطفالهن على 10 الاف شخص وهن الاشرس والاكثر قوة ولا أحد يستطيع الدخول إلى القسم الخامس وهو المخصص لهن .
ويضيف نزار لـ ( د .ب. أ ) " النساء الاجنبيات وخاصة من دول المغرب العربي واوروبا وروسيا هن الاكثر قوة وشراسة، والجميع بمن فيهم عناصر حماية المخيم يفضلون الابتعاد عنهن ، ويتحدث البعض منهن بأنهن كنّ مقاتلات في صفوف عناصر التنظيم .
وترى ماجدة أمين من ادارة مخيم الهول أن الوضع حالياً هو خطر جداً نظراً لسوء الاوضاع المعيشية وقلة الدعم من المنظمات الداعمة بغض النظر عن خلفية آباء وامهات الآلاف في المخيم ... وتقول إن "هؤلاء شاهدوا حروباً وقصفاً ودماراً وهم بحاجة إلى رعاية ودعم نفسيين ولكن وجودهم في المخيم ، ربما يؤزم أوضاعهم النفسية ، ولكن هم هنا لضمان استمرار حياتهم ، ولكن واقعياً هو أدنى من أن يوصف بالحياة الانسانية".
وتضيف أمين في اتصال هاتفي مع ( د. ب. أ ) " العدد لكلي لقاطني المخيم حوالي 71 الف شخص يتوزعون بين 31 الف شخص من السوريين من محافظات دير الزور الرقة والحسكة وحمص وادلب وحلب وغيرها، إضافة إلى 30 الف شخص عراقي ، وحوالي10 آلاف من نساء مقاتلي داعش ، هؤلاء بحاجة إلى طعام ودواء وكساء وسكن ، ولكن ظروف المخيم سيئة جداً وتقدم لهم مساعدات غذائية أغلبها بقوليات وهذه المواد صعب تناولها في الأجواء الحارة لذلك تصل تلك المساعدات والكثير من القاطنين لا يتناولونها ، وتقوم منظمات بتأمين فرص عمل ومنها منظمة سبل العيش وعدد من المنظمات الاخرى من خلال مشروع ( المال مقابل العمل ) لمساعدة السيدات والفتيات داخل المخيم لتأمين فرص عمل لمساعدة أسرهن ".
ويصف أحد العاملين في المخيم - طلب عدم ذكر اسمه - الاوضاع في المخيم بأنها قنبلة موقوته وربما يحصل ما حصل في مخيم عين عيسى بريف الرقة بعد ترك عناصر الأسايش المخيم وخروج العائلات التي كانت في المخيم وبينهم نساء من عناصر داعش .
ويقول العامل الذي يعمل في المخيم منذ ثلاث سنوات لـ ( د .ب. أ ) " المخيم كان يشمل خمسة أقسام وأصبحت حالياً سبعة ، ستة منها تضم عوائل سورية وعراقية مهجرة من مختلف المحافظات السورية و/ القسم الخامس / يضم عوائل وأسر تنظيم داعش من النساء والأطفال والذين تقدر أعدادهم بنحو 12 ألف شخص .
وكشف عن تخفيف الحراسة عن القسم الخامس الخاص بنساء داعش " الذي كان يشهد حراسة مشددة من قبل قوات الأسايش وبمعدل 6 مفارز أمنية تحيط بهذا القسم المعزول عن باقي أجزاء المخيم إلا أنه مع بدء الهجوم التركي على أراضي الحسكة خففت الحراسة إلى مفرزتين ".
النساء الداعشيات الموجودات في هذا القسم عنيفات ولديهن سلاح أبيض وشهد القسم الموجودات فيه أعمال قتل بحق عناصر الأسايش وحرق خيم وعقاب ممن يشكون بولائه ممن يسكنون هذا القسم ، كما هربت 6 نساء منه مؤخرا وعدد من النسوة يهربن باستمرار عن طريق دفع مبالغ مالية طائلة تصل إلى عشرات آلاف من الدولارات لمهربين من المنطقة وحتى عناصر الأسايش " .
مؤكداً على قتل شاب قبل شهر تقريبا وايضاً امرأة أخرى جريمتهم أنهم يرفضون فكر داعش "حيث وجد شاب نازح من مدينة الباب في ريف حلب قبل شهر تقريبا ، مقتولاً في خيمته في القطاع الخامس ، وبحسب رواية جيرانه فإن " الشاب كان يرفض فكر داعش ويوجه لهم انتقادات بأنهم سبب ما حصل في المنطقة ، ودخل في سجال عدة مرات مع نساء داعشيات في المخيم ، وكان يرفض الامتثال لأوامرهن ، وبحسب رواية جيران خيمة الشاب فإن الداعشيات قتلن الشاب الذي لا توجد له اي عداوة او خصومة مع أحد في المخيم .

خليل هملو
الثلاثاء 29 أكتوبر 2019