نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


اعدام السعودية النمر يزيد التوتر مع ايران مذهبيا وفي المنطقة




دبي - علي خليل - يأتي اعدام السعودية الشيخ الشيعي نمر النمر ضمن مقاربة اكثر جرأة تعتمدها المملكة اقليميا لمواجهة خصمها اللدود ايران، لكنه يهدد برفع مستوى التوتر المذهبي وتسعير النزاعات خصوصا في سوريا واليمن.

وبعد ساعات من اعلان المملكة اعدام 47 مدانا "بالارهاب"، بينهم النمر الذي شكل احد ابرز وجوه الاحتجاج ضد الحكم السعودي في 2011، اشتدت حدة التوتر بين السعودية وايران، اذ هاجم متظاهرون غاضبون سفارة المملكة في طهران، بينما استدعت الرياض السفير الايراني لديها للاحتجاج على انتقادات بلاده لتنفيذ الاعدام


 .

- "هروب الى الامام" -

ويشكل اعدام النمر (56 عاما) أحدث فصول التوتر بين ايران ذات النفوذ الواسع لدى شيعة المنطقة، والسعودية التي تتهمها بالتدخل في شؤون الدول العربية المختلطة مذهبيا كالبحرين والعراق ولبنان.
ويقول المستشار في منظمة البحث الاستراتيجي في باريس فرنسوا هيسبورغ، ان اعدام النمر هو "هروب الى الامام".
ويوضح "هي حال من الهروب الى الامام مع بعض العقلانية. اذا كانوا (السعوديون) يعتقدون ان لا مفر من المواجهة مع ايران، الافضل ان يستفزوها الآن طالما ان الاميركيين (حلفاء الرياض) لا يزالون هنا، وايران لا تزال في وضع اقتصادي وعسكري هزيل نسبيا".
وقوبل الاتفاق حول برنامج ايران النووي الذي توصلت اليه طهران والدول الست الكبرى العام الماضي، بامتعاض من السعودية ودول خليجية اخرى، لا سيما انه سيتيح تخفيفا تدريجيا للعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، ما قد يسمح لها بالافادة من موارد مالية واقتصادية.
ورغم مواقف ايران من اعدام النمر، واكثرها حدة للمرشد الاعلى آية الله علي الخامنئي الاحد، ابدت السعودية عدم اكتراث بردود الفعل.
وقال المتحدث باسم الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في مؤتمر صحافي السبت ان "المملكة عندما تنفذ احكام القضاء الشرعي فيها لا تنظر لاي كان، ولا يعيرها تهديداتهم او تعليقاتهم (...) نحن على ثقة تامة بما نقوم به ولا نهتم لكيفية نظر الآخرين الى الاجراءات المعتمدة لدينا".
ويحمل اعدام النمر، رسائل الى المعارضين في الداخل ايضا.
وكان شقيق الشيخ نمر النمر محمد، غرد امس عبر "تويتر" قائلا "انها رسالة خاسرة للصراع الإقليمي تقول: لا زلنا قادرين! وللداخل تقول: ان طالبتم بالحقوق فسيف الجاهلية الأملح على رقابكم".
وتقول الباحثة في شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا في "تشاتام هاوس" جاين كينينمونت، ان "قرار المضي في الاعدام يعكس موقفا متشددا في وجه الانتقاد الداخلي، وهو ليس مجرد انعكاس للسياسات الاقليمية".
تضيف ان النمر "كان ينتقد العائلة المالكة بصوت مسموع"، متوقعة ان يؤدي اعدامه الى "زيادة الاستقطاب السعودي الايراني".
وتوضح ان "ايران تسعى بشكل متزايد الى وضع نفسها في موقع المدافع عن المصالح الشيعية في العالم (...) والكثير من الشيعة يشعرون بالاستهداف وبانهم في موقع الضحية، لا سيما مع صعود" تنظيم الدولة الاسلامية الذي استهدفهم في دول عدة، بينها السعودية.
وتعتبر ان "السلطات السعودية سترى رد الفعل الايراني كتأكيد جلي لوجهة نظرها القائلة بتدخل ايران في شؤونها الداخلية".

- انعكاس على المنطقة -

ويرى المحللون ان التوتر المستجد بين البلدين، سينعكس حكما على ملفات في المنطقة، يخوض فيها الطرفان ما يشبه "الحرب بالواسطة".
ويقول الزويري "هذا التوتر ربما سيدفع ايران الى تنسيق اكثر مع روسيا لمزيد من التعقيد في المشهد السوري"، حيث يدعم البلدان نظام الرئيس بشار الاسد بمواجهة المعارضة المدعومة من دول عدة بينها السعودية.
كما رجح ان "يذهب الامر الى اطالة امد الصراع في اليمن" وتحويله الى "استنزاف للسعودية، لا سيما مع الانخفاض الحاد في اسعار النفط الذي ينعكس سلبيا على ايران ايضا".
من جهته، يرى هيسبورغ ان الخطوة السعودية محفوفة بالمخاطر، موضحا ان السعوديين "يلعبون بالنار، هذا واضح".

علي خليل
الاحد 3 يناير 2016