نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


اعراس الحرية في طرابلس بعيون ليبيات ساهمن في تحقيق النصر




طرابلس - د . هدى النعيمي - ربيع العرب حط هنا و انتشى حتي ملأ الدنيا صدى .. اتحدث عن طرابلس و لا اختصر ليبيا بها ، اتحدث عن طرابلس التى حاصرنتا بهامات الرجال و اصرار النساء حتى انقشع الظلام الى غير رجعة ، اتحدث عن طرابلس التى تلبستنا ليس عبر شاشات اخبارية فقط و لكن عبر صوت الكرامه الذي صرخ فايقظنا فلا نعاود الاندثار
نادتنا وزارة الثقافة و المجتمع المدني لمؤتمر "نحن و صناديق الاقتراح" استعدادا من الحكومة الانتقالية في ليبيا الجديدة لنقل الحكومة لسلطة يختارها شعب تليد قدم من ابنائه خمسين ألف شهيد تملأ صورهم و رائحة دمائهم الزكية جدران المدن الليبية و الصدور الليبية


اعراس الحرية في طرابلس بعيون ليبيات ساهمن في تحقيق النصر

 

   
تنادينا من مختلف بلاد العرب لنكون حول اخوتنا الليبين الملتفين حول صناديق الاقتراع  منادين بالمشاركه في حق الاختيار لمن يمثل دافعي ثمن الحرية و الكرامة ، امرأة من هؤلاء قالت لي لقد دفعت ولدي ذي الثمانية عشر ربيعا و لم تدمع لي عين و انا اراه يمضي و قد لا يعود ابدا ، العناية الالهيه اعادته لي تتحجر دموعه في مقلتيه حزنا علي رفاق لم يعودوا معه ، وتركية  ليست المرأة الوحيدة التي دفعت الابناء بقوة عزم انها الارادة  تملكها الرجل كما ملكتها النساء في ليبيا و حينها لا بد ان يستجيب القدر فاستجاب القدر تاركا صور الشهداء في كل ركن من اركان المدن الليبية شرقها و غربها.
في الليلة الطرابلسية الاولى صحبنا صديق الى ساحة الشهداء - الخضراء سابقا- اخبرنا محمد نعيم عن مجزرة العشرين من فبراير ٢٠١١ ، ما كان الاعلام تحدث عنها ولم نعلم بها و لكن اكثر من ثمانمائه مدني راح ضحيتها حين تنادى الليبيون للاحتفال برحيل القذافي ، وقيل انه هرب خارج الوطن كما خرجت الشائعات تقول ، لكنها لم تكن الا تلفيقة مخابراتية و ما كادت تتجمع الجماهير المحتفية حتي خرجت علبهم الكتائب القذافية بكل العتاد و السلاح لتستبيح الجميع بالقتل و التقطيع حتي تصير الساحة المقابله لجدار السرايا الحمراء مصبوغة بدم من لا ذنب له الا انه صدق الاكذوبه و ظن ان لحظة الحرية حانت ، جاءت الجرافات ليلا لتكنس الاجساد او بقاياها من الميدان و لا يبقى الا قليل من شهود عيان لروايه الحادثة المروعة ، ومن هؤلاء شاب في العشرين من عمرة نلتقيه صدفه فيروي قصة اختبائه تحت سيارة ساعة الذبح ليسمع الصرخات و يرى من مخبئه تساقط الاجساد و خيط دم مجهول المصدر يأتيه حيث يتجمد فيعلق براحة يده و ما يزال ، كيف ادار الاعلام ظهره لمذبحة مروعة كهذة يومها ، ام ان غياب الوسائل الاعلامية  الرسمية كما هي غائبه اليوم في سوريا هي ما يجعل التشكيك في حوادث كهذة وسيله في ايدي انظمة القمع و الطغيان و بقاياها الى حين تبعثون ؟!
لكل هذا لم يقتل الا الخوف في نفوس الاشراف في ليبيا تماما كما يفعل السوريون ازاء ما يفعله النظام السوري اليوم في كل بلدة سورية ،  هكذا رأينا وسمعنا من  حكايات النساء قبل الرجال ، و من اجل هذا وقفت المرأة الليبية التي دفعت ثمنا مضاعفا لكونها امراة فاستبيحت الاجساد الانثويه البريئة في معارك الكرامه و استمرت المراه الليبية لا تكتفي بخياطة الاعلام فقط و لا باعداد الطعام و تضميد الحرجي فقط و لكن نساء عرفتهن في طرابلسً اليوم عن قرب حكين حكايات عن جبهات  القتال و توصيل السلاح و تهريب العائلات اضافة الى الدور الاعلامي الذي شُغلت به المرأة فاوصلت صوتا يستصرخ العالم بكل اللغات ، احداهن - و هي السيدة عواطف الطشاني التي  تبوأت اليوم منصبا قياديا في وزارة الثقافة بالحكومه الانتقالية - قالت لي لقد كان لي ست شفرات اعلاميه اتحدث بها مع كل وسائل الاعلام ، هذا اضافة الى دوري في توصل السلاح ثم تغير الدور الى طبخ ما تيسر من الطعام لاكبر عدد من الثوار بعد الهرب الى تونس حين كشف امرها ، وليست هذه السيدة الا نموذجا واحدا من مئات بل ألاف لليبيات اللواتي حبسن الدمعه عن الازواج و الاولاد فليس وقت البكاء و ليس وقت الدموع. 
هند إشقيفة سيدة ليبية حرة ، كانت هناك يوما ما ، على الجبه بين المقاتلين ، مستثمرةً كل علاقاتها الخارجية كسيدة اعمال لترتيب الملاجئ الآمنه للاسر المهجرة سواء داخل ام خارج ليبيا ، وكانت هند معنية حتى النخاع بعلاج المصابين و الجرحي ، ليس بمسح الجراح بالقطن و الشاش الابيض فحسب و لكن بتوفير مشاف ميدانية صالحة و اطباء اكفاء يتم ندائهم فيلبون النداء للقيام بالدور الجليل لصناعة ليبيا المستقبل ، و اما توصيل السلاح الى الجبه فقد كان لهذة السيدة الفذة صولات لا نراها الا في كتب البطولات التاريخية ، يعادل الدور دور آخر لا يقل بطولة و هو توصيل الصورة الحقيقية للاعلام الخارجي ، و استثمار العلاقات السابقة مع الاخر خارج القطر كقنوات توصيل صوت الحق و صوت العداله ،.
رازان المغربي ، الروائية الليبية قامت بمثل هذا الدور ، و على الرغم من مخاوف التتبع لكل الناشطين والناشطات من  من امثالها  ، سواء من خلال الهاتف النقال او من خلال الشبكة العنكبوتية ، الا ان رازان - و هي نموذج للكثيرات - تواصلت مع الآخر و أوصلت المادة الاعلامية و الخبرية التي اشتقناها هناك على الطرف الآخر و منها عرفنا ان احرار ليبيا بخير يقدمون قرابين الحرية و هم عارفون ان الغد قادم بشمس الكرامة قريبا ، قالت رازان : لطالما شعرنا بالعار من طاغية يحكم بلادنا ، و ها قد آن لنا ان نفول له " من انت" ،
و لعل كلمات السيدات الفاضلات السابق ذكرهن و غيرهن قد بدت واقعا على الارض اليوم في وجوة جيل جديد عرف حجم التضحيات المقدمة من اخوة لهم و اخوات كما آباء و امهات لم يعرفوا الهدوء ليل نهار حتى صباح  الاستقلال الجديد ، من هؤلاء شباب - من الذكور و الاناث - تطوعوا لتظيم المؤتمر الذي جئنا للمشاركة به  ، فقدموا الدور الابرز منذ اللحظات الاولى للمؤتمر متمثلا في استقبال الضيوف العرب و الاجانب في المطار بزهور وابتسامات تحمل بشارة المستقبل و رائحته ، هؤلاء الشباب و الشابات قدموا للجميع صورة لوعي جدي بارزا لعملية المشاركة المطلوبة من كافة شرائح المجتمع الليبي لفي اعملية الانتخابية القادمة ، و جاء المؤتمر ليقول الشباب كلمتهم : اننا هنا لنشارك و ندعو الجميع للمشاركه بوعي باهمية الاقتراع القادم ، وكان بين المتطوعات من لم تبلغ  من العمر اكثر من خمسة عشر عاما ، اي ان جيلها  لن يشارك في اي عملية انتخابية قبل ثلاث سنوات - حيث السن القانونية للمشاركة هي الثامنه عشر - لكن الحرص الشديد على التداخل و صناعة الحدث جعل من هؤلاء الصغار سناً و الكبار خبرةً يقضون جل وقتهم بين اروقة المؤتمر لسد الثغرات ان و جدت و المساهمة في تسهيل مهام المشاركين و الضيوف ، و لسان هؤلاء جميعا يردد وصية الشهيد التي تزدان بها الميادين و الشوارع في طرابلس كما المدن الليبية و القائلة : لا تنسوا دمائنا .. ليبيا امانه باعناقكم فاهتموا بها
و من الجدير بالذكر هنا ان نقول ان مؤتمر نحن و صناديق الاقتراع قد تزامن مع الاحتفال الليبي الاول بمهرجان الشعر العالمي الاول و الذي جري في الهواء الطلق تحت قوس ماركوس التاريخي الشهير ليتجمع تحته عدد من الشعراء العرب و الاجانب يتناولون الشعر في يومياتهم و يتعاطونه الان بالنكهة الاكثر ثراء و انتشاء ، تلك هي الحرية و الامان الذي تنعم بهما طرابلس و اخواتها و التي صادفها الشعراء كما صادفتها في كل "زنقة" طرابلسية في ليل او نهار ، هنيئا لك ليبيا هذا الامن و الامان و الكرامة التى دفعت لها الثمن راضية و هنيئا لاهلك حرية طال انتظارها حتي زفها الشهداء عروسا لغدك التليد

د . هدى النعيمي
الثلاثاء 8 ماي 2012