نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


المكتبة الوطنية في الرباط صرح يضاهي كبرى المكتبات العالمية




الرباط - شكل تاريخ 15 تشرين أول/ أكتوبر من عام 2008، يوما بارزا ليس فقط بالنسبة إلى ساكنة الرباط، بل لقاطني كافة المدن، وذلك بفضل تدشين أول مكتبة وطنية على الصعيد الإفريقي، أطلق عليها اسم "المكتبة الوطنية".


المكتبة الوطنية في الرباط صرح يضاهي كبرى المكتبات العالمية
رغم اللمسة المعمارية العصرية التي كانت حاضرة بقوة في هذا المشروع، فقد تم اللجوء إلى مهندسين معماريين مغربيين معروفين لوضع التصميم المعتمد في تشييد مقر المكتبة، التي بدأت تضاهي مكتبةآل سعود الموجودة في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.
 
برعاية مباشرة من قبل العاهل المغربي محمد السادس، أقيم المشروع بتمويل من قبل صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فيما قامت وزارة الثقافة بالإشراف على المشروع.
 
عندما أسدل الستار عن المقر الجديد في قلب العاصمة الرباط، أصبحت المكتبة الوطنية قبلة للطلبة في مختلف الأسلاك الجامعية والعليا والمثقفين الباحثين عن المعرفة، فالمكتبة يقصدها يوميا أكثرمن 500 زائر ، إلى جانب رواد عابرين أو موسميين يأتون من مختلف المدن ويتوجهون إلى هذا الفضاء العلمي والثقافي بامتياز.
 
قامت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا)بجولة داخل مقر المكتبة الوطنية، ووقفت عند أسلوب الضبط الذي يطغى على السير اليومي داخل الفضاء. عاملون ومشرفون يشتغلون مثل خلايا النحل، يحرصون كل الحرص على أن تلبي المكتبة فضول الباحثين عن العلم والمعرفة. فالمكتبة، حسب القانون الداخلي لها، عبارة عن خدمات للعموم وهي مفتوحة في وجه كل شخص حاصل على البكالوريا، لكن هذا لا يمنع من أن الفضاء يستقبل بين الفينة والأخرى براعم من الابتدائي أو الإعدادي، في إطار الزيارات التي تنظمها مدارس ومؤسسات تعليمية على مدار السنة للمكتبة الوطنية.
 
اعتمد قانون صارم يضبط الاستفادة من خدمات المكتبة الوطنية، فولوج المكتبة يتطلب التوفر على بطاقة الانخراط، أما بالنسبة للزوار الموسميين، فإن الأمر يكون مسموحا خصوصا إذا تعلق الأمر بطلاب من كليات وجامعات خارج العاصمة الرباط، أو في حال رغبة أجانب استطلاع المكان، ولقد صادفت زيارة وكالة الأنباء الألمانية تواجد طلاب من موريتانيا وآخرين من بعض البلدان الأوربية، خصوصا من فرنسا وإسبانيا.
 
المهم بالنسبة إلى القائمين على المكتبة أن الأخيرة تمكنت في ظرف قياسي (أقل من خمس سنوات) أن تجد لها مكانة مرموقة وأن تستقطب مئات من الزوار يوميا، إذ يقدر معدل هؤلاء يوميا في حوالي 500 شخص، أما في فترة الذروة، التي تتزامن مع مرحلة الإعداد للامتحانات وإنجاز البحوث العلمية، فإن هذا العدد يضاعف ويرتفع بكثير، إلى درجة أن المكتبة تشهد اكتظاظا كبيرا رغم اتساع مساحتها التي تقدر بحوالي خمسة هكتارات ونصف الهكتار.
 
يقول العلوي سيدي المختار، مسؤول في الشؤون العامة بالمكتبة الوطنية، لـ(د.ب.أ)، إن المكتبة الوطنية "تتطلع اليوم تحت إشراف وعناية مديرها الدكتور إدريس خروز (دكتور جامعي) لبذل مزيد من المجهودات والمواكبة والمتابعة والمصاحبة والإغناء والتكوين والإشعاع حتى تتبوأ المكانة المرموقة في مصاف المكتبات العالمية المشهورة". ففي تقدير العلوي، فإن كل المؤشرات مجتمعة لتصبح المكتبة الوطنية كذلك، خصوصا أنها طورت أداءها ولم تعد تقتصر على أن تبقى مجرد فضاء للمطالعة والقراءة، بل تحتضن اللقاءات العلمية والثقافية ودخلت في شراكات مع أطراف وطنية وأيضا خارجية وأبرمت العديد من الاتفاقيات خصوصا مع الاتحاد الأوربي والبنك الدولي وربطت علاقات مع اليونيسكو والإيسيسكو ومع دول عربية وإسلامية، وأيضا إفريقية وآسيوية، وما الزيارة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة للمكتبة وغيره من الشخصيات السياسية والعلمية والأكاديمية، إلا "دليل على وجود نية للتعاون المثمر مع الجميع لجعل المكتبة الوطنية فضاء لتبادل الثقافات والحضارات".
 
وأوضح العلوي أن إدارة المكتبة عقدت مجموعة من الشراكات الهامة من بينها تلك المبرمة مع ألمانيا في مجال حفظ الوثائق، والاعتماد على نموذج "برج المكتبة"، أو مع إسبانيا في ما يتعلق بإنشاء أكبر مركز لترميم المخطوطات، وهو المركز المجهز بأحدث الآليات المتطورة ويخضع للمعايير الدولية والجودة العالية.
 
وتعد فرنسا الشريك الأول للمكتبة الوطنية من خلال إقامة معارض وندوات مشتركة والتعاون مع المكتبة الوطنية الفرنسية، إذ توصلت المكتبة الوطنية المغربية بما يقارب من 30 ألف عنوان كتاب في جميع المجالات المعرفية. كما استفادت المكتبة الوطنية من الخبرة البلجيكية في مجال التكوين ورقمنة الوثائق.
 
وفي هذا السياق، تتوفر المكتبة على فضاءات خاصة بالمطبوعات وأخرى بالمجلات، إلى جانب الوثائق السمعية البصرية ثم الوثائق الخرائطية والمصورة والمنقوشة.

ففي فضاء البحث، توجد أكثر من 250 ألف وثيقة قرائية من مخطوطات ومطبوعات حجرية وكتب نادرة ومعاصرة. ويتوفر فضاء المجموعات المتخصصة، على رصيد غني يتكون من أربعة آلاف خريطة ورقية وتصميم و134 خريطة إلكترونية والآلاف من الصور الفوتوغرافية إضافة إلى 400 صورة على الزجاج و12 ألف صورة منقوشة.
 
وإذا كان هذا الرصيد موجه لعموم الزوار والوافدين، فإن المكتبة الوطنية تلبي طلبات ضعاف البصر والمكفوفين، من خلال تخصيص فضاء لهم حيث يسمح لهذه الشريحة من الرواد أن "تستعمل وسائل متخصصة للاطلاع على الأرصدة الوثائقية المتاحة، فهناك مكبر الحروف، ونظام معلوماتي خاص، إضافة إلى طابعة بطريقة براي"، يقول العلوي، الخبير في تضاريس المكتبة الوطنية، والذي يستقبل الرواد بابتسامة لا تفارق محياه.
 
أما بالنسبة إلى مركز الترميم المتوفر في المكتبة، فإنه يعد أكبر مركز في إفريقيا وفي العالم العربي، فهولا يقوم بترميم وثائق المكتبة فحسب ، بل يضع أيضا كفاءات وخبرات العاملين به في خدمة مؤسسات أخرى سواء أكانت وطنية أو أجنبية، على اعتبار أن الترميم يكون إما يدويا أو آليا حسب ما ذكر العلوي.
 
يشار إلى أن فضاء القراءة للعموم يتوفر على أكثرمن 90 ألف مجلد، أما عدد الدوريات، فيفوق 10 ألف عنوان تغطي جل المعارف والعلوم، وبمختلف اللغات.

د ب أ
الاحد 29 يوليوز 2012