نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


بعيدا عن الرصانة السياح يمرحون في متحف الفن التفاعلي في تايلاند




باتايا ( تايلاند) - بيتر جانسن - تحيط هالة من القداسة بمتاحف الفن في الغرب أو يلفها على الأقل جو من الرصانة والهدوء، فغير مسموح للزوار لمس أي عمل فني كما أنه يحظر عادة التقاط الصور الفوتوغرافية، وعامة يطل المشرفون بوجوه عابسة على أي زائر يفكر في القيام بأية حركة يشوبها المرح.


بعيدا عن الرصانة السياح يمرحون في متحف الفن التفاعلي في تايلاند
 وقد ابتكرت كوريا الجنوبية التي تعد حاليا رائدة في الإتجاهات الثقافية الجديدة في جنوب شرقي آسيا نوعا جديدا من متحف الفن " التفاعلي " الذي يلبي الاحتياجات الدنيا للسائح المتوسط وهو استخدام الفن كخلفية لما هو مهم حقيقة بالنسبة له والسماح له بالتقاط الصور لنفسه.
 
ويتيح متحف " الفن في الفردوس " الذي افتتح مؤخرا في مدينة باتايا التايلاندية هذه الاحتياجات بالضبط، وتم افتتاح المتحف في نيسان/إبريل الماضي ويلقى إقبالا متزايدا من الزوار.
 
 ويقول فيبهوب بومساملي مدير المتحف إن عدد الزوار خلال أيام الأسبوع يبلغ 500 زائر يوميا في المتوسط ويزيد هذا العدد في عطلات نهاية الأسبوع وغيرها من العطلات ليصل إلى ثلاثة آلاف، وتبلغ نسبة أبناء تايلاند منهم  80 في المئة تقريبا.
 
ويبلغ رسم دخول المتحف 150 باهت ( ما يوازي خمسة دولارات ) بالنسبة للتايلانديين و500 باهت ( ما يوازي 60 ر16 دولارا ) للأجانب باستثناء من لديهم تصاريح عمل في تايلاند منهم أو دليل آخر يشير إلى أن لديهم إقامة دائمة في تايلاند.
 
وبعكس المتاحف الأخرى في الدول الغربية فإن متحف " الفن في الفردوس " الذي يوصف بأنه أكبر متحف للخدع الفنية في العالم يشجع الزوار على " التفاعل " مع العمل الفني والتقاط العديد من الصور التي تسمح بها ذاكرة آلات التصوير التي يحملونها كما يقومون بالحركات ويتخذون الأوضاع التي تروق لهم أمام الكاميرا.
 
 ويفخر المتحف بأنه يعرض 140 لوحة ثلاثية الأبعاد وهي من الرسوم الجدارية داخل عشر غرف مختلفة تغطي 5800  متر مربع مقامة في " ناد " سابق يقع نهاية الناحية الشمالية من منتجع شاطىء باتايا على مسافة مئة كيلومتر شرقي بانكوك.

وتم تصميم وضع هذه اللوحات لتشجع الزوار على اتخاذ الأوضاع التي تعجبهم أمامها لإلتقاط صور تذكارية، وعلى سبيل المثال تم وضع فرشاة للألوان تحت الحاجب الأيمن داخل نسخة مقلدة من لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دافنشي حتى يمكن للسائح الذي يقف أمامها أن يدعي أنه يضيف مسحة من الألوان لهذه اللوحة التحفة.
 
وفي لوحة " الحوادث السعيدة للأرجوحة " الشهيرة للفنانة الفرنسية التي عاشت في القرن الثامن عشر جان أونوريه فراجونار فإن خف الفتاة الذي انزلق من قدمها أثناء التأرجح تم رسمه على الحائط خارج إطار اللوحة مما يسمح للزائر بأن يتظاهر بأنه يمسك بالخف بأسنانه أو يختلس النظر إلى تنورة الفتاة وكل ذلك بغرض التقاط صورة يسودها المرح.

وبالإضافة إلى نسخ مقلدة من اللوحات الأوروبية الرائعة يعرض المتحف أيضا لوحات تصور ديناصورات منطلقة ودببة قطبية تخرج رؤوسها من الإطار لتحتسي لبن جوز الهند وفيلة تخطو خارجة من اللوحات ومناظر لشلالات وآثار مصر القديمة ومهرجان رش المياه العروف بإسم سونجكران وهو مهرجان يحتفل به التايلانديون بشكل تقليدي بمناسبة العام الجديد.
 
 ويوضح فيبهوب مدير المتحف أن المتاحف الأخرى تمنع الزائر من لمس اللوحات ولكن هذا المتحف يشجعه على ممارسة ضروب المرح مع الصور وبعد مرور ثلاثة أشهر فقط أقبل الزوار على التفاعل لدرجة أن كثيرا من المعالم التي تلقى إقبالا ) مثل فرشاة الموناليزا (   فقدت لونها من الاحتكاك المستمر بها.
 
وكان أول متحف للفن التفاعلي في آسيا قد افتتح في العاصمة الكورية الجنوبية سيول التي تزهو الآن بوجود قاعة العروض الفنية الحية ومتحف سيول للفن التفاعلي ومتحف الخداع البصري، كما تم افتتاح متحف آخر للخداع البصري في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية.
 
 وفي خارج كوريا تم افتتاح متحف للفن التفاعلي في مدينة هاينان الصينية، ويعد متحف " الفن في الفردوس " بمدينة باتايا هو الأكبر من نوعه حتى الآن ".
 
 وقد ضخ المستثمران الكوريان شين جاي يول ومين جاي كيم 50 مليون باهت  (  6  ر 1 مليون دولار   ( لإفتتاح متحف " الفن في الفردوس "، وتم إنفاق جزء من هذا المبلغ في التعاقد مع عشرة من الرسامين بكوريا الجنوبية لإنتاج الأعمال الفنية المعروضة في المتحف.
 
 وشين هو مستثمر في " أرض الحب بجزيرة جيجو " بكوريا الجنوبية وهو متحف تعليمي عن الجنس، وقد سعى شين في البداية لإقامة متحف مماثل في باتايا غير أن السلطات التايلاندية اعترضت على هذا المشروع، وقال شايوات تاماثاي مساعد مدير مكتب فرع باتايا بهيئة السياحة التايلاندية إن الهيئة لا تريد إقامة متحف للجنس في باتايا.
 
وبدأت مدينة باتايا التي لا تزال ثاني أكثر المقاصد التايلاندية رواجا بعد بانكوك نشاطها السياحي المشبوه كمنطقة للراحة والإستجمام للجنود الأمريكيين أثناء حرب فيتنام وبعد عودة الجنود الأمريكيين إلى وطنهم احتل مكانهم سياح الجنس من أوروبا وآسيا وتأكدت سمعة باتايا كمقصد سياحي مشبوه يطل على البحر.
 
وتم إقامة بنية تحتية واسعة في منتجع باتايا ويوجد به نحو  60 ألف غرفة فندقية، وحاولت هيئة السياحة التايلاندية والسلطات المحلية بشكل مثابر أن تسوق باتايا كمقصد " للرياضات المائية " أو كمكان ترفيهي للعائلات أو أي نشاط آخر يقلل من أهمية معالم الجذب " الترفيهية الليلية " سيئة السمعة  وانتقل سوق السياحة ببتايا خلال العقد الماضي من الأمريكيين والأوروبيين إلى الروس والصينيين والهنود.
 
 ومن بين السياح الأجانب الذين زاروا المنتجع العام الماضي وبلغ عددهم نحو سبعة ملايين بلغ عدد السياح الروس نحو 5 ر1 مليون يليهم الصينيون ) بما فيهم أبناء هونج كونج وتايوان (  كما احتل الألمان المرتبة الثالثة.
 
وتقول بيمينجفار شوكرابينباس المسؤولة عن تسويق منتجع باتيا بهيئة السياحة التايلاندية إن السياح الصينيين يحبون التسوق وزيارة حديقة النمور وعروض الدلافين، وتضيف إنه يتم التركيز حاليا على المجموعات العائلية وبالتالي فإن معالم الجذب مثل متحف " الفن في الفردوس " يمكن أن تقدم المساعدة.

بيتر جانسن
الاربعاء 12 سبتمبر 2012