نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


جولة تحت المطر للتعرف على أروع المعالم الثقافية في العاصمة النرويجية




أوسلو - ميرلي شمالنباخ - عادة ما يعد القيام برحلة لقضاء العطلة في العاصمة النرويجية أوسلو باهظ التكلفة ولكن لا يجب اعتباره كذلك، وعلى سبيل المثال نجد أن المعالم الثقافية في هذه المدينة ممتازة وأسعار مشاهدتها منخفضة.


جولة تحت المطر للتعرف على أروع المعالم الثقافية في العاصمة النرويجية
ويتساقط المطر بينما تغادر العبارة الصغيرة ميناء أوسلو لتشق طريقها فوق صفحة المياه ويحتمي الركاب من قطرات المطر تحت سقف سطحها، ومعظم الركاب من أبناء الجزر النرويجية القريبة من أوسلو العائدين إلى منازلهم بعد جولة التسوق في متاجر العاصمة، كما يوجد بينهم عدد من السياح تتدلى آلات التصوير من رقابهم.
 
وتنطلق المعدية بصوت محركها الرتيب عبر المضيق البحري الشهير وتتوقف عند جزر مثل هوفيدويا وناكهولمن، ويستطيع أي شخص أن يشتري تذكرة للنقل العام صالحة ليوم واحد أن يركب العبارة مجانا وبالتالي يتجنب الركوب في أحد زوارق الجولات البحرية السياحية غالية السعر.
 
ويوجد في أوسلو الكثير من المعالم السياحية التي تتكلف مشاهدتها أسعارا معقولة ومن بينها التجول بين الجزر، كما أن محبي المعالم الثقافية لن تضيع أموالهم التي يدفعونها كرسوم للدخول هباء بل سيحصلون على متعة ثقافية قيمة وغالبا ما يستطيعون مشاهدة هذه المعالم مجانا.
 
ومن بين هذه المعالم المجانية المتحف متعدد الثقافات ومتحف الجمارك ومتحف مدينة أوسلو، كما تستحق قاعة مجلس المدينة الزيارة حيث يمكن للزائر أن يشاهد لوحات تنتمي إلي أوائل القرن العشرين، وتفتح القاعة الوطنية لعرض الأعمال الفنية أبوابها للجمهور مجانا في أيام الأحد حيث تعرض لوحات يرجع تاريخها لبداية القرن التاسع عشر حتى عام 1950، ويذهب معظم الزوار رأسا إلى أشهر عمل فني في المعرض وهو لوحة " الصرخة " من أعمال الفنان إدفارد مانك.
 
وعلى العكس من هذه القاعة يسمح بالتقاط الصور في متحف السحر، ويقود الطريق بشكل غامض عبر فناء مرورا بصناديق للبريد ثم أعلى عن طريق سلالم إلى غرفة يمكن سماع صوت التصفيق قادم منها، وتزدحم الغرفة بصناديق الأدوات المستخدمة في الألعاب السحرية ومقتطفات مأخوذة من الصحف وعرائس دمى، ويجلس الأطفال على أرضية الغرفة ويشاهدون لعبة سحرية بأوراق اللعب يؤديها الساحر بيورن يوهانسن.
 
وبدأ الساحر يوهانسن ذو الشعر الطويل ويبلغ من العمر 53 عاما يمارس ألعابه السحرية منذ أن كان في العاشرة من عمره، ويقول إنه يحب أن يرفه عن الناس، وعلى الرغم من أنه يعمل فنيا حيث تلقى تدريبا على المهن الميكانيكية إلا أنه يقدم عروضه في عطلات نهاية الأسبوع بدون مقابل بمقر دائرة السحر النرويجية وهي منظمة تضم الحواة وممارسي الألعاب السحرية من المحترفين والهواة بالنرويج.
 
ومن بين المعالم الثقافية الأخرى حديقة فيجيلاند للنحت التي تجذب أكثر من مليون زائر سنويا وسميت باسم نحات نرويجي شهير، ويتم في هذا المكان عرض نحو مائتي قطعة فنية من البرونز والجرانيت والحديد المطوع، وفي أحد أرجاء الحديقة يقف تمثال حجري لطفل يصرخ وفي جزء آخر منها تمثال من الجرانيت لطفلين يخوفان رجلا، وفي مكان ثالث تمثال لرجل وامرأة يجلسان معا في حالة من الهيام وتمر عليهما الأيام والليالي وهما في جلستهما هذه.
 
وتشمل معروضات الحديقة كثير من أهم الأعمال الفنية للنحات جوستاف فيجيلاند( 1869 - 1943 ) الذي يعد أحد أشهر النحاتين في النرويج وتمثل هذه الأعمال دورة حياة الإنسان، وهذه الحديقة مفتوحة على مدار الساعة والدخول إليها بالمجان.
 
وتستحق الزيارة أيضا دار الأوبرا الجديدة التي تم افتتاحها عام 2008 وتقع بالقرب من محطة السكك الحديدية الرئيسية، وتم تشييد مبنى الأوبرا الرائع من الجرانيت الأبيض والزجاج على حافة الخليج، وأثناء الطقس الجيد يسترخي الناس أو يتجولون حول الميدان أمام المبنى أو يصعدون على سطحه لكي يستمتعون بمنظر البحر، وقد احتفل الزوجان الملكيان في النرويج مؤخرا بعيد ميلادهما في هذا الموقع.
 
ومن المواقع التي يمكن أيضا زيارتها بالمجان الكاتدرائية التي عقد فيها الأمير هاكون قرانه على الأميرة ميتي ماريت عام 2001، وتم وضع أمام الكاتدرائية قلب أحمر اللون وباقات من الزهور كتذكار على مذبحة أتويا التي سقط فيها العديد من الضحايا نتيجة عمل إرهابي قام به متطرف نرويجي يميني يدعى بريفيك عام 2011، وفي الداخل يرتل راعي الكنيسة تراتيل دينية بينما يلتقط السياح صورا للشموع الموقدة.
 
ثم هناك قلعة أكرشوس التي يرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر والتي تعلو فوق المضيق البحري، وترن خطوات الحارس الذي يرتدي زيا تقليديا ويضع سيفا فوق الشارع المرصوف بالحجارة، ويلتقط سائح صورة له ثم يذهب إلى الجدار لينظر عبره إلى ميناء أوسلو، ويكون المنظر خلابا كما أنه مثل أمكان كثيرة في المدينة لا يكلف شيئا.

ميرلي شمالنباخ
الاربعاء 26 سبتمبر 2012