نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


سيراً على الأقدام بقرية سويسرية تتبعاً لحياة الروائي الألماني هيرمان هيسه




مونتاجنولا (سويسرا) - توماس بيرميستر - أثرت الأعمال الأدبية التي أبدعها الكاتب والشاعر الألماني هيرمان هيسه على أعداد لا تحصى من البشر في مختلف أنحاء العالم على مدار الأعوام، كما أن الروايات التي كتبها مثل " ستيبنولف " و " سيدهارتا " لا تزال تحتل مرتبة عالية في قائمة الأدب العالمي.


سيراً على الأقدام بقرية سويسرية تتبعاً لحياة الروائي الألماني هيرمان هيسه
وتأتي الذكرى الخمسون لوفاة هذا الأديب الألماني الحاصل على جائزة نوبل في الآداب لعام 1946 في التاسع من شهر آب/أغسطس المقبل، وهذه المناسبة تعد سبب إضافيا تدفع المعجبين بهيرمان هيسه لإقتفاء آثار خطاه.
 
وولد هيسه عام 1877 ببلدة كالو الواقعة بالجنوب الغربي من ألمانيا، ثم غادر ألمانيا دون رجعة حتى قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى هاربا من مشكلات عائلية ومشاعر الكراهية التي تعرض لها من جانب كثير من زملائه الذين وصموه بأنه " عامل متنقل عديم الوطنية " بسبب معارضته للحرب.
 
وليس ثمة مكان يمكن فيه بسهولة السير على الأقدام في رحلة لإقتفاء أثر هيسه الذي اختار سويسرا كمكان يعيش فيه مثل كانتون تيسين السويسري الذي يعد قريبا من خيال المرء وتصوراته حول كيف عاش هذا الأديب وتنفس هواء المكان، ففي هذه المنطقة عاش الكاتب أكثر من 40 عاما إلى أن فارق الحياة، وفيها أيضا كتب أشهر أعماله الأدبية بما فيها روايته الأخيرة " لعبة الخرز الزجاجي ".
 
وقد عشق هيسه المناظر الطبيعية المحيطة ببحيرة لوجانو بتلالها وجبالها المكسوة بالجليد والطرق التي تصطف على جنباتها أشجار الصنوبر والمروج ذات الألوان البهيجة والغابات الحافلة بأشجار الكستناء، وتوجد إمكانات كثيرة في منطقة تيسين والتي تنطق بالإيطالية تشينو نظرا للطابع الإيطالي الذي اكتسبته حيث أنها تقع في أقصى الجزء الجنوبي من سويسرا وبالقرب من الحدود مع إيطاليا لاقتفاء خطوات هيسه، وأفضل مكان يمكن البدء منه هو قرية مونتاجنولا حيث كان يعيش.
 
وتقع القرية على التل الذهبي " كولينا دورو " فوق ضاحية لوجانو المالية والثقافية، وفي الماضي كان طريق يشق الغابة ليؤدي من بحيرة لوجانو إلى القرية، وكان هيسه يحب أن يسير على هذا الطريق عندما كان يريد الذهاب إلى المدينة، أما اليوم فقد تم رصف الطريق وظهرت مبان على جانبيه وبالتالي فمن الأفضل التوجه بالسيارة أو ركوب الحافلة العامة من محطة لوجانو للسكك الحديدية إلى قرية مونتاجنولا.
 
ويفضل معظم الزوار أن يكون مقصدهم الأول هو متحف هيرمان هيسه، وتتولى ريجينا باتشر إدارة المتحف منذ عام 1997 بعد أن شاركت في بنائه مع مؤسسة هيرمان هيسه، كما أنها من بين المشرفين على معرض يضم أكبر مجموعة حتى الآن من أعمال هيسه كرسام، وهذه الأعمال معروضة حاليا في متحف بيرن للفن ومن المقرر أن ينتقل بعد ذلك إلى ليجانو اعتبارا من 31 آب/أغسطس المقبل.
 
ويعد كثير من الموسيقيين من أتباع هيسه، وخلال فترة الستينيات الصاخبة  من القرن الماضي ذهبت فرقة غنائية أمريكية إلى حد أن تطلق على نفسها إسم رواية هيسه " ستيبنولف " ووصلت هذه الفرقة إلى المرتبة الأولى في قائمة الفرق الشهيرة بأغنيتها " ولدت لأكون غاضبا "، وقام المغني الأمريكي باتي سميث بزيارة مونتاجنولا.
 
ويتاخم المتحف منزل صغير بحديقة مشيد على الطراز الكلاسيكي يعرف بإسم كاسا كاموزي وهو لا يفتح أبوابه أمام الزوار، وأقام هيسه في شقة  بهذا المنزل عام 1919 وكان المنزل في حالة سيئة ولكنه كان مناسبا على الأقل للكاتب الذي كان معدما وقتذاك، ومن الشرفة المفتوحة على الهواء الطلق يظهر منظر رائع الجمال لبحيرة لوجانو والجبال القابعة خلفها.
 
وفي هذه الشرفة كتب هيسه مجموعة من الأعمال الأدبية مثل " نرجس وجولدموند " و " الصيف الأخير لكلينجسور " و " سيدهارتا "، وهذه الرواية الأخيرة التي تتناول البوذية تكفي بذاتها لكي تجعل من مونتاجنولا مقصدا للحجيج البوذيين، ووصف الكاتب الأمريكي هنري ميللر هذه الرواية التي تعد أكثر أعمال هيسه إقبالا من القراء بأنها " دواء روحي أكثر فعالية من العهد الجديد ".
 
وأثناء الجولة الدائرية التي يقوم بها الزائر في مونتاجنولا يتعرف المرء أيضا من خلال شرح جهاز سمعي للإرشاد السياحي على بعض المعلومات عن السيدة نينون دولبين الزوجة الثالثة لهيسه، ووصل حب هذه المرأة الشابة وهي من فينيسيا لهيسه إلى درجة العبادة، وقامت وهي في سن الخامسة عشرة الغضة بكتابة رسائل عاطفية للكاتب، ووافق أخيرا على السماح لها بزيارته في مونتاجنولا، ومرت عدة سنوات لكي تنمو قصة الحب حتى قرر هيسه عام 1931 أن يتزوج مرة أخرى.
 
وانتقل الكاتب مع نينون للعيش في منزل واسع بحديقة يسمى كاسا روسا ويبعد بمسافة بضع دقائق سيرا على الأقدام من وسط البلدة، وكان رجل الصناعة هانز كونراد بودمر وهو من زيوريخ وراع للآداب والفنون قد قام ببناء هذه الفيلا من أجل هيسه وفقا لرغبات الكاتب الشخصية.
 
وتعد جينتيلينو آخر محطة لرحلة إقتفاء خطوات هيسه على الرغم من أنها ليست في سلسلة الوقفات في الرحلة، وفي هذا الجزء من مونتاجنولا توجد منطقة المقابر، وأراد هيسه أن يدفن في هذا المكان وتم تنفيذ هذه الرغبة، وتم منحه المواطنة الفخرية عام 1962 ثم توفى في وقت لاحق من نفس العام، وتوفت زوجته نينون عام 1966، وتم إعداد قبريهما بالطريقة التي أراداها وهي أبسط طريقة في منطقة المقابر.

توماس بيرميستر
الاحد 8 يوليوز 2012